(وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام): إن القائم إذا قام بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه: ألا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا، ويحمل حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير فلا ينزل منزلا إلا انبعث عين منه فمن كان جائعا شبع ومن كان ظامئا روى فهو زادهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة.(8)
في الكافي عن سعيد السمان قال: كنت عند أبي عبد الله إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له: أفيكم إمام مفترض الطاعة؟ قال: فقال: لا. فقالا له: قد أخبرنا عنك الثقاة أنك تفتي وتقر وتقول به وتسميتهم لك فلان وفلان وهم أصحاب ورع وتشمير، وهم ممن لا يكذب، فغضب أبو عبد الله (عليه السلام) وقال: ما أمرتهم بهذا، فلما رأيا الغضب في وجهه خرجا. فقال لي: أتعرف هذين؟
قلت: نعم هما من أهل سوقنا وهما من الزيدية وهما يزعمان أن سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند عبد الله بن الحسن. فقال: كذبا لعنهم الله والله ما رآه عبد الله بن الحسن بعينيه ولا بواحدة من عينيه ولا رآه أبوه، اللهم إلا أن يكون رآه عند علي بن الحسين (عليهما السلام) فإن كانا صادقين فما علامة في مقبضه؟ وما أثر في موضع مضربه؟ وإن عندي لسيف رسول الله وإن عندي لراية رسول الله ودرعه ولامته ومغفره، وإن كانا صادقين فما علامة درع رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ وإن عندي لراية رسول الله (صلى الله عليه وآله) المغلبة، وإن عندي ألواح موسى وعصاه وإن عندي لخاتم سليمان بن داود (عليهما السلام)، وإن عندي الطست الذي كان موسى يقرب بها القربان، وإن عندي الاسم الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)
إذا وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابة، وإن عندي كمثل الذي جاءت به الملائكة(9)،
ومثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل، كانت بنو إسرائيل في أي أهل بيت وجد التابوت على أبوابهم أوتوا النبوة، ومن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة وقد لبس أبي درع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخطت على الأرض خطيطا ولبستها أنا فكانت وكانت، وقائمنا إذا لبسها ملأها إن شاء الله.(10)
(8) الكافي: 1 / 231 ح 3.
(9) المراد التابوت كما في البقرة تحمله الملائكة خ ل.
(10) الكافي: 1 / 232 ح 1.