شدد مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية أمير حسين عبد اللهيان على حق الرئيس السوري بشار الاسد الترشيح للانتخابات الرئاسية المقبلة ، واشار الي اذعان الكثير من الغربيين بفوز الرئيس الاسد بالانتخابات الرئاسية في حال اجراء مثل هذه الانتخابات ، قائلا “ان دول الغرب التي تشارك في مؤتمر جنيف ۲ ، تعلم بكثرة الأصوات التي تدعم الاسد و التي من شأنها أن تبقيه رئيسا للجمهورية وهذا وراء مطالبتها باقالته وتصر علي ذلك” .
وأضاف الدکتور عبد اللهیان فی تصریح : “ان ایران الاسلامیة لا ترید بقاء الرئیس السوری فی السلطة الی الابد .. الا انه الرئیس القانونی ، و هذا ما یجعله یحظى بدعم طهران” . و اکد مساعد وزیر الخارجیة إن إیران الاسلامیة “تؤید و تدعم کل قرار یتخذه الشعب السوری عبر انتخابات نزیهة ، فی حین أن بعض الأطراف المشارکة فی مؤتمر جنیف – 2 ، تصرّ على أن لا مکان لـ(الرئیس السوری) بشار الأسد ، فی مستقبل سوریا ، وذلک یعود إلى خشیتها من ترشیح الأسد وفوزه بالانتخابات الرئاسیة”. وأشار إلى ان جنیف 2 ینطوی على إشکال أساسی .
اذ أنه “لا ینظر إلى القضایا و الحقائق فی سوریا بنظرة واقعیة” ، و قال : “ننتظر عما سیتمخض عن هذا المؤتمر ، رغم اننا غیر متفائلین بنتائجه” . وأضاف ” أن إیران أکدت منذ بدایة الأزمة السوریة على ضرورة اعتماد الحل السیاسی، فی حین أن بعض الدول کانت تصر على الحل العسکری . و اعتبر عبد اللهیان أن بیان مؤتمر “جنیف-1″ الذی ینصّ على تشکیل حکومة انتقالیة بصلاحیات کاملة یعتبر تدخلا فی شؤون سوریا الداخلیة” ، مشدداً على ان “الشعب السوری هو الذی یجب أن یقرر مصیره و مستقبله السیاسی” . و اشار الى ان وزیر الخارجیة محمد جواد ظریف ، أکد خلال الاتصال الهاتفی الذی أجراه بالأمین العام للأمم المتحدة «بان کی مون» أنه اذا تم توجیه دعوة لإیران ، فإنها ستشارک فی مؤتمر جنیف 2 لکنها ترفض أی شروط مسبقة .
و وصف عبد اللهیان ، رئیس الائتلاف السوری المعارض «أحمد الجربا» بأنه “شخصیة ضعیفة” ، و غیر قادر على تمثیل المعارضة السیاسیة السوریة” ، مشیراً إلى أن “مواقفه غیر الواقعیة تجاه التطورات فی سوریا تدل على ذلک” . وأضاف : أن إیران الاسلامیة لدیها اتصالات مع جمیع الأطراف السوریة المعارضة التی تمتلک نفوذاً داخل سوریا ، وتمثل قسماً واسعاً من المجتمع السوری .
وعن الهجمات التی استهدفت إیران الاسلامیة مؤخراً ، قال عبد اللهیان “لدینا معلومات تؤکد أن الهجمات الأخیرة ضد السفارة الایرانیة فی بیروت والفنیین الایرانیین فی العراق ، واستشهاد الدبلوماسی الایرانی فی صنعاء، هی أعمال مبرمجة تنفذ من قبل الجماعات التکفیریة والارهابیة”، مرجحاً “وقوف بعض الأطراف الاجنبیة وراءها” . واعتبر أن غموضاً یکتنف وفاة السعودی الإرهابی «ماجد الماجد» أمیر کتائب “عبد الله عزام” التی تبنت التفجیر المزدوج أمام السفارة الایرانیة ببیروت ، واصفاً الماجد بأنه “یمثل الصندوق الاسود لأسرار الاعمال الإرهابیة فی المنطقة” .
وقال عبد اللهیان إن وزیر الخارجیة العراقی «هوشیار زیباری» سیزور طهران فی غضون الأسبوعین القادمین ، لإجراء محادثات حول العلاقات الثنائیة والقضایا ذات الاهتمام المشترک . وأشار عبد اللهیان إلى زیارته للمغرب للمشارکة فی اجتماعات لجنة القدس ، مؤکداً استعداد إیران لإقامة علاقات حسنة مع جمیع الدول العربیة ومنها المغرب باعتباره بلداً صدیقاً وشقیقاً . و لفت عبد اللهیان الى انه سیقوم فی الأسبوع المقبل بجولة فی دول الخلیج الفارسی لبحث العلاقات الثنائیة و سبل تطویرها ، و کذلک التطورات الاقلیمیة والقضایا ذات الاهتمام المشترک ، مؤکداً أن السیاسة الخارجیة لإیران الاسلامیة مبنیة على إقامة علاقات ودیة و تعاون شامل مع دول الخلیج الفارسی .
و إذ أشار الى تأکید الرئیس روحانی على تنمیة التعاون والعلاقات مع دول الخلیج الفارسی ، أوضح عبد اللهیان أن ایران الاسلامیة لا تسعى الى اسقاط نظام الحکم فی البحرین ، لأنها لا تؤید ابدا اسقاط نظام حکم فی أی دولة ، وأعرب عن اعتقاده بأن الازمة فی البحرین یجب حلها عبر الحوار الداخلی بمنأى عن التدخل الخارجی ، نافیا الاتهامات التی وصفها بـ”الواهیة” حول تدخل ایران فی شؤون البحرین الداخلیة . وعن العلاقات الایرانیة السعودیة ، قال عبد اللهیان إن “إیران الاسلامیة تدرک الدور الهام للسعودیة فی المنطقة والعالم الاسلامی” ، معرباً عن الأمل بأن تشهد طهران مواقف وإجراءات بناءة من قبل السعودیة . و وصف عبد اللهیان محادثاته مع وکیل وزارة الخارجیة السعودیة على هامش اجتماع وزراء خارجیة منظمة التعاون الاسلامی فی کوناکری ، بأنها “کانت بناءة و تبعث على الأمل لبدء مرحلة جدیدة من التعاون البناء بین البلدین” ، مشیراً إلى أن “اللقاءات الدبلوماسیة و المحادثات بین طهران و الریاض ، باعتبارهما بلدین مهمین فی المنطقة والعالم الاسلامی، ستتواصل” .