شبهات وردود – السيد سامي البدري
26 يوم مضت
بحوث اسلامية
134 زيارة
التعليق على الشبهة أولا:
قوله: ” ولم تكن النظرية الاثنا عشرية مستقرة في العقل الإمامي حتى منتصف القرن الرابع الهجري.. ” مر الكلام في بيان خطأ ذلك في الفصل الأول وسيأتي المزيد من البحث في الفصل السابع.
ثانيا:
ان ما أسنده إلى الصدوق من شك في غير محله بل افتراء عليه..
إذ ان كلامه ((رحمه الله)) يدل على عكس ما ذكره عنه واليك أيها القارئ الكريم نص كلام الشيخ الصدوق.
قال: ” قالت الزيدية لا يجوز ان يكون من قول الأنبياء ان الأئمة اثنا عشر لان الحجة باقية على هذه الأمة إلى يوم القيامة، والاثنا عشر
(٤٦)
بعد محمد ((صلى الله عليه وآله)) قد مضى منهم أحد عشر، وقد زعمت الإمامية ان الأرض لا تخلو من حجة.
فيقال لهم: ان عدد الأئمة ((عليهم السلام)) اثنا عشر والثاني عشر هو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، ثم يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة ولسنا مستعبدين في ذلك إلا بالإقرار باثني عشر إماما واعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر ((عليه السلام)) بعده.
ويقال للزيدية: أفيكذب رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) في قوله (ان الأئمة اثنا عشر)؟
فان قالوا: ان رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) لم يقل هذا القول..
قيل لهم: ان جاز لكم دفع هذا الخبر مع شهرته واستفاضته وتلقي طبقات الإمامية إياه بالقبول فما أنكرتم ممن يقول: ان قول رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) (من كنت مولاه) ليس من قول الرسول ((صلى الله عليه وآله))؟ ” (1).
وقول الصدوق ” لسنا مستعبدين في ذلك إلا بالإقرار باثني عشر إماما واعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر بعده ” يؤكد عقيدته باثني عشر
(1) إكمال الدين ص 77 – 78. وسيأتي نظير ذلك من كلامه في الفصل الثالث.
(٤٧)
إماما من أهل البيت أولهم علي ((عليه السلام)) وثاني عشرهم المهدي ((عليه السلام)) ثم تكون غيبته على مرحلتين إحداهما صغرى دامت تسعا وستين سنة والأخرى كبرى لا يعلم مداها إلا الله تعالى. ثم يبدي الصدوق تردده عن الحالة بعد ظهور المهدي ((عليه السلام)) واستتباب أمره هل سيعهد إلى إمام من بعده أو يكون يوم القيامة ثم يجيب عن ذلك: ” أننا مستعبدون بالإقرار والتسليم لما يذكره الثاني عشر بعد ظهور “.
ومنشأ تردد الصدوق فيما يجري بعد ظهور المهدي ((عليه السلام)) من أمر الإمامة هو الرواية التي أوردها الطوسي في كتابه الغيبة (1) انه ” سيكون بعد الاثني عشر إماما اثنا عشر مهديا ” وهي رواية وحيدة وضعيفة السند بل إمارات الوضع ظاهره عليها وهي معارضة من قبل الروايات التي تجعل من عهد ظهور المهدي وظهور عيسى ((عليه السلام)) آخر شوط من الحياة الدنيا.
(١) ص ١٥٠. قال أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام).
(٤٨)
2025-06-22