الرئيسية / أخبار وتقارير / زعيم الحراك الشعبي باليمن يتعهد بفرض الشراكة الوطنية واسقاط الاستبداد السياسي وانهاء التدخل الخارجي في بلاده

زعيم الحراك الشعبي باليمن يتعهد بفرض الشراكة الوطنية واسقاط الاستبداد السياسي وانهاء التدخل الخارجي في بلاده

وجه زعيم الحراك الشعبي في اليمن السيد عبد الملك الحوثي  السبت ، رسالة هامة ومطولة الى اللجان الثورية في بلاده، تعهد خلالها بفرض الشراكة الوطنية ، و اسقاط الاستبداد السياسي ، و انهاء التدخل الخارجي في اليمن الى الابد ، و انقاذ موسسات الدولة و الاقتصاد اليمني من الإنهيار الذي تخطط له دول الاستكبار والرجعية ، مخاطبا اللجان الشعبية و الثورية بالقول : “مهمتكم التعاون مع الجيش في الدفاع عن الشعب من كل الأيادي الإجرامية” .

 

 

و اوضح زعیم حرکة “أنصار الله” بالیمن فی رسالته الى اللجان الشعبیة والثوریة ان “الشعب الیمنی العظیم یصرّ على استمراریة الثورة فی مساراتها الثلاث و هی : مکافحة الفساد وتحقیق الأمن وفرض الشراکة من اجل اسقاط الاستبداد السیاسی ، مشدداً على انه “لا یمکن للشعب الیمنی ان یسمح بالالتفاف على نصوص اتفاق السلم والشراکة ولو اضطر الى اتخاذ خطوات حازمة وصارمة” ، ومحذراً من المندسین والسیئین الذین یحاولون تشویه الثورة .

 

 
وفی نص الرسالة ، بارک السید الحوثی للجان الشعبیة والثوریة “قدوم شهر ربیع الأول الذی یحمل ذکرى مبارکة وهی ذکرى مولد رسول الله محمد خاتم النبیین وسید المرسلین ورحمة للعالمین بشیراً ونذیراً وداعیاً الى الله بإذنه وسراجاً منیراً ، لانفاذ البشریة من الطاغوت و الظلم و الهوان و الضلال والخسران ، واخراج الناس من الظلمات الى النور، وتحریر الأنسان من ذل العبودیة الى عز العبودیة لرب العباد، ولاقامة العدل ونشر الخیر ودفع الشر ومواجهة الفساد” .

 

 

وأضاف “لکن بفضل الله و بتوفیقه ، فقد استفاقت الأمة وأدرکت خطورة الوضع الذی هی فیه، وبدا الاحرار والشرفاء والغیورون على دینهم وأمتهم التحرک الفاعل الکبیر کما هو الحال فی ثورة شعبنا الیمنی العظیم الذی یسعى للخلاص من الظلم، وازاحة الفساد والفاسدین ومواجهة المجرمین واحقاق الحق واقامة العدل، وانطلاقاً من مبادئه وقیمه وأخلاقه واحساساً بالمسؤولیة کما هو ایضاً احساس بالمعاناة والمظلومیة والحرمان” .

 

 

وخاطب اللجان الشعبیة بالقول : “انتم فی اللجان الشعبیة لشعبنا الیمنی العظیم یده الضاربة والقویة مهمتکم الأساسیة هی العمل بکل ما تستطیعون لإنجاح ثورته وتحقیق اهدافه والدفاع عنه من کل الأیادی الإجرامیة التی یعتمد علیها الخارج لاستهدافه، وان تبذلوا الجهد لتحقیق الامن والاستقرار والحفاظ على حیاة الناس وممتلکاتهم ومقدرات ومؤسسات وامکانات الدولة التی هی ملک للشعب الیمنی ولیست ملکاً للفاسدین ولا للعابثین ولا للمجرمین الظالمین” .

 

 

و خلص السید الحوثی الى القول : “مهمتکم الرئیسیة الحفاظ على شعبنا الیمنی العظیم وحمایة ثورته وترسیخ دعائم الأمن والاستقرار ومواجهة الأشرار المستهدفین للشعب وللثورة من المستبدین والفاسدین والمجرمین” . و تابع السید الحوثی “الآن فإن شعبنا الیمنی العظیم یصر على استمراریة الثورة فی مساراتها الثلاث :
– الأول وهو مکافحة الفساد للحفاظ على أموال وثروات الشعب واصلاح الاقتصاد المدمر والمستنزف من جانب الفاسدین الذین اتفقوا مع الخارج على نهب ثروات البلد وتدمیر اقتصاده وتجویع شعبه
– والثانی: العمل على تحقیق الأمن والاستقرار من خلال مواجهة الأشرار والمجرمین الذین یرتکبون أبشع الجرائم بحق شعبنا الیمنی ویستهدفون المواطنین والجیش والامن والمصالح العامة للشعب، ومن خلال التعاون مع الشرفاء والأحرار فی الجیش والامن على تطهیر المؤسسة العسکریة والأمنیة من المندسین والمخترقین لها من اذیال علی محسن وعملاء الخارج، والسعی لتقویة المؤسسة العسکریة والأمنیة ودعمها لاستعادة دورها المهم والقیام بمسؤولیاتها الأساسیة فی الدفاع عن الشعب وحمایة البلد وتخلیصها من الوضعیة لسابقة التی کانت فیها بعیدة عن الشعب وخاضعه لولاءات شخصیة وحزبیة” .

