إنّ أمير المؤمنين عليه السلام هو أسوة للمسؤولين في المؤسّسات الحكوميّة، في أيِّ جهاز إداريّ وحكوميّ كانوا، سواء كانت مسؤوليّتهم صغيرة أم كبيرة.
لقد أراد منّا أن نؤدّي العمل بإخلاص، نؤدّيه للناس دون منّة، ونحترم مراجعينا ولا نحقّرهم، ونحن نتمتّع بسلامة اليد والبصر واللسان، بل ونملك قلباً سليماً.
لقد عمل أمير المؤمنين عليه السلام لإحياء الناس. ولا بأس أن أشير هنا إلى مسألة التعليم، حيث يحضر في هذا المجلس جمع من الأخوات العاملات في نهضة محو الأميّة.
________________________________________
10- نهج البلاغة، كتاب: 45، من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف الأنصاري.
إنّ تعلّم القراءة والكتابة هي حسنة في نهج ذلك الإمام، وكذلك خدمة الناس والعمل وتحمّل العناء من أجلهم وحفظ الأمانة وقول الحقّ11.
الإمام عليّ عليه السلام الحبّ الخالد
لعلّنا لا نستطيع أن نجد من بين الوجوه المعروفة في العالم وعلى الأخصّ بين الشخصيّات الإسلاميّة شخصيّة محبوبة لدى الشعوب وأتباع الأديان المختلفة, وعلى مرّ العصور كشخصيّة أمير المؤمنين عليه السلام ولا حتّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسه؛ فحينما تنظرون تجدون حتّى وفي ذلك الزمان الّذي أوجد سيف عدالته الصارم في القلوب المتمرّدة والأرواح الأنانيّة البغض له، وأدّى إلى تأليب جبهة واسعة من الخصوم ضدّه، تجدون خصومه حينما كانوا يراجعون أعماق نفوسهم يشعرون إزاء شخصيّته بعقيدة مقرونة بالإجلال والتكريم والمحبّة؛ واستمرّت هذه الحالة حتّى في العصور اللاحقة.
كان عليّ عليه السلام أكثر الناس أعداءً، إلّا أنّه كان في الوقت نفسه أكثر من حاز على الثناء حتّى ممّن لا يؤمنون بدينه ومنهجه.
كان آل الزبير في القرن الأوّل الهجريّ معروفين على الغالب بإظهار البغض والعداء لبني هاشم, ولآل عليّ عليه السلام على وجه الخصوص.
وكان مصدر هذا العداء-في الغالب-هو عبد الله بن الزبير.
________________________________________11- كلمة الإمام الخامنئي دام ظله ، في تاريخ: ?13/ رجب/ 1414ﻫ ـ ق.
سأل أحد أحفاد الزبير أباه: ما لعليّ وآله يلهج الناس بأسمائهم ويعلو ذكرهم كلّ يوم؛ فيما لا يلقى أعداؤهم غير الأفول والزوال السريع مع كلّ ما يحيطون به أنفسهم من دعايات؟ فقال له ما يقارب هذا المضمون: إنّهم دَعوا إلى الله وإلى الحقّ، فلم يستطع أحد إخفاء فضلهم، لكنّ أعداءهم دعوا إلى الباطل.