الرئيسية / الاسلام والحياة / ليالي بيشاور – 02 لسلطان الواعظين – مسلسل فديوا

ليالي بيشاور – 02 لسلطان الواعظين – مسلسل فديوا

سلطان الواعظين

(إني وفي أثناء كلامكم تذكرت مناظرة حول الموضوع، جرت بين الخليفة العباسي هارون، وبين : الإمام أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، فقد أجابه عليه السلام بجواب كاف وشاف اقتنع به هارون وصدقه .)

 

 

الحافظ :

( كيف كانت تلك المناظرة أرجو أن تبينوها لنا ؟)

 

 

سلطان الواعظين

(قد نقل هذه المناظرة علماؤنا الأعلام في كتبهم المعتبرة، منهم : ثقة عصره، ووحيد دهره، الشيخ الصدوق في كتابه القيم : (عيون أخبار الرضا) (8).

ومنهم : علامة زمانه، وبحّاثة قرنه، الشيخ الطبرسي في كتابه الثمين :(الاحتجاج) وأنا أنقلها لكم من كتاب.

(الاحتجاج)(9) وهو كتاب علمي قيّم، يضم بين دفتيه أضخم تراث علمي وأدبي لا بدّ لأمثالك أيها الحافظ من مطالعته، حتى ينكشف لكم الكثير من الحقائق العلمية والوقائع التاريخية الخافية عليكم .

أولاد البتول عليها السلام ذرية الرسول (ص):

روى العلامة الطبرسي أبو منصور أحمد بن علي في الجزء الثاني من كتابه :(الاحتجاج) رواية مفصلة وطويلة تحت عنوان :” أجوبة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام لأسئلة هارون ” وآخر سؤال وجواب، كان حول الموضوع الذي يدور الآن بيننا، وإليكم الحديث بتصرّف :

هارون : لقد جوّزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى النبي (ص) ويقولوا لكم : يا أولاد رسول الله، وأنتم بنو علي، وإنما ينسب المرء إلى أبيه، وفاطمة إنما هي وعاء، والنبي جدكم من قبل أمكم ؟؟!

الإمام عليه السلام : لو أن النبي (ص) نشر فخطب إليك كريمتك، هل كنت تجيبه ؟!

هارون : سبحان الله ! ولم لا أجيبه، وأفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك .

الإمام عليه السلام : لكنه لا يخطب إليّ، ولا أزوّجه .

هارون : ولِمَ ؟!

الإمام عليه السلام : لأنه ولدني ولم يلدك .

هارون : أحسنت !!

ولكن كيف قلتم : إنا ذرية النبي (ص) والنبي لم يعقّب ؟! وإنما العقب للذكر لا للأنثى، وأنتم ولد بنت النبي، ولا يكون ولدها عقبا له (ص) !!

الإمام عليه السلام : أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا أعفيتني عن هذه المسألة .

هارون: لا … أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي ! وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم، كذا أنهى لي، ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه، حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله، وأنتم معشر ولد علي تدّعون : أنه لا يسقط عنكم منه شيء، ألف ولا واو، إلا تأويله عندكم واحتججتم بقوله عز وجل : (ما فرطنا في الكتاب من شيء)(10) وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم !!

الإمام عليه السلام : تأذن لي في الجواب ؟

هارون : هات .

الإمام عليه السلام : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم :

(ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين)الانعام 84-85 (11) فمن أبو عيسى عليه السلام ؟

هارون : ليس لعيسى أب !

الإمام عليه السلام : فالله عز وجل ألحقه بذراري الأنبياء عن طريق أمه مريم عليها السلام وكذلك ألحقنا بذراري النبي (ص) من قبل أمنا فاطمة عليها السلام … هل أزيدك ؟

هارون : هات .

الإمام عليه السلام : قال الله تعالى : (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)آل عمران 61(12) ولم يدّعِ أحد أنه أدخله النبي (ص) تحت الكساء وعند مباهلة النصارى، إلا علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليها السلام، واتفق المسلمون : أن مصداق (أبناءنا) في الآية الكريمة : الحسن والحسين عليهما السلام، (ونساءنا) : فاطمة الزهراء عليها السلام . (وأنفسنا) : علي بن أبي طالب عليه السلام .

هارون : أحسنت يا موسى ! ارفع إلينا حوائجك .

الإمام عليه السلام : ائذن لي أن أرجع إلى حرم جدي رسول الله (ص) لأكون عند عيالي .

هارون : ننظر إن شاء الله (13).

شاهد أيضاً

ليالي بيشاور – 19 حوارات اسلامية و بحوث هادفة

الغلاة ليسوا من الشيعة : لقد نسبت أشعار الغلاة الإيرانيين إلى الشيعة الموحدين المؤمنين، فخلطت ...