16 ومصابيح الدجى واعلام التقى =
وأهل بيته وأقروا بما نزل من عند الله واتبعوا آثار الهدى فأنهم علامات الامامة والتقى واعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى بن مريم عليه السلام وأقر بمن سواه من الرسل لم يؤمن اقتصوا الطريق بالتماس المنار والتمسوا من وراء الحجب الاثار تستكملوا أمر دينكم وتؤمنوا بالله ربكم. (ومصابيح الدجى) المصابيح جمع مصباح وهو السراج الثاقب المضئ والدجى جمع الدجية بضم الدال فيهما وهي الظلمة وقد يعبر بالمصباح عن القوة العاقلة والحركات الفكرية الشبيهة بالمصباح كما يقال أضاء مصباح الهدى في قلبه والمراد هنا أنهم عليهم السلام هادون للخلق من ظلمة الشرك والكفر والضلالة والجهل إلى نور الايمان والطاعة والعلم (فعن بريد العجلي) في الصحيح عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى (انما أنت منذر ولكل قوم هاد (1)) فقال رسول الله المنذر ولكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم الهدات من بعده علي ثم الاوصياء واحدا بعد واحد. (وأعلام التقى) الاعلام جمع علم بفتحتين وهو العلامة والمنار والجبل والتقى عبارة عن التقوى وهي على مراتب =
(1): سورة الرعد آية 7
[68]
وذوي النهى =
(الاولى) تقوى العوام وهي اجتناب المحرمات (والثانية) تقوى الخواص وهي اجتناب المكروهات (والثالثة) تقوى خواص الخواص وهي اجتناب المباحات واجتناب كلما يشغل عن الله تعالى كما قال الله تعالى (يا ايها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله (1)) وقال تعالى (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله (2)) والمراد من هذه الفقرة أنهم معروفون عند كل واحد بالتقوى كالمنار الذي لا يخفي أو ان التقوى لا تعرف إلا منهم ولا تؤخذ إلا عنهم لانهم اتقى المتقين (وبالجملة) فهم العلامات التي يهتدي بها الناس (فعن داود الجصاص) قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول (وعلامات وبالنجم هم يهتدون (3)) قال النجم هو رسول الله والعلامات هم الائمة (وعن الرضا عليه السلام) قال نحن العلامات والنجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (وعن الصادق عليه السلام: ان النبي النجم والعلامات الائمة عليهم السلام. (وذوي النهى) بالضم جمع نهية العقل سمى به لانه ينهى عن القبايح.
(1): سورة النافقون آية 9 (2): سورة النور آية 37 (3): سورة النحل آية 16
شاهد أيضاً
مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره
رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...