يقولون: إنّ النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد رحل من بين ظهرانينا، وإنّ إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف غائب أيضاً، ولا يمكن الوصول إليه ونيل غوثه، وعلى هذا فنحن مستضعفون ومحرومون من السعادة ولا حيلة لنا.
فهل الأمر كذلك؟
كلا، ليس الأمر كما يقولون, لأنّ العقل والشرع يثبتان لنا أنّ الإنسان المتديّن والعاقل يستطيع إدارة شؤونه الدينية, إذ إنّ دفتر الدِّين وقوانينه الشرعية تحت أيدينا. وإذا لم نكن نعلم بها أو نتمكّن منها، فيجب علينا بحكم العقل والعقلاء سؤال الآخرين الّذين يعلمون، وتشخيص صحّة وخطأ الجواب من طريق العقل والدِّين. فهذا مقتضى كون الإنسان عاقلاً. وفي كلّ موضع لم يتّضح له الطريق فالاحتياط بالنسبة له هو طريق النجاة. وعليه فطريق السعادة للإنسان ليس مغلقاً في أيّ مكان أو زمان.
في مدرسة الشيخ بهجت قدس سره، ج1، ص 44.
15- جهاد النفس، المظاهري، ص 108.