انباء قوية تؤكد نبأ استقالة رئيس الائتلاف المعارض احمد الجربا بسبب خلافات عميقة بين اطرافه، مشيرا الى ان المبعوث الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي دخل اليوم في مفاوضات منفصلة مع وفدي الحكومة والمعارضة، وسط انباء عن ان القضايا الانسانية هي موضوع البحث الرئيس وان القضايا السياسية لن يتم بحثها في هذه المرحلة.
وقال الزميل شوقي امين في نشرة الاخبار قبل قليل: المهمة تبدو صعبة جدا للمبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي الذي بدأ اجتماعه مع الوفد السوري الرسمي الذي يقوده وليد المعلم وزير الخارجية، وسيتباحث معه حسب ما اطلعنا عليه من خلال الوفد الرسمي السوري على المبحث الانساني في المقام الاول، لان المبحث السياسي وهو مدرج في جدول الاعمال سيكون مؤجلا الى حين، وربما لا يتم التطرق اليه على الاطلاق.
واضاف موفدنا: وكان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد قد ابلغنا قبيل التحاقه بالاجتماع بان سوريا ستبذل قصارى جهدها لتذليل كل العقبات والصعاب، للتوجه الى مسار ايحابي في هذه المحادثات.
واوضح: ربما النقاط المركزية التي سيحددها الوفد الرسمي السوري في المقام الاول، هي وقف تدفق الارهابيين الى الاراضي السورية عبر المنافذ الحدودية التركية والاردنية وغيرها، وتجفيف بؤر الارهاب، وهذا خط احمر بالنسبة للدولة السورية، وايضا تسهيل عملية ايصال المساعدات الغذائية والطبية، فضلا عن تثبيت السكان في مناطقهم، وتسهيل عودة اللاجئين الذين يقدر عددهم بنحو 10 ملايين في مناطق الجوار السوري.
وتابع مراسلنا: الملاحظ ان الابراهيمي سيجتمع في الساعة الرابعة بتوقيت جنيف، بما يسمى الائتلاف الوطني للعارضة في الخارج، والذي يبدو ان احمد الجربا قد استقال منه لاسباب خلافية بين اطرافه، ولانه كان يريد ان يبحث في المقام الاول المسالة السياسية، والتي هي معقدة بكل التفاصيل.
واشار الى ان الاخبار القليلة المسربة تتحدث عن خلاف عميق يسود الائتلاف، في عدة نقاط، وهي دلالة اخرى على هشاشة معارضة الخارج، حتى ان الدول الغربية وخاصة فرنسا باتت اقل ثقة بهذه المعارضة.
واوضح موفدنا: ورأينا كيف ان الخطاب الفرنسي تغير في الاونة الاخيرة واصبح يتحدث فابيوس عن المطلب والحل السياسي وما الى ذلك، بدليل ان هذه المعارضة هي غير ممثلة للشعب السوري، وان عدم سيطرتها على الجماعات المسلحة يوحي بانها لا تحمل في جعبتها مشروعا سياسيا بالمعنى الحقيقي للكلمة.
واشار الى ان الابراهيمي سعى منذ يوم امس في الكواليس للتوصل الى حل وسط، لكن يبقى المبحث الانساني هو المركزي الان، لانه لا يمكن الاشارة الى ان هناك مشروعا سياسيا وتسوية سياسية بالمعنى الشامل للكلمة، وان اي كلمة يمكن ان تسيئ الى السيادة السورية هي خط احمر للوفد السوري.
وشدد مراسلنا على ان كل القرائن والمؤشرات تدل على ان التشاؤم هو سيد الموقف، مشيرا الى انه التقى ببعض اطراف المعارضة والوفد الرسمي، حيث بدى ان النقاط المركزية ستبقى خلافية، وان السيادة السورية لا يمكن التفاوض عليها، وان اي مبحث بهذا الاتجاه هو غير منتج بالمرة، وكل واحد سيبقى على موقفه، وهذا دليل على فشل الدبلوماسية الغربية التي رمت بثقلها في السابق باتجاه التسليح.