تتذكر أديبة شاكر ذات الأربعة عشر ربيعا التي تنتمي للأقلية الأيزيدية في العراق اليوم الذي ابتسمت فيه مرة أخرى للمرة الأولى منذ اختطافها على أيدي عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”.
حدث ذلك في 28 تشرين الأول الماضي عندما عثرت على شقيقتها الصغرى التي اختطفت أيضا وبيعت في أحد الأسواق.
عثرت أديبة على شقيقتها شنار التي تصغرها بعام في مخيم للنازحين خارج دهوك في شمال العراق حيث جاءت شنار بعد أن أطلقت عائلة سنية سراحها عقب دفع مبلغ من المال لإنقاذها من أيدي مقاتلين “داعش”.
وقالت أديبة: “لا أقدر على وصف شعوري. أنا في غاية السعادة. الآن علينا أن نجد كل الآخرين”.
لا يزال 16 من أقارب أديبة محتجزين لدى “داعش”، جميعهم خطفوا من قريتهم في منطقة جبل سنجار في شمال غرب العراق.
وقالت جماعات حقوقية إن مئات من النساء والبنات الأيزيديات وقعن في الأسر وتعرضن للاغتصاب والتعذيب وأرغمن على اعتناق الاسلام والزواج من أنصار “الدولة الإسلامية”.
نقلت أديبة إلى الحدود السورية ثم أهديت لمقاتلين على خط الجبهة. وأرغمت على اعتناق الاسلام والزواج من أحدهم.
أما الصغيرة شنار فعرضت للبيع في السوق المحلي. غير أن رجلا سنيا لاحظها قبل ساعات فحسب من بدء المزاد.
تقول شنار “قال اني صغيرة جدا”، ودفع الرجل 1500 دولار وأخذها إلى بيته، لفتت الى أنه “بمجرد دخولي البيت سمح لي بالاتصال بأهلي”. وأكد لها الرجل إنه سيخلي سبيلها لكنه طلب منها الصبر.
وقالت شنار “داعش كانت تراقب كل تحركاتنا، وكان الوضع خطرا جدا على الجميع”، في حين أنها ظلت محتجزة في منزل هذا الرجل 55 يوما.
تروي شنار تفاصيل تلك الفترة “لم يطلب مني أن أعمل أي شيء في البيت. كنت آكل وأنام فقط، كانوا طيبين معي رغم أنهم لم يسمحوا لي بالخروج”.
روت الشقيقتان قصتهما وهما تجلسان في خيمة في مخيم الشرعية الذي افتتح في منتصف تشرين الثاني الماضي. وتقيمان في الخيمة مع اثنين من أشقائهما واثنين من أبناء عمومتهما وأحد أعمامهما.
وقال سال أحد الشقيقين “نحن نعرف أفرادا آخرين من أسرتنا مازالوا على قيد الحياة وبعضهم اتصل بنا لكنهم لم يتمكنوا من الهرب”.