الرئيسية / الاسلام والحياة / تتمة التوجّه إلى عزّ الربوبية وذلّ العبودية

تتمة التوجّه إلى عزّ الربوبية وذلّ العبودية

فالهجرة الصورية وصورة الهجرة عبارة عن هجرة البدن ” المنزل الصوري ” إلى الكعبة أو إلى مشاهد الأولياء ، والهجرة المعنوية هي الخروج من بيت النفس ومنزل الدنيا إلى الله ورسوله ، والهجرة إلى الرسول و إلى الوليّ أيضاً هجرة إلى الله ، و ما دام للسالك تعلّق ما بنفسانيّته وتوجّه منه إلى إنّيّته فليس هو بمسافر وما دامت البقايا من الأنانية على امتداد نظر السالك وجدران مدينة النفس وأذان أعلام حبّ النفس غير مختفية فهو في حكم الحاضر لا المسافر ولا المهاجر .

 

 

 

وفي مصباح الشريعة قال الصادق ( ع ) : ( العبودية جوهرة كنهها الربوبية فما فقد في العبودية وجد في الربوبية ، وما خفي من الربوبية أصيب في العبودية )

 

 

 

فمن سعى بخطوة العبودية ووسم ناصيته بسمة ذلة العبودية يصل إلى عزّ الربوبية ، والطريق للوصول إلى الحقائق الربوبية هو السير في مدارج العبودية فما فقد من الإنّيّة والأنانية في عبوديّته يجده في ظّل الحماية الربوبية حتى يصل إلى مقام يكون الحق تعالى سمعه وبصره ويده ورجله كما في الحديث الصحيح المشهور عند الفريقين . فإذا ترك العبد التصرفات من عنده وسلم حكومة وجوده كلها إلى الحق وخلّى بين البيت وصاحبه وفني في عزّ الربوبية فحينئذ يكون المتصرف في الدار صاحبها فتصير تصرفات العبد تصرّفا إلهيا ، فيكون بصره بصراً إلهياً وينظر ببصر الحق ويكون سمعه سمعاً إلهياً فيسمع بسمع الحق ، وكلما اكتملت ربوبية النفس وكان عزّها

{ 33 }

 

 

 منظورا في نظرها نقص بمقدار من العزّ الربوبي لأن هذين : أي عزّ العبودية وعز الربوبية متقابلان ” الدنيا والآخرة ضرتان ” فمن الضروري للسالك أن يتفطّن إلى ذلّه ويكون ذلّ العبودية وعزّ الربوبية نصب عينيه .

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...