الرئيسية / من / الشعر والادب / العلامة الحلي يرثي جده الإمام الحسين عليه السلام

العلامة الحلي يرثي جده الإمام الحسين عليه السلام

أهاشم لا يوم لك ابيض أو ترى * جيادك تزجي عارض النقع أغبرا
طوالع في ليل القتام تخالها * وقد سدت الأفق ، السحاب المسخرا
بني الغالبيين الألى لست عالما * أأسمح في طعن أكفك أم قرى
إلى الان لم تجمع بك الخيل وثبة * كأنك ما تدرين بالطف ما جرى

 

 
هلم بها شعث النواصي كأنها * ذياب غضا يمرحن بالقاع ضمرا
وإن سألتك الخيل أين مغارها * فقولي ارفعي كل البسيطة عثيرا ( 110 )
فان دماكم طحن في كل معشر * ولا ثار حتى ليس تبقين معشرا
ولا كدم في كربلا طاح منكم * فذاك لأجفان الحمية أسهرا

 

 
غداة أبو السجاد جاء يقودها * أجادل للهيجاء يحملن أنسرا
عليها من الفتيان كل ابن نثرة * يعد قتير ( 111 ) الدرع وشيا محبرا
أشم إذا ما افتض للحرب عذره * تنشق من أعطافها النقع عنبرا
من الطاعني صدر الكتيبة في الوغى * إذا الصف منها من حديد توقرا

 

 
هم القوم إما أجروا الخيل لم تطأ * سنابكها ( 112 ) إلا دلاصا ومغفرا
إذا ازدحموا حشدا على نقع فيلق * رأيت على الليل النهار تكورا
كماة تعد الحي منها إذا انبرت * عن الطعن من كان الصريع المقطرا
ومن يخترم حيث الرماح تظافرت * فذلك تدعوه الكريم المظفرا

 

 
فما عبروا إلا على ظهر سابح * إلى الموت لما ماجت البيض أبحرا
مضوا بالوجوه الزهر بيضا كريمة * عليها لثام النقع لاثوه أكدرا
فقل لنزار : ما حنينك نافع * ولو مت وجدا بعدهم وتزفرا
حرام عليك الماء ما دام موردا * لأبناء حرب أو ترى الموت مصدرا

 

 
وحجر على أجفانك النوم عن دم * شبا السيف يأبى أن يطل ويهدرا
أللهاشمي الماء يحلوا ودونه * ثوت قومه ( 113 ) حرى القلوب على الثرى
وتهدأ عين الطالبي وحولها * جفون بني مروان ريا من الكرى
كأنك يا أسياف غلمان هاشم * نسيت غداة الطف ذاك المعفرا

 

 
هبي لبسوا في قتله العار أسودا * أيشفي إذا لم يلبسوا الموت أحمرا
ألا بكر الناعي ولكن بهاشم * جميعا وكانت بالمنية أجدرا
فما للمواضي طائل في حياتها * إذا باعها عجزا عن الضرب قصرا
أللعيش تستبقي النفوس مضامة * وما الموت إلا أن تعيش فتقسرا

 

 
ثوى اليوم أحماها عن الضيم جانبا * وأصدقها عند الحفيطة مخبرا
وأطعمها للوحش من جثث العدى * وأخضبها للطير ظفرا ومنسرا
قضى بعد مارد السيوف على القنا * ومرهفه فيها وفي الموت أثرا
ومات كريم العهد عند شبا القنا * يواريه منها ما عليه تكسرا

 

 
فان يمس مغبر الجبين فطالما * ضحى الحرب في وجه الكتيبة غبرا
وإن يقض ضمآنا تفطر قلبه * فقد راع قلب الموت حتى تفطرا
وألقحها شعواء تشقى بها العدى * ولود المنايا ترضع الحتف ممقرا ( 114 )
فظاهر فيها بين درعين نثرة * وصبر ، ودرع الصبر أقواهما عرا

 
سطا وهو أحمى من يصون كريمة * وأشجع من يقتاد للحرب عسكرا
فرافده في حومة الضرب مرهف * على قلة الأنصار فيه تكثرا
تعثر حتى مات في الهام حده * وقائمه في كفه ما تعثرا
كأن أخاه السيف أعطي صبره * فلم يبرح الهيجاء حتى تكسرا

 

 
له الله مفطورا من الصبر قلبه * ولو كان من صم الصفا لتفطرا
ومنعطف أهوى لتقبيل طفله * فقبل منه قبله السهم منحرا
لقد ولدا في ساعة هو والردى * ومن قبله في نحره السهم كبرا
وفي السبي مما يصطفي الخدر نسوة * يعز على فتيانها أن تسيرا

 

 
حمت خدرها يقضى وودت بنومها * ترد عليها ( 115 ) جفنها لا على الكرى
مشى الدهر يوم الطف أعمى فلم يدع * عمادا لها إلا وفيه تعثرا
وجشمها المسرى ببيداء قفرة * ولم تدر قبل الطف ما البيد والسرى
ولم تر حتى عينها ظل شخصها * إلى أن بدت في الغاضرية حسرا

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...