الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 110 أبوزينب العماري – الشهيد عبد الرزاق رمضان جاسم الحداد

110 أبوزينب العماري – الشهيد عبد الرزاق رمضان جاسم الحداد

من مواليد مدينة العمارة عام1953م، عاش وترعرع وسط أسرة محبة لأهل البيت عليهم‌السلام ربته تربية صالحة فنشأ ملتزما منذ نعومة أظفاره.
أڪمل دراسته الابتدائية والثانوية في مدينته، ثم أڪمل معهد التكنولوجيا في بغداد — قسم الكهرباء. عُرف شابا متدينا داعيا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، شديد البغض للبعث والبعثيين وأفكارهم الهدّامة، لاترهبه تهديداتهم ووعيدهم، حتى ضيَّقوا عليه وأودعوه السجن لمدة ثلاثة أشهر، عانى خلالها صنوف التعذيب الوحشي.
سافر إلى ليبيا وبقي فيها مدة سنتين يعمل في شركة حكومية ضمن اختصاصه ثم شدّ الرحال إلى إيران يدفعه شوق شديد للدفاع عن الإسلام ودولته الفتية، التي ما إن أعلنت حكومتها الإسلامية حتى انهالت عليها المؤامرات من كل حدب وصوب، وكان من أبرزها الحرب الظالمة المفروضة عليها من قبل صدام المقبور، فأبت غَيرته إلا أن يشمِّر عن ساعديه، دفاعا عن الإسلام والمظلومين من أبناء الشعب العراقي، فالتحق بإخوانه المجاهدين في قوات بدر بتاريخ23/1/1987م، واشترك معهم في عدة عمليات منها عمليات كربلاء الخامسة على مشارف مدينة البصرة، وعمليات تحرير حلبچة وعمليات شاخ شميران على مشارف مدينة السليمانية.
عُرف بتقواه وكثرة احتياطه في المسائل الشرعية، بعيد عن الدنيا وزخارفها، جُلَّ اهتمامه هو الإسلام والدفاع عنه وعن الشعب العراقي المظلوم، وامتاز بتفانيه وإخلاصه، وأخلاقه العالية لهذا اختير إماما لصلاة الجماعة.
ومن صفاته أيضا أنه كان شاعرا، وكاتبا، وخطيبا، ورادودا حسينيا، ومعلما للقرآن الكريم، فقد رعى عدة دورات قرآنية.
يقول عنه ماجد العصامي — أحد أصدقائه المقرّبين — (وألطف ما فيه ذلك التواضع النادر لإخوانه المؤمنين وحسن المعاشرة، فإذا جلس إليك ارتاحت نفسك إليه، حتى لتهوى أن يجلس معك طويلا لكي ترتوي من النظر إلى وجهه الخاشع، وتستمتع بحديثه الشيق، وطرائفه اللطيفة، وضحكته الهادئة العذبة).
كان حقا قدوة بتعامله اليومي مع الآخرين، وقدوة بعبادته وأدعيته، لما فيها من خشوع وخضوع وإخلاص للخالق العظيم تقدست أسماؤه.
كان يتشوق بصدق ومحبة إلهية إلى الشهادة، حيث الخلود الأبدي في جنات النعيم حتى نال كرامة الشهادة في سبيل الله تعالى في عمليات دحر المنافقين عن بلاد المسلمين، يوم27/7/1988م، لتعرج روحه إلى أعلى عليين في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ومن وصيته رحمه‌الله (أما وقد فتح الله تبارك وتعالى دائم الحق والإحسان لنا هذا الباب، باب الجهاد بتوفيق منه، فنسأله تعالى الإخلاص والختام به، وفيه تسيل دماؤنا في سبيله طلبا لمرضاته، وهي لاشيء أمام لطفه وعطفه، وأمام التوفيق لإتباع محمد وآل محمد صلوات‌الله‌وسلامه‌عليهم‌أجمعين…).
سلام عليك أبازينب يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا

1

الشهيد أبوزينب العماري يلقي كلمة في تأبين الشهيدين أبي ايمان وأبي آيات