الاصطفاف الجديد الذي يقود العدوان البربري على الشعب اليمني، ليس وليد الساعة، والمتمعن في تشكيلة هذا الاتلاف وعضويته يدرك بأن ما نشهده هو ولادة لتحالف اقليمي، دعت اليه اسرائيل، وتمنت قيامه، لذلك، هذا التحالف له برامجه وتوجهاته وأدواره، وبطبيعة الحال هذه الأدوار هي في خدمة الأنظمة، وتوضح ذلك، قمة شرم الشيخ، حيث التلاقي الأول للاصطفاف الجديد ، الذي يفرز قرار تشكيل قوة عربية مسلحة “تدخل سريع” تخدم هذا التحالف، وهنا يطرح التساؤل التالي: ماذا سيكون عليه تأثير مشاركة اسرائيل في قضايا تهم تل أبيب، وبداية التأثير على شكل العلاقة مع قطاع غزة.
دوائر سياسية ذكرت لـ (المنـار) أن العدوان على الشعب اليمني اعلان تشكيل تحالف اقليمي جديد لا يتعامل فقط مع الأزمات باللغة الدبلوماسية والسياسية، وانما بلغة السلاح، ولا يكتفي بالوعيد والتهديد، وانما ينتقل الى التنفيذ واستخدام لغة المدافع والقنابل.
وتقول الدوائر أن القوة الاقليمية الناشئة هي فكرة بدأت بدائرة خليجية وطرح سعودي لاقامة قوة خليجية موحدة، دفاعا عن مصالح أعضاء هذا التحالف، ثم تطورت الى طرح مصري واردني بضرورة اقامة قوة تحارب وتواجه التهديدات التي تتعرض لها بعض البلدان العربية، والقاهرة وعمان لهما أسبابهما المرتبطة بتهديدات لأمنهما القومي.
وهذه الافكار بدأ العمل على تطويرها لاقامة قوة اقليمية، الطرفان الأساسيان فيها السعودية وتركيا، فالجانبان لديهما مصالح مشتركة ورؤى متطابقة لكثير من الازمات في الساحات المختلفة، باستثناء خلاف واجد حول النظام القام في مصر، لكن، هذا الخلاف يمكن تجاوزه من خلال اعادة صياغة المعادلة المصرية وعدم استثناء أية قوة سياسية في الشارع المصري، وهذا الاصطفاف الاقليمي المدعوم من الولايات المتحدة ودول غربية سوف يتدخل في أكثر من ساحة، وسوف يتشارك مع اسرائيل في عدائها لايران وسوريا وحزب الله، وكذلك، سيكون لها مستقبلا دور أمني من هذلا القوة العسكرية التابعة ل في أية اتفاقيات قد يتم التوصل اليها بين اسرائيل والفلسطينيين.
وهناك رغبة لدى الدوائر الاسرائيلية بضرورة تطوير لعلاقة مع هذا المحور الناشىء، حتى لو لم تكن تل أبيب في صدارة هذا التحالف.
وترى الدوار، أنه يكفي الحفاظ على تنسيق عالٍ مع الدول المشاركة في هذا التحالف الذي بات يشكل قوة عسكرية لا يستهان بها من الدول المنضمة اليه، والتي يمكن أن تشاركها اسرائيل في محاربة أطراف عديدة تعتبر “معادية”.