وشفاء مرض أجسادكم(أجسامكم)، وصلاح فساد صدوركم، وطهور دنس أنفسكم، وجلاء عشا(غشاء) أبصاركم”11.
كما أنّ معالجة الفقر في العمل الصالح يكون بالطاعة لله عزّ وجلّ؛ لأنّ في طاعته غنى عن كلّ شيء؛ فعن الإمام الصادق عليه السلام -في قوله تعالى: ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾: “طاعة الله، ومعرفة الإمام”12.
بل العمل الصالح أفضل تجارة؛ لأنّ ربحه وافر مضمون؛ وهو ما حدّثنا به أمير المؤمنين عليه السلام: “من اتّخذ طاعة الله بضاعة؛ أتته الأرباح من غير تجارة”13.
وصورة الإنسان في طاعة الله صورة يحبّها الله عزّ وجلّ، حيث روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “إنّ أحبّ الخلائق إلى الله عزّ وجلّ شاب حدث السنّ، في صورة حسنة، جعل شبابه وجماله لله وفي طاعته؛ ذلك الذي يباهي به الرحمن ملائكته، يقول: هذا عبدي حقّاً”14.
3- سلاح الداعي البكاء:
لا يستحي الإنسان من البكاء بين يدي الله عزّ وجلّ، وإن كان يرى ذلك عيباً على أمر من أمور الدنيا. وعليه أن يعتبر ذلك فخراً إذا كان لله عزّ وجلّ:
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – في حديث بين النبي زكريا عليه السلام وابنه النبي يحيى عليه السلام -: “أنّ بين الجنّة والنّار عقبة لا يجوز منها؛ إلا البكَّاؤن من خشية الله”15.
وروي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّ الله تعالى أخبرني، فقال: “وعزّتي وجلالي ما أدرك
________________________________________
11- الشريف الرضي، نهج البلاغة، م.س، ج2، الخطبة198، ص173.
12- الكليني، الكافي، م.س، ج1، كتاب الحجّة، باب فرض طاعة الأئمّة عليهم السلام ، ص185.
13- الواسطي الليثي، عيون الحكم والمواعظ، م.س، ص458.
14- المتّقي الهندي، كنز العمّال، م.س، ج15، ح43103، ص785.
15- النيسابوري، محمد بن الفتّال: روضة الواعظين، تقديم محمد مهدي الخرسان، مجلس في الزهد والتقوى، لاط، قم المقدّسة، منشورات الشريف الرضي، ص434-435.