الرئيسية / الاسلام والحياة / أنا والكتاب (باقة من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله في المطالعة والكتاب)

أنا والكتاب (باقة من كلمات الإمام الخامنئي دام ظله في المطالعة والكتاب)

إنّني أشعر أنّ الإنسان إذا أراد أن يبقى على الصعيدين المعنوي والثقافي غضّاً ومتجدّداً ، فلا مناص له من الارتباط بالكتاب. الإمام الخامنئي دام ظله.

 

كتب الجيب والأوقات الضائعة
هناك اقتراح، ألا وهو عرض كتب الجيب والكتب الصغيرة. من الأمور الرائجة اليوم في العالم، تلخيص الكتب الكبيرة وتبسيط الكتب الصعبة. بالطبع، غالباً ما يقومون بهذا العمل من أجل تعليم اللغات، يبسّطون اللغة، لكن الكتاب هو الّذي يُختصر عملياً. إنّهم يلخّصون ويختصرون القصص الكبيرة. فعلى سبيل المثال، حوّلوا رواية البؤساء إلى قصّة مؤلّفة من جزء واحد يتراوح بين المئة والمئة وخمسين صفحة، بحيث أصبحت قصّة سلسة يقرأها الجميع. إذا تيسّر هذا الأمر فهو أمر جيّد.

نعم، لقد ظهر كتاب الجيب في العالم من أجل هذا الأمر وهو أن يصبح الناس من القرّاء, أي أنّهم يضعون الكتاب في جيوبهم، وعندما يستقلّون قطار الأنفاق أو الحافلة يفتحونه ويقرؤون. إذا عُمل بهذا الأمر، سوف تحيا الكثير من الأوقات الميتة .

عرض الكتب في القطار والمترو والحافلات والمراكز الإدارية
أظنّ أنّ المسافة بالقطار من طهران إلى مشهد تستغرق حوالي 14 أو 15 ساعة. هناك الكثير ممّن يشعرون بالضجر جرّاء عدم الاشتغال بشيء، فليست لديهم أيّة طريقة للتخلّص من الضجر. فليكلّف أشخاص، أو حتّى يمكن أن يُفرض ذلك على الناشرين، أو يمكن بادئ الأمر أن يقوم مسؤولو الدولة بهذا الأمر، بأن يسلّموا الكتب المفيدة والمسلّية والمتنوّعة للباعة المتجوّلين، ليدخلوا القطار، …وينتقلوا من مقصورة إلى أخرى، ويطرقوا الأبواب، ويعرضوا الكتب ويبيعونها. فاحتمال أن تُشترى الكتب هناك كبير. سوف ينطلق قطار الأنفاق إن شاء الله. لينجز هذا الأمر في قطار الأنفاق، ولينجز هذا الأمر أيضاً في الحافلات، في المراكز الإدارية الّتي ينتظر فيها الناس لوقت طويل، كالمحاكم، فإذا تلاحظون أنّ هناك ضجيجاً في هذا المبنى جرّاء ازدحام الناس، …حيث يجلس الكثيرون ساعتين أو ثلاث بانتظار أمرٍ ما، …فليتمّ بيع الكتب هناك, فلا شكّ، أنّ هذا الأمر سوف يروّج المطالعة بنسبة معيّنة .

إقامة مسابقات المطالعة
أقيموا مسابقات للمطالعة في المدارس، وفي المدن، وعلى مستوى البلد عامة، وبعد ذلك فلتبثّ مراسم هذه المباراة في التلفاز كما يُفعل في مباريات الشعر. مؤخّراً، وقبل عدّة أشهر، عُرضت مباراة في الشعر من خلال التلفاز، وكانت أيضاً مباراةً جيّدة جدّاً. لقد شاهدت عدّة حلقات منها، استغرقت الحلقة عشرين دقيقة، أو نصف ساعة ربّما. والظاهر أنّ هذه المسابقة قد أُقيمت في مدينة سمنان. كان هناك أطفال قد حفظوا الكثير من الشعر. هذا العمل يروّج للشعر. ويمكن القيام به نفسه في مورد المطالعة. فلتُطلق مباراة على مستوى البلاد كافّة، …بعدها فلتقام المراسم في الإذاعة والتلفزيون للفائزين في هذه المباراة. وليأتوا ويعرضوا هذا الأمر ويقدّموه بطريقة ما، ولتوجّه الأسئلة إلى المتبارين، وتُقدّم الجوائز للفائزين .

