دعا الشيخ علي سلمان زعيم جمعية الوفاق الوطني الاسلامية كبرى حركات المعارضة البحرينية ، من داخل السجن ، ابناء الشعب البحريني إلى المضي قدما في مطالبه المشروعة ، مؤكدا الحق الثابت في انتخاب الشعب للبرلمان ورئيس الحكومة ، فيما تظاهر آلاف البحرينيين اليوم الجمعة للإعلان عن رفضهم للحرب التي تقودها السعودية على اليمن باشراف امريكي ، داعين الى إيقاف العدوان فورا و مشددين على حق الشعب اليمني في تقرير مصيره .
وحذر الشیخ سلمان فی بیان ، من أن إعاقة مطالب الشعب و رفضها هو تدمیر لحاضر البلاد ومستقبلها، بسبب التعنت والانحیاز إلى مصلحة أفراد وفئات صغیرة على حساب المصلحة العامة لهذا الشعب وهذا الوطن بکل مکوناته .
وفیما یلی نص البیان :
إن المطالبة بإنسانیتنا وحریتنا وحقوقنا المشروعة والعادلة والضروریة، لواجب یقتضیه الدین والعقل والضمیر الإنسانی، وتقره شرعة حقوق الإنسان العالمیة التی تنتمی لها البحرین عبر الانتماء للأمم المتحدة، والإلتزام بالإعلان العالمی لحقوق الإنسان، وبالتصدیق على العهد الدولی للحقوق المدنیة والسیاسیة والعهد الدولی للحقوق المدنیة والاقتصادیة.
وإننی لعلى قناعة تامة بعدالة قضیة شعبی فی مطالبه، وبرضا ربی فی السعی لتحقیق هذه المطالب المشروعة والإنسانیة، فإنی أتوکل على الله فی الإستمرار فی العمل، باذلا ما فی وسعی من جهد سلمی، حتى تحقیق المساواة بین المواطنین، وإرساء العدالة بینهم فی توزیع الثروة الوطنیة، وتمکینهم من إدارة شئونهم التشریعیة والتنفیذیة فی ظل مملکة دستوریة دیمقراطیة على غرار الممالک الدستوریة العریقة.
وأدعو أن یکون المنطق الذی یحرکنا فی مطالبنا المشروعة والعادلة والضروریة هذه، روحیة المحبة للطرف الآخر، لا روح الحقد والکره، وإن اختلف معنا أو خاصمنا وظلمنا، فإن أخوة الدین والوطن والانسانیة تقتضی علینا حمل روح المحبة، فروح المحبة هذه هی ما تجمع علیها الرسالات جمیعاً، فما جاء به موسى وعیسى ومحمد صلوات الله وسلامه علیه وعلیهم ماهو إلا الخیر والمحبة لأقوامهم الذین عاندوهم وحاربوهم، فما تخلوا عن هذه الروح، حتى قضى الله بینهم وبین قومهم بالحق، والله على کل شیء قدیر.
ولا یخالطنی الشك مقدار ذرة واحدة فی تناسب مطالب شعب البحرین والتی ذکرتها وثیقة المنامة، وفصلت فیها مرئیات القوى الدیمقراطیة المعارضة وقدمتها فی الحوارات المختلفة مع الاستحقاق الدیموقراطی، والتی تتلخص مطالبة هذا الشعب فی : انتخاب برلمانه الذی یتولى التشریع والرقابة بدون وصایة من مجلس معین، وانتخاب حکومته من خلال انتخابات تقوم على أساس المساواة فی الصوت الانتخابی بین المواطنین، ولا ینتقص من عدالة هذه المطالب الشعبیة العامة اذا عارضها طرف او عاند فی الحق أو لم تساندها الظروف الموضوعیة، فلا یمکن أن یغیر ذلک من عدالة وأحقیة المطالب العامة للشعب.
إن الأمر -بالدقة والنظر الانسانی السلیم- لا یتعلق بمنازعة ومغالبة، بقدر ما أن هذه المطالب أصبحت بحکم تقدم الزمان والانسانیة ضروریة لاستقرار البحرین، ولتحقیق التنمیة الحقیقیة للبلاد، وإن اعاقتها ورفضها هو تدمیر لحاضر البلاد ومستقبلها، بسبب التعنت والانحیاز إلى مصلحة أفراد وفئات صغیرة على حساب المصلحة العامة لهذا الشعب وهذا الوطن بکل مکوناته.
ولذا أرى أن الإستمرار فی المطالبة بهذه الحقوق، والسعی لتحقیقها على أرض الواقع، واجب وطنی على کل مواطن محب، ولن نتوقف عن المطالبة بها، کنا أغلبیة أو اقلیة عددیة وسیاسیة.
واننی أعلنها للشعب بأننا نطالب بحقنا الثابت فی اختیار حکومتنا ورئیس وزرائنا واختیار برلماننا الذی یتولى السلطات التشریعیة والرقابیة الکاملة، وأرى أن تستمر المطالبة وفق ما تقره القوانین والضوابط التی تجیزها المواثیق والعهود الدولیة التی صادقت علیها البحرین فأصبحت جزء من قانوننا المحلی الذی على السلطة أن تحترمه فی تنظیم الاجتماعات العامة وحریة تکوین الجمعیات.
أیها الشعب الحر الأبی سیروا فی مطالبکم المشروعة متمسکین بسلمیتکم والله ناصرکم وحتما ستحققون مطالبکم وتطلعاتکم فی حیاة حرة وکریمة فی نظام متوافق علیه بین کافة أبناء الوطن.
هذا و تظاهر آلاف البحرینیین الیوم الجمعة للإعلان عن رفضهم للحرب التی تقودها السعودیة على الیمن ، داعین الى إیقاف العدوان فورا و مشددین على حق الشعب الیمنی فی تقریر مصیره . وشهدت العاصمة المنامة ، ومناطق محیطة بها، تظاهرات رفعت شعارات تندد بالعدوان ، وأکدت تضامنها مع الشعب الیمنی الشقیق.
وجاءت التظاهرات الحاشدة بعد یوم من تحذیر وزارة الداخلیة البحرینیة من اتخاذ إجراءات ضد من یعلن عن موقف مخالف لمشارکة البحرین فی الحرب على الیمن التی دخلت یومها الثانی. وکانت السلطات البحرینیة قد اعتقلت الأمین العام للتجمع الوطنی الدیمقراطی الوحدوی فاضل عباس الذی أعرب عن رفضه للحرب، وأعلنت وزارة العدل رفع دعوى قضائیة لحل جمعیته .
کما جدد المتظاهرون مطالبهم بالإفراج عن أمین عام الوفاق الشیخ علی سلمان، الذی رفعوا صوره، مؤکدین استجابتهم لدعواته فی الاستمرار بالتظاهر حتى تحقیق مطالب الثورة.