الحلقة السابعة – الربيع العربي
الربيع العربي
كان عام 2011 عام التغيير في الانظمة السياسية الجمهورية التي كان وجودها بنحو او آخر لا يتناسب مع مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي رسمه المحور الغربي – الصهيوني للمنطقة، فاطيح بنظام زين العابدين بن علي في تونس وبمعمر القذافي في ليبيا، واندلعت الحرب الداخلية في سوريا، وانطلقت المظاهرات ضد نظام حسني مبارك في مصر والتي ادت الى عزل الرئيس مبارك في عام 2012.
وكان الذي وصل الى دفة السلطة في تونس حركة الاخوان المسلمين ومثلها في مصر وقاد الاخوان ومن على شاكلتهم التمرد في سوريا وانضم اليهم اكراد سوريا، وفي ليبيا كان الصراع داميا بين الاخوان بقيادة السراج المدعومين من تركيا وقطر والاتجاه العلماني بقيادة حفتر المدعوم من السعودية والامارات.
كان الربيع العربي عبارة عن تحريك الشارع في البلدان التي اشرنا اليها استغلالا لمطالب حقة للشعوب تختفي وراءها يد المخابرات الاقليمية ( العربية – التركية) والدولية ( الامريكية – الصهيونية) انتهت حركة الربيع العربي باسقاط انظمة وتفكيك دول دون ان يتحقق للشعوب شيء من مطالبها.
البلد الوحيد الذي تم افشال مخطط المحور الامريكي – التركي – العربي – الصهيوني فيه هو سوريا.
لم يكن السبب في افشال مخطط المحور الامريكي يكمن في شخص بشار الاسد او قوة نظامه بل لمجموعة من العوامل الداخلية والاقليمية والدولية، فالعامل الداخلي كان يكمن في عدم قناعة الشعب والجيش السوري في البديل لنظام الاسد فالقوى التي ثارت ضد الاسد كانت ذات اتجاهات فكرية لا تنسجم مع الاتجاه العام للشعب السوري،
خاصة وان اغلب القوى التي ناهضت حكم الاسد تنتمي الى الاصولية المتطرفة مضافاً الى المقاتلين الاجانب الذين التحقوا بالمعارضة وهم يحملون فكر القاعدة وتفرعاتها فضلاً عن حركة الاخوان والمرتبطون بهم.
واما العامل الاقليمي فان سوريا كانت تتمتع بموقع جيوسياسي استراتيجي لمحور المقاومة فكانت خسارة سوريا تعني توجية ضربة شديدة للمحور فسوريا على الرغم من كل سلبيات الاسد كانت موضعاً خلفيا لحزب الله ومعبراً مهما يربط بين ايران وحزب الله الذي يحتل الموضع المتقدم في مواجهة الكيان الصهيوني وعاملاً اساسياً في لبنان امام التمدد والوصاية الخليجية الغربية على القرار اللبناني. ولذا وجد محور المقاومة ان منع سقوط نظام بشار الاسد مسألة جوهرية لا يمكن الاغضاء عنها لان سقوط نظام بشار الاسد وسيطرة الاتجاهات الموالية للمحور العربي – التركي – الامريكي ستضعف حركة محور المقاومة بشكل كبير.
واما العامل الدولي فان ايران والاسد تمكنا من اقناع روسيا في الدخول على الخط والمنع من سقوط الاسد دفاعاً عن مصالحها الاستراتيجية في حوض البحر المتوسط، وقد اقتنعت روسيا بالدخول على الخط بعد سنتين من الصراع الدامي بين الاسد ومحور المقاومة من جهة والمعارضة السورية والمحور الامريكي العربي الصهيوني التركي من جهة اخرى.