2)اطلق الإمام الخميني قدس سره اصطلاح الاستكبار العالمي على الجهات التي تقوم بتلك المحاولات . وهذه الأسئلة وغيرها هي ما سنحاول الإجابة عليه في هذا الكتيِّب، مستهدين في ذلك كله بالتوجيهات التي أفاد بها سماحة ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي دام ظلهما هو الإستكبار ؟
الإستكبار كلمة مأخوذة من التكبُّر وهو الاستعلاء على الآخرين، والاستكبار ليس مسألة جديدةً، ظهرت في زماننا، بل هو مسألة قديمة بقدم التاريخ، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أمثلة على المستكبرين كفرعون، قال سبحانه وتعالى:) ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ * فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ * قَالَ مُوسَى أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ * قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (1.
والتكبُّر في الإنسان هو من الصفات الأخلاقية الذميمة التي ذكرها علماء الأخلاق في عداد الصفات المهلكة للدين، بناءً على ما ورد في الروايات من التحذير، فعن الإمام الباقر عليه السلام:
” العز رداء الله، والكبر إزاره، فمن تناول شيئا منه أكبه الله في جهنم”2.
وفي رواية أخرى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا:
” لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر “3.
________________________________________
1- سورة يونس، الآيات75 ـ 78
2- الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص309 .
3- الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص . 310