08 الموت، نعمة الله العظمى: مثلاً الموت، إنه بحق من النعم الإلهية العظمى التي لها حكمٌ عديدة بينما الإنسان لا يستحسنه عادةً. الموت هذا إذا ما رفع مثلاً لمدة مئة سنة سوف يرون بأي حال يصبح الإنسان. ماذا يفعل الرجال والنساء الكبار في السن الذين فقدوا القدرة على العمل؟ إن أبناءهم لا يكادون ينتهون من تأمين الطعام واللباس والنظافة والسكن لهم.
ولأكُنْ أكثر صراحة فهم لا يكادون يقومون بواجبهم إتجاههم لناحية وتنظيفهم من أوساخهم فمتى حينئذٍ يهتمون بكسبهم وأعمالهم وفي أيّ وقتٍ يخلدون للراحة إضافةً إلى أنهم أنفسهم سوف يبتلون بنفس وضع أولئك ثم لا يستمر ذلك طويلاً حتى يصبح أكثر أفراد سكّان الأرض من الأشخاص فاقدي القدرة على العمل والمقعدين والهرمين فيختلّ بذلك وضع الحياة على وجه الأرض عندئذٍ يتمنى الجميع من شاب وشيخ أنّ يا رب إفعل ما تراه مناسباً، فالموت مع أننا لم نكن لنستحسنه إلاّ أنه حسن بالفعل وسعادتنا هي في الموت.