الرئيسية / بحوث اسلامية / الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

09 ومعدن الرحمة وخزان العلم. =
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فانها لسيدة دينكم وأنها لغاية علمنا يا معشر الشعية خاصموا بحم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فانها لولاة الامر خاصة بعد رسول الله الحديث. (ومعدن الرحمة) بكسر الدال على وزن مجلس أما لان الرحمة الربانية عامها وخاصها انما تنزل على القوابل بسببهم حتى الامطار والارزاق كما يرشد إليه حديث لولاك لما خلقت الافلاك وغيره أو لانهم لو لم يكونوا في الارض لساخت باهلها فعن أبي حمزة قال قلت لابي عبد الله عليه السلام تبقى الارض بغير امام قال لو بقيت بغير امام لساخت (وعن محمد بن الفضيل) عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال قلت له تبقى الارض بغير امام قال لا فانا نروي عن أبي عبد الله أنها لا تبقى بغير امام الا أن يسخط الله على أهل الارض أو على العباد فقال لا تبقى الارض إذا لساخت وعن أبي جعفر عليه السلام قال لو أن الامام رفع من الارض ساعة لماجت باهلها كما يموج البحر باهله واما لانهم مظاهر رحمة الله إذا رحمتهم للخلق وشفقتهم على أمة جدهم سيما محبيهم وشيعتهم قد بلغت الغاية بل تجاوزت النهاية. (وخزان العلم) فان جميع العلوم الالهية والاسرار الربانية =
[49]
=
والمعارف الحقيقية وما اشتملت عليه الكتب الالهية مخزونة عندهم عليهم السلام وهم الراسخون في العلم العالمون بتأويل الكتاب وفصل الخطاب فعن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال نحن الرسخون في العلم ونحن نعلم تأويله وعن بريد بن معوية عن أحدهما عليهما السلام في قوله تعالى (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) (1) فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الراسخين في العلم قد علمه الله عز وجل جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلم تأويله وأوصيائه من بعده يعلمونه كله إلى أن قال عليه السلام والقرآن خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ فالراسخون في العلم يعلمونه وعن الصادق عليه السلام قال الراسخون في العلم أمير المؤمنين عليه السلام والائمة من بعده عليه السلام وعن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر يقول في هذه الاية (بل هو آيات بينات في صدور الذين اتوا العلم) (2) فاومى بيده إلى صدره وعن الصادق عليه السلام قال هم الائمة وعن أبي بصير عن الباقر عليه السلام في هذه الاية قال أما والله يا أبا محمد ما قال بين دفتي المصحف قلت من هم جعلت فداك قال من عسى أن يكون غيرنا وعن الفضل بن =
(1): سورة آل عمران آية 7 (2): سورة العنكبوت آية 49
[50]
=
يسار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ان في علي سنة الف نبي من الانبياء وان العلم الذي نزل مع آدم عليه السلم لم يرفع وما مات عالم فذهب علمه والعلم يتوارث وعن عبد الله بن جندب أنه كتب إليه الرضا عليه السلام أما بعد فان محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان أمين الله في خلقه فلما قبض كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الاسلام وانا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق وان شيعتنا لمكتوبون باسمائهم وأسماء آبائهم أخذ الله علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الاسلام غيرنا وغيرهم نحن النجباء النجاة ونحن أفراط الانبياء ونحن أبناء الاوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله تبارك وتعالى ونحن أولى الناس بكتاب الله ونحن أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا) (1) قد وصانا بما وصى به نوحا (والذي أوحينا (2) اليك) يا محمد (وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى) (3) فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا علمهم نحن ورثة ألى العزم من الرسل (ان اقيموا الدين) (4) يا آل محمد (لا تتفرقوا فيه) (5) وكونوا على جماعة الحديث وعن الباقر =
(1 – 5): سورة الشورى آية 13
[51]
=
عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أول وصي كان على وجه الارض هبة الله بن آدم وما من نبي مضى الا وله وصي وكان جميع الانبياء مائة الف نبي وأربعة وعشرين الف نبي منهم خمسة أولوا العزم (نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم) وان علي بن أبي طالب كان هبة الله لمحمد صلى الله عليه عليه وآله وسلم وورث علم الاوصياء وعلم من كان قبله اما ان محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ورث علم من كان قبله من الانبياء والمرسلين الحديث. وعن المفضل قال قال الصادق عليه السلام ان سليمان ورث داود وأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ورث سليمان وانا ورثنا محمدا وأن عندنا علم التوراة والانجيل والزيور وتبيان ما في الالواح قال قلت ان هذا لهو العلم قال ليس هذا هو العلم ان العلم الذي يحدث يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة وعن ضريس عن الصادق عليه السلام قال ان داود ورث علم الانبياء وان سليمان ورث داود وأن محمدا ورث سليمان وانا ورثنا محمدا وان عندنا صحف ابراهيم وألواح موسى فقال له أبو بصير ان هذا لهو العلم فقال يا أبا محمد ليس هذا هو العلم انما العلم ما يحدث بالليل والنهار يوما بيوم وساعة بساعة (وعن ابراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الاول قال قلت له جعلت فداك أخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورث النبيين كلهم قال نعم قلت من لدن ادم حتى انتهى إلى نفسه قال ما بعث الله نبيا إلا ومحمد =
[52]
=
اعلم منه قال قلت أن عيسى بن مريم كان يحيى الموتى باذن الله قال صدقت وسليمان بن داود يفهم منطق الطير وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقدر على هذه المنازل قال. فقال ان سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره (فقال مالي لا أرى الهدهد أن كان من الغائبين) (1) حين فقده فغضب عليه (فقال لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين) (2) وانما غضب لانه كان يدل على الماء فهذا وهو طائر قد اعطي ما لم يعطه سليمان وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين المردة له طايعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وكان الطير يعرفه وان الله يقول في كتابه (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى (3)) وقد ورثنا هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى ونحن نعرف الماء تحت الهواء وان في كتاب الله لايات ما يراد بها أمرا إلا ان يأذن الله به مع ما قد يأذن الله عما كتبه الماضون جعله الله لنا في أم الكتاب ان الله يقول (وما من غائبة في السماء والارض إلا في كتاب مبين (4)) ثم قال: =
(1 – 2): سورة النمل آية 21 – 22 (3): سورة الرعد آية 32. (4): سورة النمل آية 76.
[53]
=
(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (1) فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شئ (وعن الصادق عليه السلام) قال والله اني أعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفي خبر السماء وخبر الارض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن قال الله عز وجل (تبيانا لكل شئ) (2) وعنه عليه السلام قال (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) (3) ففرج أبو عبد الله بين أصابعه فوضعها في صدره ثم قال وعندنا والله علم الكتاب كله وعن سدير قال قال الصادق عليه السلام يا سدير ألم تقرأ القرآن قلت بلى قال فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك) قال قلت جعلت فداك قد قرأته قال فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب قال قلت أخبرني به قال قدر قطرة من الماء في البحر الاخضر فما يكون ذلك من علم قال قلت جعلت فداك ما أقل هذا فقال يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل أيضا (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) (4) قال قلت قد قرأته =
(1): سورة فاطر آية 33. (3) سورة النمل آية 41. (2) سورة النحل آية 90. (4) سورة الرعد آية 44.

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...