هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام
27 يوم مضت
مقالات متنوعة
126 زيارة
العهد الجديد أن كتاب العهد الجديد له مكانته الخاصة عند المسيحيين، فهو يعتبر متمما ومصدقا لما جاء في العهد القديم، وهو الأساس لكل العقائد المسيحية ولهذا فأني سأحاول التوسع فيه بعض الشئ.
ويعتقد بعض علماء الكتاب المقدس أن العهد الجديد قد كتب بلغة يونانية تسمى (بالكوني) وهي اللغة العامية ممزوجة ببعض الاصطلاحات العبرانية، وأهم النسخ الكاملة من العهد الجديد هي النسخة السينائية والنسخة الفاتيكانية إذ يعتقد أنهما كتبتا في القرن الرابع الميلادي، وكذلك النسخة الاسكندرانية المكتوبة في القرن الخامس الميلادي (1).
ويتألف العهد الجديد من (27) سفرا وهي: الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل وعدة رسائل لبولس وبطرس ويعقوب ويهوذا ويوحنا
(1) قاموس الكتاب المقدس: ص 763.
(٣١)
مع رؤية يوحنا، وإليك نبذة تاريخية مختصرة عن كل واحد من هذه الأسفار.
(الأناجيل الأربعة) 1 – إنجيل متي: وهو أول الأناجيل ويرجح أن يكون كاتبه هو الرسول متي أحد الاثني عشر رسولا، وهو لاوي بن حلفي وكان عشارا يجمع الأموال للحكومة الرومانية. وقد أختلف القول بخصوص هذا الإنجيل في لغته وزمان تأليفه فذهب البعض إلى أنه كتب أولا بالعبرانية أو الآرامية (التي كانت لغة فلسطين في تلك الأيام) وترجم بعد ذلك إلى اليونانية، وذهب آخرون إلى أنه كتب باليونانية كما هو الآن. وأما زمان تأليفه فقد أختلف فيه أيضا إذ يحتمل أنه كتب بين 37 إلى 63 ميلادي (1). ويسمى هذا الإنجيل مع إنجيلي مرقس ولوقا بالأناجيل المتوافقة أو الإزائية وذلك لأنها متشابهة إلى حد كبير.
و يتميز هذا الإنجيل عن الأناجيل الثلاثة الباقية بأنه يحكي حوادث وأمثالا لا توجد في الإنجيل الأخرى، كما أنه الإنجيل الوحيد الذي يشير إلى الكنيسة ويذكرها باسم (الكنيسة) على وجه التخصيص.
2 – إنجيل مرقس: ويعتقد بأن مؤلف هذا الإنجيل هو مرقس
(1) نفس المصدر مادة متي ص 833.
(٣٢)
أحد تلامذة بطرس الرسول، فهو ليس من تلاميذ السيد المسيح (عليه السلام).
وكان الاعتقاد السائد في أواخر القرن الأول الميلادي أن هذا الإنجيل قد كتب في روما ووجه إلى المسيحيين الرومانيين.
فقد كتب بابيوس مستندا إلى ما استقاه من يوحنا الرسول:
هذا أيضا ما قاله الشيخ أن مرقس وقد كان مفسرا لبطرس ومترجما لآرائه، سجل جميع الأشياء التي تذكرها من أقوال المسيح (عليه السلام) وأعماله وذلك لم يسمع الرب (يسوع) ولا كان من أتباعه ولكنه أتبع بطرس فيما بعد (1).
وأما تاريخ هذا الإنجيل فهو يتراوح بين سنة 64 م وسنة 70 م.
وفي هذا الصدد يقول الأب (إيرينيوس) أحد آباء الكنيسة الأولين أن مرقس كتب البشارة التي تحمل اسمه قائلا بعد أن نادى بطرس وبولس بالإنجيل في روما وبعد انتقالهما سلم لنا مرقس كتابة مضمون ما نادى به بطرس وعلى هذا يحتمل كتابة هذا الإنجيل بين عام 65 م و 68 م (2).
