الرئيسية / الاسلام والحياة / الآداب المعنوية للصلاة – في الغسل وآدابه القلبية

الآداب المعنوية للصلاة – في الغسل وآدابه القلبية

يقول أهل المعرفة ان الجنابة هي الخروج عن وطن العبودية والدخول في الغربة و اظهار الربوبية و دعوى المنيّة والدخول في حدود المولى و الاتصاف بوصف السيادة و الغسل للتطهير من هذه القذارات و الاعتراف بالتقصير . و قد ذكر بعض المشايخ في ضمن عشرة فصول ، مئة و خمسين حالا لابد للعبد السالك التطهير منها في خلال الغسل يرجع أغلبها أو كلها إلى العزة و الجبروت و كبرياء النفس و حب النفس و رؤيتها .

    يقول كاتب هذه الأوراق : الجنابة هي الفناء في الطبيعة و الغفلة عن الروحانية و الغاية القصوى لكمال السلطنة الحيوانية و البهيمية ، و الدخول في أسفل السافلين و الغسل هو التطهير من هذه الخطيئة و الرجوع عن حكم النفس التي فنيت في الطبيعة و ابتليت بغرور الشيطان .

    فالآداب القلبية للغسل هي ألاّ يتوقف السالك في حين غسله بتطهير الظاهر و غسل البدن الذي هو القشر الأدنى و الحظ الدنيوي ، و تكون جنابة باطن القلب و سرّ الروح موردا لعنايته، و يكون غسله اهم في نظره

{ 149 }

فيتجنب عن غلبة النفس البهيمية و الشأن الحيواني على النفس الرحمانية و الشؤون الرحمانية و يتوب عن رجز الشيطان و غروره و يطهر باطن الروح الذي هو نفخة إلهية و قد نفخ فيه بالنفس الرحماني عن الحظوظ الشيطانية و هي التوجّه إلى الغير الذي هو أصل الشجرة المنهية حتى يليق بهذا التطهير للدخول على جنة أبيه آدم عليه السلام .

   و ليعلم أن الأكل من هذه الشجرة شجرة الطبيعة و الاقبال على الدنيا و التوجه إلى الكثرة هو أصل أصول الجنابة ، و ما دام لم يطهر من هذه الجنابة بانغماسه في ماء الرحمة للحق تعالى أو تطهيره التام بذاك الماء الذي يجري عن ساق العرش الرحماني و الخالص عن التصرف الشيطاني لا يليق للصلاة التي هي حقيقة معراج القرب فإنه لا صلاة إلا بطهور ، و قد أشار إلى ما ذكر في الحديث الشريف في الوسائل عن الشيخ الصدوق رضوان الله عليه قال:

    و بإسناده قال : ” جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسأله أعلمهم عن مسائل ، و كان فيما سأله أن قال : لأي شيء أمر الله تعالى بالاغتسال من الجنابة و لم يأمر بالغسل من الغائط و البول ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله أن آدم لما أكل من الشجرة دبّ ذلك في عروقه و شعره و بشره فإذا جامع الرجل أهله خرج الماء من كل عرق و شعرة في جسده ، فأوجب الله عز وجل على ذريّته الاغتسال من الجنابة إلى يوم القيامة ” . الخبر .

      و في رواية أخرى عن الرضا عليه السلام : ” إنما أمروا بالغسل من الجنابة و لم يأمروا بالغسل من الخلاء و هو أنجس من الجنابة و أقذر من أجل أن الجنابة من نفس الإنسان و هو شيء يخرج من جميع جسده ، و الخلاء ليس

{ 150 }

هو من نفس الإنسان و إنما هو غذاء يدخل من باب و يخرج من باب ” .

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...