14 – قال أمير المومنين رضى الله عنه: لاثناء مع الكبر. أقول: الثناء الذكر بالخير، والكبر الترفع على الغير.
يعنى من اعتاد التكبر لم يذكر عند أحد بالخير والصلاح بل بالشر والوقاحة (1) فبالكبر يظهر المعايب والمثالب وتضمحل المفاخر والمناقب، فان الكبر والعظمة صفتان مختصتان بالله تعالى لا يجوز لاحد ان يحوم حولهما، وفى الحديث القدسي: الكبرياء ردائي والعظمة إزارى فمن نازعنى واحدا منهما أدخلته النار، رواه أبو هريرة، والحديث في المصابيح (2)
(1) – في الاصل: ” الوقاح ” فالتصحيح قياسي. (2) يريد به مصابيح السنه للبغوي الشافعي والحديث مذكور فيه (انظر ج 2، ص 121 من طبعة بولاق الا ان فيه بدل ” أدخلته “: ” قذفته “).
[ 14 ]
ويحتمل لمعنى آخر وهو انه: لا يثنى صاحب الكبر ولا يحمد خالقه لان كبره يمنعه ان يعظم غيره ويمتثل أمره كما ان ابليس حمله الكبر على ترك الامر حتى لم يسجد لادم عليه الصلوة والسلام وكان من الكافرين، نعوذ بالله من ذلك.