الرئيسية / الاسلام والحياة / أنا والكتاب (باقة من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله في المطالعة والكتاب)

أنا والكتاب (باقة من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله في المطالعة والكتاب)

إنّني أشعر أنّ الإنسان إذا أراد أن يبقى على الصعيدين المعنوي والثقافي غضّاً ومتجدّداً ، فلا مناص له من الارتباط بالكتاب. الإمام الخامنئي دام ظله.

ذاك العالَم الّذي لا خبر عنه في إيران!
إذا ازداد عدد الكتب، وكثرت عناوينها، وإذا توفّرت الكتب بالمواضيع المطلوبة كافّة، واستطاع الناس العثور في الكتاب على إجابات لاستفهاماتهم وتساؤلاتهم وأمكنهم الرجوع إليه، سوف يحدث جوّ آخر وعالمٌ آخر، لا خبر عنه اليوم ـ وللأسف ـ في إيران! في كلّ مكان يشغل الكتاب فيه حيّزاً من الاهتمام، ترون الفرق الواضح من الناحية الروحية والوضع الفكري، مقارنةً بالمكان الّذي لا يحظى بهذه المسألة .

جوهر الانتقال إلى الأعمال الكبرى
حين أنظر الآن إلى رواياتكم، أرى أنّه لو عُمل عليها قليلاً لأضحت كرواية “البؤساء” لفكتور هيغو، و”الحرب والسلم” لتولستوي. إنّني أرى هذا الجوهر في الروايات الصغيرة لإخواننا هؤلاء، الصادرة عن الدائرة الفنّية أو عن بعض المؤسّسات الأخرى، ما لا يراه المرء في الكتابات التقليدية لأولئك الكتّاب، وفي عشرة مجلّدات وخمسة مجلّدات، وفي ألفي صفحة وخمسة آلاف صفحة. هذا الجوهر موجودٌ واقعاً في أعمالكم. أمّا أولئك، فتجدون أعمالهم نمطيّة, وذلك يعود إلى أنّهم يفتقدون ــ واقعاً ــ للحماسة في داخلهم .

الحرب فرصة للكتابة
لقد أضحت الحرب ساحة لبروز الاستعدادات على هذا الصعيد. أنتم تعلمون. إنّ الشدائد هي من الأشياء الّتي تفتّح الاستعدادات الفنّية والأدبية في أيّ بلد، ومنها الحروب. إنّ أجمل الروايات وأفضل الأفلام، وربّما أسمى القصائد الشعرية قد أُنشدت وأُلقيت وأُلّفت وظهرت في الحروب ومن وحي الحروب. وهكذا كان الأمر في حربنا أيضاً .

لا أعلم .. هذا التكرار قد ترك أثراً أم لا؟
لكثرة ما تكلّمت حول هذا الموضوع الهامّ “القراءة والمطالعة” ولم أُبلّغ بمدى تأثير هذا الكلام، فإنّني في الحقيقة عندما أريد الخوض فيه ثانيةً، أتردّد خوفاً من وقوعي في لغو الكلام! أنا واقعاً لا أعلم إن كان هذا التكرار قد ترك أثره أم لا, ينبغي عليكم أنتم أن تبيّنوا ذلك. أن تقوموا بالإحصاءات، لنرى كم ارتفع معدّل المطالعة. تعالوا نعمل على أن يصبح جميع الناس من أهل المطالعة .

الشعوب الأقلّ مساهمة
مع أنّنا ألّفنا أكثر الكتب في العالم على امتداد القرون الماضية، لكنّنا اليوم وخلال القرون الثلاثة الأخيرة، أصبحنا من الشعوب الأقلّ مساهمة من معارف الكتاب والمكتوب! وأنا على يقين أنّه كان للأوضاع السياسية والاجتماعية تأثير في هذا الوضع الّذي هو ثقافي بحدّ ذاته. ما كان فقد مضى.

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...