الرئيسية / تقاريـــر / صورة الحشد الشعبي – د. كريم شغيدل

صورة الحشد الشعبي – د. كريم شغيدل

 نحن في حالة حرب حقيقية مع الإرهاب، وقد حققنا انتصارات واقعية، لا على العصابات الإرهابية فحسب، وإنما انتصرنا على الفتنة الطائفية التي كانت محتملة بعد سقوط الموصل بيد “داعش”، إذ تم توجيه الأنظار لعدو حقيقي واحد يتمثل بـ”داعش” وأمثالها، وقد كشفت العمليات العسكرية الدائرة في محافظة صلاح الدين عن حقائق لا نقول إنها جديدة على العراقيين.

0

 

وإنما هي تجسيد لحقيقة العراقيين الأصلاء الذين يوحدهم الحس الوطني واستشعار الخطر على وحدتهم وبلدهم، فأبناء العشائر يقاتلون صفاً واحداً بجانب إخوانهم من أبناء الحشد الشعبي وقوات الجيش والشرطة، والنسوة يستقبلن المنتصرين بالأهازيج والزغاريد، ومسؤولو المحافظة يبدون تعاوناً ويشيدون بالدور البطولي للحشد الشعبي، والمواطنون يشهدون على تعاملهم الإنساني ومواقفهم النبيلة، وآلاف الشباب من مختلف المكونات العراقية ينخرطون في القتال لطرد الدواعش، ومع كل هذا وذاك تصدر من هنا وهناك أصوات نشاز تشكك وتتخوف من دون أن تستند لوقائع أو تسجل خروقات حقيقية.

 

 
الأزهر يضحي بوسطيته واعتداله محذراً ومستنجداً لحماية سنة العراق من الحشد الشعبي،

 

 

وبترايوس يصرح بأن الحشد الشعبي أشد خطورة من “داعش”، وبعضهم يرى بأن عصابات “داعش” هي التي أوقفت التمدد الإيراني، والتحالف الدولي ضد الإرهاب لا يزال دوره محدوداً في عمليات تحرير صلاح الدين والأنبار، وهناك اتهامات تشير إلى طائرات تنقل مؤناً وأسلحة لـ”داعش”، مقابل اتهامات بقصف قواتنا الأمنية من قبل بعض طائرات التحالف،

 

 

 

من جانب آخر يتم تهويل المشهد من خلال الادعاء بحرق منازل واعتقالات وقتل لسكان المناطق المحررة من قبل جماعات تنتمي للحشد الشعبي، مثلما يتم تهويل الدور الإيراني، أما توقف العمليات وعدم اقتحام مدينة تكريت برغم الجاهزية، فهو وإن كان شأناً عسكرياً لا يمكننا الخوض فيه، إلا أن البعض يرى بأنه تم بضغط أميركي وإقليمي،

 

 

وضغوطات سياسية داخلية، بينما يرى البعض الآخر بأنه إعادة تنظيم وإجراء وقائي للحفاظ على السكان الذين اتخذت منهم عصابات “داعش” دروعاً بشرية، إذ لم يبقَ من تلك العصابات الضالة غير الانتحاريين المحتمين بالمواطنين العزل.

 

 

 

هذه التناقضات تشكل تشويشاً على المواطن العراقي، على العكس من صورة الانتصارات التي وحدت مشاعر المواطنين وأخرست الناعقين، وأعادت الكثير من اللحمة الوطنية، والمطلوب إدامة زخم الانتصارات، والعمل على الحد من التدخل في شؤوننا الداخلية، عبر القنوات الدبلوماسية والوقوف بحزم بوجه كل من يسيء لسمعة الحشد الشعبي، وإزالة الغموض عن الصورة الحقيقية، لأن الحشد هو جزء لا يتجزأ من القوات الأمنية ويعمل تحت أمرة القادة الميدانيين للقيادة العسكرية المرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة، وأنه لم يعد ميليشيات تابعة لأحزاب شيعية، وإنما هو تشكيل وطني يضم مختلف المكونات، وهدفه الأساسي درء خطر الإرهاب عن بلده وشعبه.

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...