إنّني أشعر أنّ الإنسان إذا أراد أن يبقى على الصعيدين المعنوي والثقافي غضّاً ومتجدّداً ، فلا مناص له من الارتباط بالكتاب. الإمام الخامنئي دام ظله.
مستعدٌّ لأوجّه الشكر مئة مرّة
بالطبع، إنّ مستوى توقّعاتي ليست بهذا الحجم الكبير أيضاً، بحيث تقولون إنّ كلّ ما هو دون مستوى “البؤساء” فهو مرفوض, فإذا ما ألّف أحدٌ اليوم في هذا البلد قصّةً، وكانت أقل من مستوى “البؤساء” بدرجتين، فإنّني مستعدّ لشكره مئة مرّة. لكن حتّى هذا المستوى وللأسف، ليس متوفّراً لدينا .
جِدُوا وترجموا
إنّنا في مجال الأدب, نعاني من شُحٍّ كبير في الكتب، وفي مجال القصّة والفنّ هناك أيضاً نقصٌ كبير، وكذا في مجال الرواية والترجمات الراقية، لا يمكن القول إنّ كلّ هؤلاء الكتّاب الكبار الموجودين اليوم (في العالم) والّذين يمارسون الكتابة, يكتبون الروايات، والقصص، وحتّى التحقيقات التاريخية، سوف تنتهي كتاباتهم جميعاً ضدّنا, لا، فهناك الكثير ممّا يمكن أن ينفعنا, ينبغي العثور على هذه الكتابات وترجمتها. لقد نُشرت هذه الأيّام رواية باسم “بطرسبرغ”، وهي عبارة عن مجلّدين أو ثلاثة، للكاتب “ألكسي تولستوي”. هذه الرواية، رواية قوية جدّاً في عرض سيرة بطرس. برأيي، إذا ما ترجم مترجم قدير هذا الكتاب، فإنّه يمكن أن يكون كتاباً مفيداً، حتّى بالنسبة لأدب مجتمعنا الحالي, إلا أنّه لا يتم التعامل بهذا الأسلوب .
التأخّر في كتابة النصوص المسرحية
كان في اليونان، قبل ميلاد المسيح، كتّاب مسرحيّون، وهناك نصوص مسرحية لا تزال موجودة إلى الآن وقد طُبعت أيضاً باللغة الفارسية، وتُرجم بعضها، وقد قرأت بعضها أيضاً. منذ ذلك الوقت، لا تزال كتابة النصوص المسرحية تنمو وتتطوّر في محيط أدب الثقافة الغربي، ونحن الآن لا نمتلك هذا الفنّ!… ينبغي علينا الإسراع في اللحاق بالركب .
هل الطهرانيون فقط هم الكتّاب؟
لقد نظرت فرأيت أنّ معظم هذه الكتابات هي حول فيلق محمّد رسول الله،… ولا خبر عن الفيالق الأخرى الّتي كان لها كلّ هذه الأدوار في الحرب على الإطلاق. لقد انبرى السادة الطهرانيّون وذهبوا إلى الجبهة، واستقرّوا في فيلقهم, بعدها عادوا وكتبوا هذه الكتابات! … في ألوية أصفهان، لواء النجف، ولواء الإمام الحسين عليه السلام ، ولواء النصر ـ مشهد، ولواء الإمام الرضا عليه السلام ، ولواء ثار الله، ولواء الفجر، والألوية المتنوعة المنتشرة في كلّ مكان، عالمٌ من الثورة والحماسة, فلأيّ سبب لا يمكنهم أن يكتبوا ؟
أدب ضدّ الحرب
لقد صدرت في بلدنا هذا، الّذي هو ــ وبحسب قولكم ــ منبع الأدب المقاوم، كتابات أدبيةٌ ضدّ الحرب من قبل أناس مغرضين! ففي سنة 82 و83 م
كتب ذلك السيّد… كتاب الأرض المحروقة، الّذي هو ضدّ الحرب بالكامل، ولا يوجد فيه أيّ أفكار ثوريّة على الإطلاق! كما أنّ له كتاباً آخر ضدّ الثورة… رواية طويلة مؤلّفة من ثلاثة مجلّدات. لا أريد الآن أن أذكر اسمه، فمن لم يسمع به إلى الآن، فليبقَ دون أن يسمع به. لقد تعجّبت عندما رأيت في إحدى الصحف الخاصّة أنّ أحد الإخوة كتب كتاباً حول أدب الحرب، وقدّم كتاب “الأرض المحروقة” كواحدٍ من أوائل الكتب الّتي عُنونت تحت باب أدب الحرب! لماذا ينبغي أن يكون الوضع على هذا النحو؟.. .