الولاية الاخبارية موقع اخباري وثقافي لمن يسلك الطريق الی الله
أكد آية الله مصباح على أن المحبة من أهم الدوافع للسير في طريق القرب الإلهي، وقال: محبة الأنبياء والأولياء شعاع من المحبة الإلهية. وأكد على أن الإيمان يتطلب تحقيق أدنى مراتب المحبة لله، قائلاً: حب الدنيا والتعلق بالوالدين والأبناء والعمل والمسكن تعيق الإنسان عن السير الى الله.
واعتبر المحبة من أهم الدوافع للسير في طريق القرب الإلهي، مبيناً: من يحب الله يسعى الى القرب منه وإحراز التكامل، ولا ريب في أن السير في طريق المحبة تدريجي وطويل وبحاجة الى جهاد شاق.
ولفت الى أن المحبة ذات مراتب عديدة، وقال: جميع المؤمنين يحبون الله بقدر ما، لكن محبة الإنبياء والأولياء مختلفة عنا تماماً؛ لأنها ليس لها حدود.
وحول مراتب المحبة لدى الأنبياء، قال سماحته: لقد بكى النبي شعيب (ع) حتى ابيضت عيناه ثلاث مرات، فخاطبه الباري تعالى بأنك إن كنت تبكي خوفاً من جهنم فأن أحرمها عليك، ولو كان بكاؤك شوقاً للجنة فسأسكنك أينما شئت. فرد شعيب (ع) قائلاً: إنني أبكي شوقاً إليك وحباً في لقائك، فكافأه الله بأن سخر له موسى (ع) ليخدمه 10 سنوات.
ومضى في القول: إن أدركنا وجود مثل هذه المحبة، وأن كمال الإنسان الحقيقي وقيمته الواقعية بلوغ هذا المقام، وأن الأنبياء بعثوا لدعوتنا الى هذا السبيل الذي هم سالكوه، فعلينا أن نسعى للحصول عليه والاستفادة منه.
و أن السعي للحصول على المحبة الإلهية لا يتناقى مع أداء الواجبات الاجتماعية، متابعاً: كان تحطيم الأصنام على يد إبراهيم الخليل (ع) وإلقائه في النار بسبب المحبة الإلهية.
وعدّ محبة الأنبياء والأولياء شعاعاً من المحبة الإلهية، قائلاً: إنما نحب الحسين (ع) لأنه عبد الله، وأولئك الذين يضحون بأرواحهم من أجل زيارة هذا الإمام إنما هو بسبب إيمانهم بأنه عبد الله الصالح.
وأشار الى أن قطع طريق المحبة الإلهية بحاجة الى كسب المعرفة، لافتاً: صحيح أن جميع الكمالات بيد الله تعالى وهو الذي يفيضها على عباده، لكن يجب علينا توفير الأرضية اللازمة للحصول عليها، فما لم يعرف الإنسان الشيء لا يمكن أن يحبه وينجذب إليه.
وشدد على أن المعرفة شرط لازم لكسب المحبة الإلهية، قائلاً: لا يشكل العلم والمعرفة علة تامة لبلوغ الكمال والمحبة، بل يمهدان الطريق لذلك، الى جانب وجود الإرادة والعزم الراسخ.
