خروج الحسين علیه السلام من المدينة إلى مكة
أول صلاة جماعة في الكعبة
بمثل هذا اليوم كانت أول صلاة جماعة في الكعبة تدل على أهمية الجماعة و الإتحاد. و مكانة المرأة البارزة في الإسلام و دورها فيه. و عدم اعارة النبي( ص) الأهتمام لطغاة مكة و جبابرتها و تصميمه على المضي قدماً في رسالته.
قال عفيف: جئت في الجاهلية إلى مكة فنزلت على العباس بن عبدالمطلب، فلما طلعت الشمس و حلّقت في السماء و أنا أنظر إلى الكعبة، أقبل شابّ فرمي ببصره إلى السماء ثم استقبل الكعبة[1].
فأقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه، قال: فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشابّ فرمي ببصره إلى السماء ثم استقبل الكعبة.
فأقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه ، قال: فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشابّ، فركع الغلام و المرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام و المرأة ، فخر الشاب ساجداً فسجدا معه.
فقلت : يا عباس أمر عظيم.
فقال : أمر عظيم : أتدري من هذا؟
فقلت: لا.
قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب ابن أخي، أتدري من هذا معه؟
قلت: لا.
قال: هذا علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب (ع) ابن أخي.
أتدري من هذه المرأة التي خلفهما؟
قلت: لا.
قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي.
و هذا النبي(ص) حدثني أنّ ربك رب السماء أمرهم بهذا الذي تراهم عليه و أيمُ الله ما أعلم على ظهر الأرض كلها أحداً على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة[2].
و هذه الرواية تثبت أن هؤلاء الثلاثة فقط كانوا على دين الإسلام ثم أنذر (ص) عشيرته فأسلم بعضهم و على رأسهم جعفر بن أبي طالب قبل اسلام الصحابة[3].
2 – خروج الحسين من المدينة إلى مكة:
في (28) من شهر رجب سنة (60 هـ ) خرج الحسين عليه السلام مع أهل بيته من المدينة قاصداً مكّة، و كان سبب خروجه عليه السلام هو أنّه لمّا مات معاوية في النصف من رجب سنة (60 هـ ) خلّف من بعده يزيد ابنه بمكانه، و الذي يعتبر نقضاً و انتهاكاً للعقد الذي ابرم مع الامام الحسن (ع) ، و بهذا صدرت الأوامر إلى الولاة بأخذ البيعة ليزيد، و قد أمر يزيد والي المدينة أن يبايعه الوجهاء و بالخصوص الامام الحسين (ع) ، و ان لم يبايعوه قتلهم، و حينما اطّلع الامام الحسين(ع) على ذلك بادر بالخروج من المدينة الى مكّه, و ممن رافقه عليه السلام، زينب عقيلة الهاشميين و ابوالفضل العباس و ام كلثوم و على الأكبر و اخرين من أهل بيته عليهم السلام، و بلغ عددهم (13) شخصاً.
و من مستلزمات السفر التي كانت مع الحسين(ع): 250 فرساًُ و 250 ناقة، و من النياق 70 ناقة تحمل الخيام، و 40 ناقة تحمل ما يستلزم من الزاد، و 30 ناقة تحمل القرب من الماء، و 12 ناقة لاجل الملابس و الاموال، و 50 ناقة لاجل الحمل، و 50 ناقة هودج لاجل العلويات و الاطفال و الذراري و الخدم و الجاريات و باقي النوق كان لاجل ما تبقّى من الاحتياجات[4].
——————————————————————————–
1. كانت الصلاة أولاً إلى بيت المقدس و قد يكون النبي(ص) صلى باتجاه بيت المقدس و الكعبة امامه.
2. تاريخ طبري: 2/56.
3. عيون الأثر: 1/124، 128.
4. روز شمار تاريخ اسلام: ص 208.
https://t.me/wilayahinfo