الكبائر من الذنوب
17 أبريل,2025
طرائف الحكم
86 زيارة
واليمين الغموس الكاذبة يعني: أنها تغمس صاحبها في المعصية، أو في جهنم، فقد روي عن الصادق (عليه السلام): ” من حلف على يمين وهو يعلم أنه كاذب فقد بارز الله عز وجل “.
وروي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
” إن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم تذران الديار بلاقع من أهلها وتنفل في الرحم “.
وهناك أحاديث وروايات كثيرة لا مجال لذكرها جميعا.
(16) منع الزكاة هي من المهلكات، وهي شاملة للحقوق المفروضة الواجبة كما عبر سبحانه وتعالى بقوله: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) (1).
وقوله أيضا: (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار
(٤٦)
والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) (1).
وقوله تعالى: (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير) (2).
كما أن حبس الحقوق من غير عسر ولا عذر وتأخيرها يعد أيضا من الكبائر، أي أن الحقوق الواجبة عند تحققها وحلول موعدها يجب المبادرة إلى دفعها ولا يجوز التصرف بها، لأنه لا يملكها، وتصرفه بها كتصرف الغاصب فيعد مانعا لها في مدة تأخيرها، وفي جريمة منع الزكاة أحاديث
(٤٧)
وروايات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال ما روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): ” إن الله قرن الزكاة بالصلاة، فقال سبحانه: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) (1) فمن أقام الصلاة ولم يؤت الزكاة فكأنه لم يقم الصلاة “.
وقوله (عليه السلام): ” ما من عبد منع من زكاة ماله شيئا إلا جعل الله ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار مطوقا في عنقه ينهش من لحمه حتى يفرغ من الحساب، وهو قول الله: (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) ” (2).
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى:
(كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم) (3) قال: هو الرجل يدع ماله ولا ينفقه في طاعة الله بخلا [أو تهاونا] ثم يموت… إلى آخر الرواية كما جاء في باب الزكاة من وسائل الشيعة (4).
(٤٨)
(17) شهادة الزور هي من أخطر أنواع الكذب، وقد قرن سبحانه وتعالى شهادة الزور بالشرك في كتابه المجيد: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) (1).
وقوله تعالى في وصفه المؤمنين: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) (2).
وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: ” عدلت شهادة الزور الشرك بالله ” قالها ثلاثا ثم قرأ قوله تعالى: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور).
والتزوير هو إظهار الباطل بمظهر الحق.
(18) كتمان الشهادة معناه إخفاء ما علم به في مورد يجب الإدلاء به لإثبات الحق
(٤٩)
أو إبطال باطل، وقد وصفها الله تعالى بالظلم، فقال:
(ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون) (1).
وفي مورد آخر وصفها بالإثم:
(ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم) (2).
وهناك أحاديث وروايات كثيرة، منها ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ” من رجع عن شهادته أو كتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق ويدخله النار وهو يلوك لسانه “.
وروي عن الإمام الكاظم (عليه السلام)، قال: ” من كان في عنقه شهادة فلا يأب إذا دعي لإقامتها، وليقمها، ولينصح فيها، ولا تأخذه فيها لومة لائم وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر “.
(٥٠)
2025-04-17