الرئيسية / القرآن الكريم / البسملـة – روح الله الموسوي الخميني قدس سره

البسملـة – روح الله الموسوي الخميني قدس سره

21 الدرس الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين

كان الحديث فيما تقدم حول الإسم في البسملة وبماذا يتعلق حيث عرضنا لذلك عدة إحتمالات.

العلاقة بين الحق والخلق

والأساس في فهم بعض هذه القضايا هو أن يعرف الإنسان طبيعة العلاقة بين الحق والخلق وكيف تكون، نحن نفهم الأمر بصورة ببغاوية والأكثر البرهان (حيث أن ما هو أسمي من البرهان هو الأشخاص آخرين).

العلاقة بين الموجودات والحق تعالى هي ليست على نحو العلاقة بين موجود وموجود آخر كالعلاقة بين الأب والابن أو بالعكس، فهذه بين علاقة بني موجود مستقل وآخر مستقل أيضا علاقة بين ذوي بصيرة متساوية.

كما أن العلاقة بين الموجودات والحق تعالي ليست على نحو علاقة شعاع الشمس بالشمس – رغم أن الربط فيها أسمي من النموذج السابق – لأن الشعاع الشمس أيضا غيرية عن الشمس، فهي كذلك علاقة موجود بموجود آخر كما أنها ليست كعلاقة قوى النفس المجردة بالنفس، إذا أن لربط القوة الباصرة والقوة السامعة بالنفس نحوا من المغايرة والكثرة أيضا.

نعم لا يمكن تصنيف علاقة الموجودات بمبدأ الوجود الحق تعالى من أي نحو من أنواع الربط بين ذكرتها.

لقد وردت في الكتاب والسنة تعابير عن معنى الربط الموجود عملياً على نحو الإفادة فقد ورد التعبير عنه بالتجلي كقوله تعالى تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ}(الأعراف/143) أو كالذي ورد في دعاء “السمات”: “وبنور وجهك الذي تجليت بـ للجبل فجعلته دكا” (دعاء السمات المروي عن الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه مفاتيح الجنان ص 73 وفي النص إشارة إلى الآية المتقدمة) {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}(الزمر42). ملك الموت هو الذي يتوفى الأنفس ولكن التعبير القرآني جاء ب “الله يتوفى..” ونفس التعبير ورد فيما يتعلق بالإنسان الذي يقتل شخصا: قتله ولكن: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} “ما رميت ورميت” “رميت وما رميت” هذا هو تجلي وهذا هو نور ولو أدركنا هذا المعنى بالبرهان أو بصورة ببغاوية عندها تتضح بعض القضايا في هذه الآيات الكريمة.معاني الحمد

في الاحتمال الأول الذي ذكرناه حيث أن الحمد هو جميع المحامد متكثر ملحوظ بنحو الكثرة يكون الاسم كذلك ملحوظا بطور الكثرة، وعلي ذاك الاحتمال فان كل حمد يقع لا يقع للحق تعالى لأن الحمد يقع للتجليات وهي ظهوره – تعالى – ظهور فوق ظهور الشمس في الشعاع وظهور النفس في السمع والبصر.

فالحمد يقع للمظاهر ولكن هذه هي أسماء متكثرة للحق تعالى، لذا فالحمد له – تعالى – في نفس الوقت.

وعلى الاحتمال الثاني قلنا أن الحمد يكون حمداً مطلقاً وعليه يكون الأمر عكس ما في الاحتمال الأول فلا يقع له – تعالى – أي حمد من حامد وهنا أيضا فالتجليات هي مظاهر ظهوره وعليه، فرغم أن الحمد يقع لهذه المظاهر لكن الحمد المطلق لا يصدر منا لذا فلا يقع للمطلق – تعالى –

ولكن من باب أن جميع هذه الكثرات مضمحلة في ذلك الوجود المطلق يقع له الحمد أيضا فالأمر يختلف بلحاظ النظر للكثرة والنظر للوحدة.

بلحاظ الكثرة – حسب الاحتمال الثاني – لا يقع أي حمد للوجود المطلق ولكن وبلحاظ اضمحلال الكثرات في الوحدة تكون جميع المحامد له أيضاً. وحسب هذين الاحتمالين يختلف معنى الآية الشريفة بين أولها وآخرها، فوفق كون أن الحمد استغراقي فيشمل كل حمد ويكون الاسم أسماءً متكاثرة تشمل كل موجود فكل موجود اسم، وعليه تكون أسماء الله الرحمن الرحيم، الواقعة في البسملة بمعنى بالله والرحمن الرحيم

وحسب الاحتمال الآخر يختلف الأمر، فالاسم اسم ظاهر، وكل اسم يختلف عن الاسم الآخر ومرتبة الكثرة هي ملاحظة مرتبة الكثرة وفي ملاحظة مراتب الكثرة يكون “الله” هو وصف هذا الاسم، فالاسم اسم “الله” ولكن في مقام الكثرات وفي مقام التفصيل يكون “الله” هنا تجليا للحق تعالى بالاسم الأعظم.

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...