ومرقس هذا كما زعم البعض فهو الشاب الذي تبع يسوع لما أخذه اليهود في بستان الزيتون وأقاموا الدليل على ذلك أن مرقس انفرد برواية ما جرى لذلك الشاب وكأنه يريد أن يشير إلى نفسه
(1) قاموس الكتاب المقدس مادة مرقس: ص 854.
(2) نفس المصدر.
(٣٣)
فيقول:
وتبعه شاب ليس عليه غير إزار فأمسكوه. فتخلى عن الإزار وهرب عريانا (إنجيل مرقس 14: 51 – 52). وكان مرقس نسيب الرسول برنابا، أحد وجهاء كنيسة أورشليم القدس وكبار المبشرين بالإنجيل وكان ابن امرأة اسمها مريم ساكنة في أورشليم والظاهر أنه اهتدى إلى الإيمان المسيحي بواسطة خدمة بطرس الذي كان يتردد على بيت أمه، وصاحب بولس وبرنابا في أورشليم إلى أنطاكية، ولكنه فارقهما لأسباب لم تعرف (1). ويعتبر إنجيل مرقس أقصر الأناجيل الأربعة.
3 – إنجيل لوقا:
حسب الاعتقاد السائد في القرن الثاني للميلاد فإن كاتب هذا الإنجيل هو لوقا وهو رفيق وصديق بولس، ويحتمل أيضا أنه كاتب سفر أعمال الرسل، ولهذا فما هو معروف عنه مأخوذ من سفر الأعمال حيث يذكر أنه كان مع بولس في قسم من أسفاره. ولد لوقا من أبوين يونانيين في أنطاكية – سورية – وكان يمارس الطب وزعم البعض أنه كان رساما، وتتلمذ لبولس وكان غالبا في صحبته إلى أن استشهد بولس فتركه، إلا أنه لا يعرف أين قضى بقية عمره ولا أين مات غير
(1) تفسير العهد الجديد: ص 88.
(٣٤)
أن الكنيسة تكرمه تكريم الشهداء (1).
وكتب هذا الإنجيل باللغة اليونانية، وأما تاريخ كتابة هذا الإنجيل فيعتقد أن أعمال الرسل قد كتب بعد كتابة الإنجيل بوقت قصير، ويرجح أن سفر أعمال الرسل كتب سنة 62 أو 63 ميلادية ولهذا يحتمل علماء الكتاب المقدس أنه مكتوب في سنة 60 ميلادية تقريبا. كما قد ورد في هذا الإنجيل بعض الحوادث التي لم تذكر في غيره من الأناجيل. ويظهر من مقدمة إنجيله أنه لم يكن معاينا للحوادث التي كتبها بل ألف إنجيله من شهادة الذين عرفوا السيد.
ومما يخص به هو نقل الحوادث التي جرت قبل ولادة المسيح (عليه السلام). وبعدها والظاهر أنه أخذها عن كتابة ربما نقلت عن أم الرب (مريم) لأنه لم يعرف أحد غيرها كثيرا مما ذكر بهذا الشأن (2).
4 – إنجيل يوحنا: وهو الإنجيل الرابع والذي يختلف كثيرا عن الأناجيل الثلاثة، إذ يعتقد أن 90 % من هذا الإنجيل غير موجود في الأناجيل الثلاثة، وهو من أكثر الأناجيل التي دارت حولها الشكوك بين علماء الكتاب المقدس، فذهب البعض إلى أن كاتبه هو يوحنا ابن زبدي الرسول وأحد التلاميذ المقربين جدا ليسوع المسيح (عليه السلام)، ويذكر المؤرخون أن يوحنا الرسول كان تلميذا ليوحنا المعمدان
(1) المسيح في الفكر الاسلامي: ص 127.
(2) تفسير العهد الجديد: ص 30.
(٣٥)
2025-04-20