الرئيسية / بحوث اسلامية / الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني

الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني

إن بعض المؤمنين يتكبرون على بعض آيات القرآن

اسمعوها منّي أيها الإخوة! يشهد الله أن بعض المؤمنين يتكبرون على آيات العذاب في القرآن، فعندما يمرّون من إحداها يمرون منها وكأنها لا تعنيهم وكأنهم أرقى مستوى من الوقوف عندها! فلا أدري لعلهم يريدون التمتع والتلذذ بالآيات العرفانية التي تتحدث عن جمال الله! أو يريدون أن يعيشوا أجواء العشق ومناجاة الله بلا أن يقفوا عند قوله: (وَ أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ)! اقرأوا هذه الآية القرآنية حيث يقول الله: (وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها كانَ عَلى‏ رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا)[مريم/71] فهل ينبغي أن يستهين الإنسان بأمثال هذه الآية؟!

 

 

إخوتي الأعزة! أينما وجدتم في أنحاء طهران جلسة تجمع نفرا من المؤمنين وكانوا يبكون ويضجّون خوفا من نار جهنّم فاقصدوها وتمسّحوا بجدرانها وأبوابها، تزدهرْ قلوبكم نورا. وإن استطعتم أن تبكوا مثلهم فلا تنسونا من الدعاء.

 

 

هل قرأتم دعاء الإمام الحسين(ع) في يوم عرفة؟ إذ بعد دعاء وبكاء طويل وفي أوج الدعاء رفع الإمام الحسين(ع) رأسه وبصره نحو السماء ودموعه تجري كالقِرَب فقال بصوت عالٍ: «يا أسمع السامعين ويا أبصر الناظرين… وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ حَاجَتِي إِلَيْكَ الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي وَ إِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَنِي أَسْأَلُكَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّار» [زاد المعاد/ص182].

 

 

فهل كان مستوى الإمام الحسين(ع) نازلا ومستواك عال؟! وكذا الحال في دعاء جوشن الكبير إذ تنادي ربّك ألف مرة وبعد كل مقطع تقول: «سبحانك يا لا إله إلا أنت الغوث الغوث خلصنا من النار يا ربّ». فإن هذا الخوف من نار جهنم هو الذي يشحن الإنسان بطاقة يتقوّى بها على حرق هوى نفسه.

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...