المعرض الدائم، أسبوع المطالعة
…ينبغي أيضاً أن تكون هناك وسائل من أجل توجيه الناس إلى المطالعة… لقد طرح أحد السادة اليوم، أنّه لو كان عندنا معرض دائم، أو أسبوع للمطالعة، بحيث تُعيّن في هذا الأسبوع جوائز محدّدة للأشخاص الّذين يقرأون عدداً من الكتب، فهو أمر جيّد. ينبغي أن يكون عندنا أمورٌ من هذا القبيل ليتشوّق الناس إلى المطالعة قدر الإمكان، إن شاء الله.

لو علمتُ أنّني إذا تكلّمت كلّ يوم لمدّة ساعة، وكانت نتيجة ذلك أن يصبح الناس من المطالعين، فإنّني مستعدّ لأتكلّم كلّ يوم ساعة ونصف الساعة! إذا

كانت القضية تحلّ بهذا الشكل، فلا بأس. نعم، يجب علينا أن نبيّن للناس، وأتحدّث أنا أيضاً وأبيّن.. لكن، هناك أشياء لا تتحقّق بمجرّد الكلام.

من خاصّيّة المعلومات أنّ الطرف المقابل يفهمها من المرّة الأولى ، فلا تحتاج بعدها إلى التكرار ثانيةً، وثالثةً وللمرّة العاشرة، يمكن للتكرار أن يكون مملّاً, لكنّ الأخلاق والطبائع والعادات والسلوكيات ليست هكذا، فعندما تكون في المرء عادة سيّئة، لا يكفي أن نقول له: يا فلان، هذه العادة سيّئة، أو لا تقم بهذا الفعل، أو قم بهذا الفعل. أن نذكّره مرّة واحدة ونقول: لقد حذّرناك وانتهى تكليفنا, كلا، المسألة ليست كذلك. هذا يتطلّب القول والتكرار والتذكير والتنبيه بطرق متعدّدة والإلفات من جهات عدّة وتطويقه من خلال الفكر، حتّى يقلع عن عادة، أو يتعوّد على أخرى .

الخمول الذهني
ينبغي أن يُعمل في حقلي التعليم والتربية على إفهام الشابّ أنّ عليه أن يشغل كلّ وجوده في الدرس والعلم والتحقيق, … بمعنى دفع الجيل الحالي والأجيال الآتية إلى التوجّه نحو العلم والتحقيق والدرس والتعلّم والأستذة والفهم، علينا نحن أن نوجد هذه الحالة، فإن حُلّت هذه المسألة، عندها سوف تُحلّ أيضاً مشكلة المطالعة هذه. إنّنا في بلدنا نعاني من مشكلة في المطالعة، الناس يضيقون ذرعاً بالمطالعة. لقد قلت مراراً لبعض الأصدقاء المهتمّين بهذه الأمور، إنّنا نجلس على سبيل المثال، ونشاهد الدعايات الإعلانية لمدّة عشرين دقيقة، كوننا ننتظر فيلماً نريد مشاهدته, في حال أنّنا لو قرأنا كتاباً في هذه الدقائق

العشرين، سوف نقرأ العشرات من الصفحات، ونتعلّم الكثير, لكنّنا لا نقرأ حتّى لو كان الكتاب رواية أو قصّة, فذلك (مطالعة كتاب) أفضل بكثير من الجلوس ومشاهدة شيء بلا فائدة، كما يجلس الإنسان من دون أن يعمل أيّ شيء وينظر في صفحة دون أن يستفيد منها أيّة معلومة أو يلتذّ بها على الأقلّ. هذه هي حالة الخمول الذهني تلك الّتي ينبغي أن نُحاربها بشدّة، ومكان هذا الأمر هو المؤسّسات التعليمية والتربوية .

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...