من مواليد محافظة البصرة — قضاء القرنة — ناحية السويب عام1948م. نشأ وترعرع وسط أسرة مؤمنة موالية لأهل البيتعليهمالسلام فعُرف منذ الصغر بالتزامه الديني وحسن خلقه.
درس في مدرسة ميّاح الابتدائية في ناحية السويب، ثم في متوسطة الرافدين في قضاء القرنة، ثم في إعدادية القرنة وعُيّن ملاحظا فنيا في معمل الورق في الهارثة عام1971م.
كان شعلة وهّاجة في طريق الهداية إلى الله سبحانه، سواء في المنطقة أو في المدرسة أو في المعمل، رافضا حزب البعث العفلقي في السر والعلن، مفندا أفكارهم اللقيطة، لذا كان عرضة للمراقبة من قبل البعثيين، تلاحقه عيونهم البغيضة، مُرغّبين له تارة علَّهم يثنوه عن موقفه، بترقيته إلى درجة وظيفية أعلى لكي ينتمي إلى صفوفهم، ومرهّبين له تارة أخرى بحرمانه من كل المزايا مع التهديد والوعيد من النتائج الوخيمة التي تترتب على ذلك، ولكن لم تزده تلك الأساليب إلا إصرارا وعزيمة في الثبات على موقفه، فكان البعثيون يهددونه بعدم إيفاده إلى ألمانيا إذا لم يوقع على قسيمة الانتماء، لكنه أصر على عدم التوقيع رافضا رفضا قاطعا الانتماء إلى صفوف حزب البعث المشؤوم، ويشاء الله أن يذهب بالإيفاد إلى ألمانيا بواسطة أحد المهندسين من أقاربه.
في ألمانيا، ضرب المثل الأعلى في الالتزام والتقوى، والابتعاد عن ملاذ الحياة وزخارفها، نائيا بنفسه عن أفراد الإيفاد المنغمسين بالمحرّمات، وكان كثيرا ما يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويدخل معهم في نقاشات، منتقدا سلوكهم، مما حدا بهؤلاء إلى كتابة التقارير عليه ليضعوه تحت رقابة أشد.
في سنة 1979م، تم عقد قرانه من إحدى أقربائه، التي اعتُقلت مع أهلها بعد ذلك بسبب مقتل ضابط أمن البصرة، المجرم إبراهيم اللامي…
خلال الهجمة الشرسة للنظام العفلقي على الرساليين والأحرار من أبناء العراق اعتقل اثنان من رفاق دربه وهما ناجي نديم الوافي والأستاذ رحمة مگطوف الذين كانا مع أبي أحمد في حلقة واحدة في تنظيم حزب الدعوة الإسلامية، وتم إعدامهما من قبل السلطات البعثية الجائرة، وعلى أثر ذلك دوهِم بيته من قبل جلاوزة الأمن، لكن أنجاه الله من مخالبهم، فهاجر يوم23/10/1979م إلى إيران عن طريق الأهوار، ومن ذلك التاريخ انخرط في الخطوط الجهادية العاملة داخل العراق، حاملا هم التغيير وإسقاط النظام، إذ كان يؤمن أن لاسبيل إلى ذلك إلا بالمقاومة المسلحة.
لم يمكث طويلا هناك حتى عاد الى العراق حاملا معه السلاح والمنشورات والمساعدات للأسر المنكوبة ، وظل على ارتباطه بالداخل والمجاميع العاملة فيه، ولم ينقطع اتصاله بهم، داعما لهم بما استطاع إلى ذلك سبيلا.
عُرف بأخلاقه الرفيعة وهدوئه وأدبه الجم، وحبه لمساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم وتفانيه في ذلك، وكان يقول دائما (لا يوجد شيء أفضل من مساعدة الناس والسعي في قضاء حوائجهم). وهذه الخصلة عُرف بها ويتحدث بها كل معارفه وأصدقائه. كما عُرف بإخلاصه وإيثاره وتضحيته في سبيل الله وحبه للشهادة، ولطالما كان يذكر أخاه الشهيد طارق( ) الذي استشهد وهو يؤدي واجبه الجهادي ويتمنى أن يلتحق به في ركب الشهداء والصدّيقين، وكان يوصي أخاه الحاج زكي الذاهب إلى بيت الله الحرام أن يدعو له بالشهادة في سبيل الله ونيل رضاه، وحقق الله أمنيته تلك وما كان يصبوا إليه، وختم الله له بالعاقبة الحسنى، وذلك عندما ذهب بمعية ثلاثة من المجاهدين إلى العراق بعد استشهاد السيد محمد صادق الصدر عام1999م، في مهمة استطلاعية في الجنوب تمهد الطريق لدخول قوات بدر إلى العراق.
في يوم22/3/1999م وبعد إكمال المرحلة الأولى من تلك المهمة، رجعوا إلى منطقة تكثر فيها الاحراش تقع على أطراف منطقة النشوة، ليختبئوا فيها أثناء النهار، ولكنهم فوجؤا بعد فترة قصيرة بالرمي الكثيف من قبل الجيش، فجرح أبوأحمد واستشهد مهدي جاسم المياحي وكامل خضير المياحي ونجى الرابع وهو السيد طعمة سعد — أبوبتول الموسوي — بأعجوبة ليقص القصة بعد ذلك.
ألقي القبض عليه جريحا بعد أن كُسرت ساقه، وقام الضابط بجره جانبا، فبصق بوجه الضابط وقال بالعامية (بعدكم خدم لصدام حسين)، فقاموا بتمزيق جسده الطاهر بالرصاص فاستشهد فورا، ثم سحلوا الشهداء الثلاثة تمثيلا بهم، ودُفنوا في معسكر العدو الذي وضع على قبورهم حراسات…
بعد محاولات من قبل المجاهدين لنقل جثث الشهداء، نجحوا في ذلك بعد الاتفاق مع أحد الحراس، فقاموا بإخراجهم ليلا وجلبهم إلى إيران، وتم تشييعهم ودفنهم في مقبرة الشهداء في الأهواز، لتبقى قبورهم قبلة للعاشقين يستلهمون منها العزم والثبات والإصرار على مواصلة الطريق.
السلام عليه وعلى إخوانه الشهداء وهم أحياء عند ربهم يرزقون
هور الحويزة عام 1985م، يتقدمون للشهادة شوقًا إلى لقاء الله تعالى