الرئيسية / زاد الاخرة / مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (عليه السلام)51

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (عليه السلام)51

فإذا بشخص في جنبي وهو يمشي معي، وعليه عمامة خضراء.
قال (ره): وأشار حينئذ إلى نبات حافة النهر وقال كانت خضرتها مثل خضرة هذا النبات، ثم دله على الطريق، وأمره بالدخول في دين أمه، وذكر كلمات نسيتها.
وقال: ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جميعا من الشيعة، قال: فقلت: يا سيدي أنت لا تجئ معي إلى هذه القرية؟ فقال (عليه السلام) ما معناه: لا، لأنه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد، أريد أن أغيثهم، ثم غاب عني، فما مشيت إلا قليلا حتى وصلت إلى القرية وكان في مسافة بعيدة، ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم.
فلما دخلت الحلة ذهبت إلى سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني، طاب ثراه، وذكرت له القصة فعلمني معالم ديني، فسألت عنه عملا أتوصل به إلى لقائه مرة أخرى، فقال زر أبا عبد الله (عليه السلام) أربعين ليلة جمعة.
قال: فكنت أزوره من الحلة في ليالي الجمع إلى أن بقي واحدة، فذهبت من الحلة في يوم الخميس، فلما وصلت إلى باب البلد، فإذا جماعة من أعوان الظلمة يطالبون الواردين التذكرة، وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها، فبقيت متحيرا، والناس متزاحمون على الباب، فأردت مرارا أن أتخفى وأجوز عنهم، فما تيسر لي، وإذا بصاحبي صاحب الأمر (عليه السلام) في زي لباس طلبة الأعاجم، عليه عمامة بيضاء في داخل البلد فلما رأيته استغثت به، فخرج وأخذني معه وأدخلني من الباب فما رآني أحد.
فلما دخلت البلد افتقدته من بين الناس وبقيت متحسرا على فراقه.
أمن السبل والبلاد بظهوره (عليه السلام) – في البحار (1) من إرشاد الديلمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا قام القائم حكم بالعدل، وارتفع في أيامه الجور، وأمنت به السبل، وأخرجت الأرض بركاتها ورد كل حق إلى أهله، الخ وفي حديث آخر عنه: تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب، ولا يهيجها أحد، وفي آخر عنه في قوله تعالى: * (سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) * قال (عليه السلام): مع قائمنا أهل البيت.
١ – بحار الأنوار: ٥٢ / 338 / ح 27 ذيل 83.
(٤٨)
إحياء دين الله وإعلاء كلمة الله في دعاء الندبة: أين محيي معالم الدين وأهله. وفي الحديث القدسي الذي ذكرناه في الباب السابق ولأظهرن به ديني…، الخ.
– وفي تفسير قوله تعالى: * (ليظهره على الدين كله) * (1) بظهور القائم.
– وفي البحار (2) في حديث طويل عن النبي (صلى الله عليه وآله): التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أمتي، أشبه الناس بي، في شمائله وأقواله وأفعاله، ليظهر بعد غيبة طويلة، وحيرة مضلة، فيعلي أمر الله، ويظهر دين الله، ويؤيد بنصر الله، وينصر بملائكة الله، فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.
– وفي البحار (3) في حديث طويل عن أبي جعفر (عليه السلام): ثم يرجع إلى الكوفة فيبعث الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا إلى الآفاق كلها فيمسح بين أكتافهم وعلى صدورهم فلا يتعايون في قضاء، ولا تبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا رسول الله. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا، والغرض الإشارة.
انتقامه من أعداء الله من ألقابه المنتقم.
وفي الإكمال (4) بإسناده عن الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما أسري بي إلى السماء، أوحى إلي ربي جل جلاله فقال: يا محمد، إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة، فاخترتك منها فجعلتك نبيا وشققت لك من اسمي اسما، فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت الثانية، فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك، وزوج ابنتك، وأبا ذريتك، وشققت له اسما من أسمائي، فأنا العلي الأعلى، وهو علي، وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة، فمن قبلها كان عندي من المقربين، يا محمد، لو أن عبدا عبدني
١ – سورة الفتح: ٣٨.
٢ – بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٧٩ باب ٢٧ ذيل ١٨٧.
٣ – بحار الأنوار: ٥٢ / 345 باب 27 ذيل 91.
4 – إكمال الدين: 1 / 252 باب 23 ذيل 2
(٤٩)
حتى ينقطع، ويصير كالشن البالي، ثم أتاني جاحدا لولايتهم فما أسكنته جنتي، ولا أظللته تحت عرشي، يا محمد، تحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب.
فقال عز وجل: ارفع رأسك. فرفعت رأسي وإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين، وعلي بن الحسين ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي وعلي بن محمد، والحسن بن علي، ومحمد بن الحسن القائم في وسطهم، كأنه كوكب دري، قلت: يا رب، ومن هؤلاء.
قال: الأئمة وهذا القائم، الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى، طريين فيحرقهما، فلفتنة الناس يومئذ بهما أشد من فتنة العجل والسامري.
– وفي البحار (1) عن العلل، (2) بإسناده عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر قال: أما لو قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد، وحتى ينتقم لابنة محمد (صلى الله عليه وآله) فاطمة منها، قلت: جعلت فداك ولم يجلدها الحد، قال: لفريتها على أم إبراهيم، قلت: فكيف أخر الله للقائم؟ فقال له: إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) رحمة، وبعث القائم نقمة.
– وفيه (3) عن المزار الكبير بإسناده عن أبي عبد الله: إذا قام قائمنا انتقم لله ولرسوله ولنا أجمعين.
– وفيه (4) عن إرشاد الديلمي عنه (عليه السلام) وقطع أيدي بني شيبة وعلقها على باب الكعبة، وكتب عليها هؤلاء سراق الكعبة.
– وفي الاحتجاج (5) عن النبي (صلى الله عليه وآله) في خطبة الغدير، قال (صلى الله عليه وآله): ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي صلوات الله عليه، ألا إنه الظاهر على الدين كله ألا إنه المنتقم من الظالمين ألا إنه فاتح الحصون وهادمها، ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك، ألا إنه مدرك بكل ثأر لأولياء الله عز وجل، ألا إنه الناصر لدين الله، ألا إنه الغراف من بحر عميق، ألا إنه يسم كل
١ – بحار الأنوار: ٥٢ / ٣١٤ ب ٢٧ ذيل ٩.
٢ – علل الشرائع: ٢ / ٢٦٧ – ٣٨٥ ح ١٠.
٣ – بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٧٦.
٤ – بحار الأنوار: ٥٢ / 338 ب 27 ذيل 80.
5 – الإحتجاج: 1 / 80 ح الغدير.
(٥٠)

شاهد أيضاً

مؤتمر الوحدة الإسلامية في مدينة طهران

 العلامة السيد عصام العماد: طوفان الأقصى في هذه السنة أعطى لمؤتمر الوحدة الإسلامية بعداً جديداً. ...