الرئيسية / الاسلام والحياة / المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي

المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي

 

  • المرأة والحياة الزوجيَّة:

  • قداسة الزواج.

  • هدف الحياة الزوجية.

  • معايير الزواج: الإيجابيّة والسلبيَّة.

  • دور المرأة في الحياة الزوجية.

 

  • المرأة والحياة الأسرية:

  • الأسرة وموقعية المرأة فيها.

  • وظيفة المرأة في الأسرة.

  • من وصايا الإمام الخامنئي للأسرة المجاهدة.

  • وصايا للأخوات والزوجات.

 

المرأة والحياة الزوجيَّة

 

قداسة الزوج

هناك نقطة أيضاً في مسألة الزواج. إنّ للزواج قداسةً من وجهة نظر الأديان التي أعرفها. وأنا لم أدقّق كثيراً في هذا الخصوص. لا بأس كذلك بأن يقوم بعض الأصدقاء المستعدّين للعمل في التدقيق في هذا المجال. في الغالب، مراسم الزواج هي مراسم دينية يجريها المسيحيّون في الكنيسة، واليهود في معابدهم، المسلمون وإن لم يجروا مراسم الزواج في المساجد، إلّا أنّهم يجرونها حين يقدرون في المشاهد المشرّفة أو في الأيام المباركة وبواسطة علماء الدين، حين يقوم عالم الدين بعقد القران فإنّه يُبيّن بعض التعاليم الدينية. بناءً على هذا، فإنّ الصبغة صبغة دينية. إنّ للزواج بُعداً مقدّساً.

 

ولا ينبغي نزع هذا البُعد المقدّس عن الزواج. سلب القداسة يتمّ عبر هذه الأعمال القبيحة والتي للأسف أصبحت رائجة في مجتمعاتنا. هذه المهور الباهظة التي يتمّ وضعها، ويتخيّلون أنّها تستطيع أن تدعم الزواج وتحفظ الأسرة، والحال أنّها ليست كذلك. فالحدّ الأقصى أن يقوم الزوج بالامتناع عن دفع المهر، فيؤخذ إلى السجن، ليبقى

 

 

 هناك سنة أو سنتين. وفي هذه الحال لا تستفيد المرأة شيئاً، لا تحظى بشيء سوى أنّ بنيان الأسرة سيتهدّم.

 

ولهذا حينما يُنقل عن الإمام الحسين عليه السلام

أنّنا لم نزوّج بناتنا وأخواتنا ونساءنا إلاّ على مهر السُنّة، فلأجل هذا الأمر، وإلاّ فإنّه كان يستطيع، لو شاء الإمام، أن يُزوّج بألف دينار لفعل ولم يكن من الضروريّ مثلاً أن يُلزم نفسه بخمسمئة درهم – المعادل لاثنتي عشرة أوقية ونصف. لقد كانوا يستطيعون ذلك لكنّهم قلّلوا المهور. هذا التقليل للمهور كان مدروساً ومحسوباً بدقّة. هذا جيد جداً. وهناك أيضاً المبالغات الزائدة في الزواج ـ صرف المبالغ الطائلة وإقامة الحفلات المتعدّدة ـ والتي يغتمّ قلب الإنسان في الحقيقة عندما يسمع بها. هذه من النقاط التي ينبغي صياغة خطاب لها والترويج لثقافة حولها. حيث إنّ السيدات مؤثّرات والسادة مؤثّرون، وكذلك أساتذة الجامعات وعلماء الدين، وبشكل خاصّ الإذاعة والتلفاز ووسائل الإعلام. إنّ عليهم جميعاً أن يعملوا في هذا المجال، وأن يُخلّصوا الأجواء من هذه الحالة[1].

 

هدف الحياة الزوجية

إنّ للأسرة حدوداً وحقوقاً. وللرجل حقوقه وللمرأة حقوقها، وإنّ حقوق كلّ منهما قد جعلت بشكل عادل ومتوازن. ونحن نرفض كلّ أمر مغلوط يُنسب إلى الإسلام. ورأي الإسلام في هذا الشأن واضح وبيّن ويقرّ حقوقاً متوازنة لكلّ من الرجل والمرأة في إطار الأسرة.

 

أُنظروا إلى هذه الآية الشريفة وما فيها عن المرأة والرجل ـ في أجواء الأسرة على وجه الخصوص ـ تقول الآية: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾[2], أي جعل لكم أيّها الرجال نساءً، وجعل لكُنَّ أيتها النسوة رجالاً، ﴿مِّنْ أَنفُسِكُمْ﴾ أي ليس من جنس آخر، ولا من مرتبتين متفاوتتين، بل من حقيقة واحدة ومن جوهر واحد ومن ذات واحدة. ومن الطبيعيّ أنّهما يختلفان في بعض الخصائص بسبب تفاوت وظائفهما.

 

ثم يقول تعالى: ﴿لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ أي جعلت الزوجية في الطبيعة البشرية لهدف أكبر، وذلك هو الاستقرار والسكينة إلى جانب الزوج ذكراً كان أو أُنثى. فالرجل حينما يأوي إلى داره يجد جوّاً آمناً وزوجة عطوفة وأمينة إلى جانبه، وكذا يمثّل الرجل بالنسبة للمرأة ملاذاً تعشقه فتركن إليه وتحتمي به ـ لأنّه أقوى منها بدنياً ـ والأسرة تضمن هذه الأجواء لكلا الجنسين. الرجل يحتاج إلى المرأة ضمن إطار الأسرة

 

من أجل توفير السكينة والاستقرار لنفسه، والمرأة بحاجة إلى الرجل ضمن إطار الأسرة من أجل الحصول على الاستقرار والأمن. وكلاهما بحاجة إلى بعضهما بعضاً من أجل تحقيق السكينة والاستقرار.

 

إنّ أهم ما يحتاجه الإنسان في حياته هو الاستقرار، وسعادته تكمن في أن يكون بمأمن من الاضطراب والقلق. وهذه الأجواء الأمنية تتوفّر له في ظلّ محيط الأسرة، رجلاً كان أو أمرأة. المقطع الآخر من الآية له معنى جميل أيضاً، قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾[3], وهذه المودّة لا يكتمل معناها بدون المحبّة، ولا الرحمة تصدق فيما إذا رافقها العنف.

 

الطبيعة التي أودِعت في الرجل والمرأة ـ في ظلّ الجوّ الأُسريّ ـ توجب قيام علاقة محبّة ومودّة فيما بينهما. بيد أنّ هذه العلاقة إذا ما طالها التغيير، كأن يتصرّف الرجل في البيت وكأنّه المالك، أو أن ينظر إلى المرأة بعين الاستغلال والاستخدام فهذا ظلم. وممّا يؤسف له أنّ الكثيرين يمارسون هذا الظلم. وهكذا الحال أيضاً خارج إطار الأسرة[4].

[1] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله في لقاء المشاركين في الملتقى الثالث للأفكار الاستراتيجيّة في موضوع المرأة والأسرة، بمناسبة إقامة الملتقى الثالث للأفكار الاستراتيجيّة، في طهران، بحضور جمعٌ من العلماء والمفكّرين والمسؤولين والنخب، بتاريخ14/01/2012م.

[2] ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (سورة الروم، الآية 21).

[3] سورة الروم، الآية 21.

[4] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة عليها السلام ويوم المرأة، في طهران – ملعب الحرية الرياضي، بحضور جموع غفيرة من النساء المؤمنات، بتاريخ 19/06/1418ه.ق.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...