شبهات وردود – السيد سامي البدري – 12
5 ساعات مضت
بحوث اسلامية
9 زيارة
وكذلك روايات النص على الرضا ((عليه السلام)) وولده الجواد من الإمام الكاظم ((عليه السلام))، بعضها كان منه ((عليه السلام)) وهو في الحبس كما في رواية الحسين بن المختار (1) وبعضها قبل الحبس كما في رواية محمد بن سنان (ت 220 ه) قال دخلت على أبي الحسن موسى ((عليه السلام)) من قبل ان يقدم العراق بسنة وعلي ابنه جالس بين يديه فنظر إلي فقال يا محمد أما انه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع قال قلت وما يكون جعلت فداك فقال أصير إلى الطاغية أما انه لا يبدأني منه سوء ولا من الذي يكون بعده (المراد بالطاغية المهدي العباسي وبالذي يكون بعده الهادي العباسي) ثم أشار إلى ابنه علي ((عليه السلام)) وقال من ظلم ابني هذا حقه وجحد إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب ((عليه السلام)) حقه وجحد إمامته بعد رسول الله ((صلى الله عليه وآله))، قال ابن سنان فقلت والله لئن مد الله لي في العمر لأسلمن له حقه ولأقرن له بإمامته قال صدقت يا محمد يمد الله في عمرك وتسلم له حقه وتقر بإمامته وإمامة من يكون من بعده قال قلت ومن ذاك قال محمد ابنه: قلت له الرضا والتسليم (2).
(١) الكافي ج ١ ص ٣١٣.
(٢) الكافي ج ١ 319 الرواية 16.
(٣٩)
فالإمام الكاظم ((عليه السلام)) هنا لا ينص على الرضا ((عليه السلام)) فقط بل يخبر باسم الإمام بعد الرضا ((عليه السلام)).
وكذلك روايات النص على الجواد من أبيه الرضا ((عليهما السلام)) كما في رواية الحسن بن بشار قال كتب ابن قياما إلى أبي الحسن ((عليه السلام)) كتابا يقول فيه: كيف تكون إماما وليس لك ولد؟ فأجابه أبو الحسن الرضا: وما علمك انه لا يكون لي ولد! والله لا تنقضي الأيام والليالي حتى يرزقني الله ولدا ذكرا يفرق به بين الحق والباطل (1).
وفي رواية أبي يحيى الصنعاني قال: كنت عند أبي الحسن الرضا ((عليهما السلام)) فجيء بابنه أبي جعفر ((عليه السلام)) وهو صغير فقال: هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه (2).
وفي رواية صفوان بن يحيى قال قلت للرضا ((عليه السلام)) قد كنا نسألك قبل ان يهب الله لك أبا جعفر ((عليه السلام)) فكنت تقول يهب الله لي غلاما فقد وهبه الله لك فاقر عيوننا فلا أرانا إليه يومك فان كان كون فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر ((عليه السلام)) وهو قائم بين يديه،
(١) الكافي ج ١ ص ٢٣٠ الرواية ٤.
(٢) الكافي ج ١ ص ٣٢١ الرواية 9.
(٤٠)
فقلت جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين! فقال ” وما يضره من ذلك فقد قام عيسى ((عليه السلام)) بالحجة وهو ابن ثلاث سنين ” (وفي نسخة إرشاد المفيد وإعلام الورى ابن أقل من ثلاث سنين) (1).
الخلاصة:
ان الذي ادعاه صاحب النشرة من ” ان الأئمة ((عليه السلام)) لم يكونوا يعلمون بأسماء أوصيائهم من بعدهم إلا قرب وفاتهم ” قد بناه على فهم خاطئ لرواية صفوان الذي كان قد سأل الرضا ((عليه السلام)) عن الامام اللاحق متى يعلم انه قد اضطلع بالإمامة فعلا هل منذ اللحظة الأولى لموت الإمام السابق أو حين يبلغه خبر موته؟ كما لو كان الإمام السابق في بلد والإمام اللاحق في بلد آخر بعيد عنه كما في حالة الامامين الكاظم والرضا أو الإمامين الرضا والجواد ((عليه السلام))، ولكن صاحب النشرة حمل الرواية على حالة الوصية والنص، هذا مضافا إلى إغفاله الروايات الكثيرة التي رواها الصفار في بصائر الدرجات والكليني في الكافي التي تنص على ان وصية كل إمام للذي من بعده إنما هي بعهد معهود من النبي ((صلى الله عليه وآله)) وإغفاله أيضا
(١) الكافي ج ١. ص 321 الرواية رقم 10.
(٤١)
2025-04-22