الرئيسية / بحوث اسلامية / الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

48- فثبتني الله ابدا ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ووفقني لطاعتكم ورزقني شفاعتكم وجعلني ممن يقتص اثاركم ويسلك سبيلكم =
ان تلك الاعتقادات التي اعتقد وها في الدنيا والاعمال التي عملوها تكون نارا في القيامة يعذبون بها كما قال انما هي اعمالكم (فثبتني الله) تعالى (ابدا) جملة دعائية (ما حييت) اي مدة حياتي (على موالاتكم) متعلق يثبتني (ومحبتكم) وهي مرادفه للموالات أو المراد بالموالات المتابعة في الاقوال والافعال والاعمال (ودينكم ووفقني لطاعتكم) في الاقوال والاعمال في الدنيا (ورزقني شفاعتكم) في الاخرة (وجعلني ممن يقتص) اي يتبع (آثاركم) قولا وفعلا (ويسلك سبيلكم) وطريقكم الذي تسلكوه
[177]
ويهتدي بهداكم ويحشر في زمرتكم ويكر في رجعتكم ويملك في دولتكم ويشرف في عافيتكم ويمكن في أيامكم وتقر عينه غدا برؤيتكم
(ويهتدي بهداكم) الذي هو هدى الله فان الهدى هدى الله. (ويحشر في زمرتكم) الزمره بالضم الفوج والجماعة. (ويكر في رجعتكم) الفعل كر يكر كمد يمد والكر الرجوع يقال كر وكر يتعدى بنفسه ولا يتعدى وفيه اشارة الى رجوع خواص الشيعة في رجعتهم عليه السلام اي جعلني الله من خواص شيعتكم حتى اكر في رجعتكم. (ويملك في دولتكم) اي جعلني الله ممن يصير ملكا لاعلاء كلمته واظهار دينه في دولتكم فان خواص شيعتهم يصيرون ملوكا في دولتهم. (ويشرف في عافيتكم) بالقاف أو الفاء اي من يصير شريفا معظما في عاقبة امركم وهي دولتكم وايام ظهوركم أو في زمان سلامتكم من الاعادي. (ويمكن في ايامكم) اي يجعل له التمكين والاستيلاء. (وتقر عينه غدا برؤيتكم) وفيه اشارة الى نهاية قربه كما قال تعالى (انهم يرونه بعيدا) (ونراه قريبا) (1). (*)
(1): سورة المعارج آية 6 – 7.

 
[178]
بأبي انتم وأمي ونفسي واهلي ومالي من اراد الله بدء بكم ومن وحده قبل عنكم ومن قصده توجه بكم إليه موالي لا احصي ثنائكم) * (هامش) (بابي انتم) اي مفديون أو افديكم بابي. (وامي ونفسي واهلي ومالي من اراد الله بدأ بكم) اي من لم يبدأ بكم فلم يرد الله بل اراد الشيطان اذلا يمكن الوصول الى معارفه تعالى ومرضاته الا بأتباعكم في العقائد والاقوال والاعمال. (ومن وحده قبل عنكم) اي من لم يقبل عنكم فليس بموحد بل هو مشرك وان اظهر التوحيد أو كل من يقول بتوحيد الله يقبل قولكم فان البرهان كما يدل على التوحيد يدل على وجوب امامتكم وخلافتكم أو ان حقيقة التوحيد انما عرفت منكم فمن لم يقبل العلوم منكم لم يعرف التوحيد. (ومن قصده توجه بكم إليه) إذا انتم وجه الله الذي به يتوجه به وباب الله الذي منه يؤتى. (موالي) منادى جمع مولى. (لا احصي ثنائكم) كما انه لا يمكن احصاء الثناء على الله كما قال (سبحانك لا احصي ثنائي عليك انت كما اثنيت على نفسك) إذ هم مظاهر صفات الله واسمائه ولا يمكن لغيرهم معرفة كمالاتهم كما (روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم = (*) 

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...