 

 

 

وحول المسار الثانی ، قال السید الحوثی “لقد آن الاوان وحان الوقت لان یکون الجیش دائماً مع الشعب وقد أثبت جیشنا الیمنی ذلک فی موقفه المشرف والمتمیز لصالح ثورة الشعب ومطالبه، وکان الشرفاء والاحرار من أبناء الجیش والامن جنباً الى جنب مع بقیة المواطنین فی الساحات والمظاهرات إضافة الى الموقف المشرف والعزیز للجیش فی رفضه ان یتدنس بجریمة العدوان على أبناء شعبه فی المظاهرات والاعتصامات ووضوح موقفه فی یوم 21 سبتمبر فی وقوفه الى جانب الشعب والثورة، وبهذا التعاون وبهذه الروحیة وبهذا الوعی تحققت انجازات مهمة، لذلك یجب ان یبقى هذا التعاون المشترک لاستکمال بقیة الانجازات الى حین خروج الشعب الى بر الامان وتجاوز مرحلة الخطر” .

 

 
– والمسار الثالث هو فرض الشراکة من أجل اسقاط الاستبداد السیاسی وانقاذ مؤسسات الدولة من انفراد قوى النفوذ بها والتی تستغلها اسوأ استغلال لصالح اطماعها ورغباتها بعیداً عن خدمة الشعب وبناء البلد، حتى تحولت الوظیفة العامة الى مغنمٍ لتلک القوى بعیداً عن الکفاءة والنزاهة والمسؤولیة” .
وأضاف “لقد تضمّن اتفاق السلم والشراکة الذی وقعته القوى السیاسیة واعترف به العالم نصوصاً مهمة على المستوى السیاسی، حیث انه یفرض الشراکة ویهیئ لبناء دولةٍ حقیقیةٍ للیمنیین کل الیمنیین ولیس لصالح حزبٍ او جماعةٍ على حساب کل الشعب، ونصوصاً مهمة على المستوى الاقتصادی ، ولکن البعض من بقایا الفاسدین وحماة الفساد یحاولون الالتفاف على تلک النصوص وما تضمنته من استحقاقات مهمة وهذا لا یمکن ان یسمح به شعبنا الیمنی ولو اضطر الى اتخاذ خطواتٍ حازمة وصارمة وآخر الدواء الکی والاعتماد على الله نعم المولى ونعم النصیر، وقد تحرک شعبنا الیمنی العظیم من بدایة ثورته على هذا الأساس کل رهانه واعتماده على الله القوی العزیز” .

 

 
وفی ختام الرسالة ، رکّز السید الحوثی على عدد من النقاط المهمة والأساسیة للافادة منها : لابد من الحفاظ “على اخلاق ثورتنا المبارکة فی تعاملکم مع الناس فانتم تبذلون جهداً کبیراً للحفاظ على الامن ولکن احذروا المندسین والسیئین الذین یحاولون التشویه للثورة ولجانها الشعبیة، من خلال سوء التعامل مع الناس او الاعتداء على بیوت او ممتلکات الأبریاء او ترویع اطفال ونساء الى غیر ذلک من التصرفات السیئة التی هی بعیدة عن اخلاق شعبنا المسلم”، محذراً من “اولئک السیئین فلا تسمحوا لهم بتحقیق اهداف اعداء الشعب والثورة، ..، وفی نفس الوقت کونوا حذرین من قوى الاجرام والعدوان ومن دون تهور او اضرار بالأبریاء، واحذروا کذلک من الذین یحاولون ان یندسوا بینکم للاستقواء بکم والانتقام من خلالکم من آخرین فی تصفیة حسابات شخصیة او اغراضٍ خارجة عن الثورة واهدافها فلا تسمحوا بذلک ولا تنخدعوا لهم ابداً وکونوا متثبتین ومنتبهین تجاه ای اجراءات او تصرفات” . وشدد على ان یکونوا منظمین بشکل افضل “بما یجعلکم جاهزین لأی احتمالات او مواقف اکبر واحذروا العشوائیة والفوضى فهی مدخل وثغرة للمستغلین والمخربین” .

 

 

 

وتابع “لا تتدخلوا فی قضایا الناس بشکلٍ عشوائی واترکوا للجان الاجتماعیة ان تعمل على حل مشاکل الناس بالتراضی والود .. ولکم ان تعملوا على منع الاقتتال والتظالم فی مناطق انتشارکم دون الفصل فی القضایا الا من ذوی المعرفة والفهم بأمور الشرع والعرف بالتراضی والا فألى القضاء کما سبق وبمراعاة اخلاق الاسلام فی التعامل مع الناس فلا ینبغی ابداً اقتحام البیوت او الاستدعاء لیلاً او نحو ذلک من التصرفات المسیئة للأخلاق والقیم” .

 

 
وفیما یخص الجانب الأمنی، قال السید الحوثی “یجب مراعاة حرمة البیوت وحرمة الممتلکات وأما البیوت التی هی أوکار لخلایا اجرامیة او تستخدم للاعتداء منها باطلاق النار على الناس مع التأکد من ذلک فیجب العمل بقدر الجهد على التعامل معها بحکمة بما یحفظ حیاة الاطفال والنساء ان کان فیها احداً منهم” . وأضاف “اعملوا على التعاون فیما بینکم وبین الجیش والأمن وان یکون الاخاء والتفاهم والتعاون قائماً فیما بینکم وبینهم”.

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...