الرئيسية / بحوث اسلامية / في رحاب الشيعة – الشيخ باقر شريف القرشي 02

في رحاب الشيعة – الشيخ باقر شريف القرشي 02

التحريف معنى ودلالة
وقبل أن أخوض في البحث عن المؤاخذات التي تترتب على القول بتحريف القرآن الكريم ،
وبطلان ما نسب إلى الشيعة من التزامهم بذلك ، أعرض إلى المعنى الدلالي لهذه الكلمة
وإلى الآيات الكريمة التي وردت فيها هذه اللقطة ، وغير ذلك مما يرتبط بالموضوع .
التحريف في اللغة
التحريف في اللغة هو ميل الكلمة عن معناها وتكاد تتفق كلمات اللغويين على تفسيرها
بما ذكرناه ، وهذه بعض كلماتهم .
ابن منظور :
قال جمال الدين محمد المعروف بابن منظور : ( وتحريف الكلم عن موضعه : تغييره ،
والتحريف في القرآن تغيير الحرف عن معناه ، والكلمة عن معناها وهي قريبة الشبه ،
كما كانت اليهود تغير معاني التوراة بالأشباه فوصفهم الله بفعلهم ، فقال تعالى : (
يحرفون الكلم عن مواضعه ) . وقوله في حديث أبي هريرة : آمنت بمحرف القلوب هو المزيل
أي مميلها ومزيفها . وهو الله تعالى ( 1 )
وحكى هذا القول شمول التحريف لما يلي :
أ – تغيير الحرف عن معناه .
ب – تغيير الكلمة عن معناها .
ج – إن التحريف كان من سمة اليهود فقد غيروا معاني التوراة وبدلوها إلى ما يشابهها
.
الزبيدي :
قال السيد محمد مرتضى الزبيدي : والتحريف
التغيير والتبديل ومنه قوله تعالى : ( ثم يحرفونه ) وقوله تعالى أيضا : ( يحرفون
الكلم عن مواضعه ) وهو في القرآن ، والكلمة تغيير الحرف عن معناه والكلمة عن معناها
، وهي قريبة الشبه ( 1 ) .
وما أفاده الزبيدي هو نفس ما ذكره ابن منظور .
أحمد بن فارس :
وذكر أبو الحسين أحمد بن فارس في مادة حرف يقال : انحرف عنه ينحرف انحرافا ،
وحرفته أنا عنه أي عدلت به عنه ، ولذلك يقال : محارف وذلك إذا حورف كسبه فيميل به
عنه ، وذلك كتحريف الكلام وهو عدله عن جهته ، قال الله تعالى : ( يحرفون الكلم عن
مواضعه ) ( 2 ) .
لقد اتفقت معاجم اللغة على تفسير التحريف بميل الكلمة عن معناها .
في رحاب القرآن
وردت مادة لفظة التحريف في القرآن الكريم في أربع آيات : ولم تستعمل إلا في معناها
اللغوي أما الآيات فهذه :
الآية الأولى : قوله تعالى : ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون
سمعنا وعصينا ) ( 1 ) .
الآية الثانية : قوله تعالى : ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية
يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ) ( 2 ) .
الآية الثالثة : قوله تعالى : ( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون
كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ) ( 1 ) .
الآية الرابعة : قوله تعالى : ( ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين
لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه
فاحذروا ) ( 2 ) .
هذه هي الآيات الكريمة التي ورد فيها لفظة
التحريف وهي مستعملة في معناها اللغوي من دون أن يكون للشارع المقدس اصطلاح آخر
فيه .
أنواع التحريف
أما التحريف فهو على أنواع بعضها تتصادم مع قدسية القرآن الكريم على القول بوقوع
التحريف فيه والبعض الآخر لا تتجافى ولا تتصادم معه كما يقول بعضهم وفيما يلي ذلك :
الأول : الزيادة :
أما الزيادة في كتاب الله العزيز فتتصور على وجوه وهذه بعضها :
أ – الزيادة في الحركات والإعراب ، وهذا لا مانع منه لأنه لا يوجب خللا في المعنى
، ولا تبديلا في الكتاب – كما يقول البعض – ولكن التحقيق يقضي بأن تغيير الأعراب
على القواعد المقررة في علم النحو مما يوجب الإخلال في المعنى ، والتغيير الكامل
لكتاب العزيز .
ب – الزيادة في الحروف وهو مما يوجب التحريف في كتاب الله العزيز .
ج – الزيادة بكلمة أو أكثر فإنه من التحريف الظاهر ولا فرق بين أن تكون الزيادة في
الآية أو السورة .
الثاني : النقيصة :
أما النقيصة بجميع صورها فهي مما تتنافى مع قدسية القرآن الكريم فليس فيه أي نقص
كما ليس فيه أي زيادة .
الثالث : التأويل حسب الرغبات :
ومن ألوان التحريف تفسير بعضهم لبعض آيات القرآن الكريم بما هو بعيد عن واقع الكتاب
العظيم وذلك تدعيما لما يراه ويذهب إليه وفي بعض التفاسير صور كثيرة من ذلك وهي
بعيدة كل البعد عن القرآن .
هذه بعض صور التحريف ومن المؤكد الذي لا ريب فيه أن القرآن الكريم منزه عن كل تحريف
فلا زيادة ولا نقصان فيه ، وإنما هو بعينه المنزل من رب العالمين على عبده ورسوله
خاتم النبيين محمد عليه السلام ، وسنذكر في البحوث الآتية ما يدعم ذلك .
أقوال بالتحريف
حكت مصادر الحديث طائفة من الروايات بوقوع التحريف في القرآن الكريم ، ونسبته إلى
أعلام الصحابة ، وبعض أمهات المؤمنين ونحن نشك في هذه الروايات ، ونذهب إلى أنها من
الموضوعات ونجل الصحابة من ذلك ، وأن ما نسب إليهم لا نصيب له من الصحة وهذا عرض
لما نسب إليهم .
1 – أبو موسى الأشعري :
ونسب إلى أبي موسى الأشعري وقوع التحريف في القرآن فقد روى أبو الأسود قال بعث أبو
موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن ، فقال :
أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم ؟ فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما
قست قلوب من كان قبلكم ، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة
فأنسيتها غير أني حفظت منها ، لو كان لابن آدم إلا التراب وكنا نقرأ سورة كنا
نشبهها بالمسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها ، يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما
تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة .
والآيات الناقصة التي ذكرت لا تضارع آيات الكتاب العزيز في فصاحتها وبلاغتها
وانسجامها وذلك مما يدل على وضعها .2 – عمر بن الخطاب :
وحفلت مصادر الحديث ببعض الروايات المنسوبة إلى الخليفة الثاني بوقوع التحريف في
القرآن ، وهذه بعضها :
آ – روى عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب كان جالسا على منبر رسول الله ( ص ) فقال
: أن الله بعث محمدا ( ص ) بالحق وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجم
، قرأناها ووعيناها وعقلناها في رجم رسول الله ( ص ) ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال
بالناس زمان أن يقول قائل : ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها
الله ( 1 ) .
ومعنى هذه الرواية أن آية الرجم قد أنزلت على الرسول ( ص ) وقرأها عمر وغيره ولكنها
لم ترسم في
المصحف الكريم ، ولماذا لم يرسمها عمر في أيام خلافته .
أما آية الرجم فهي : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة ( 1 )
.
وأية الرجم لا تشابه بقية الآيات في روعة بلاغتها وفصاحتها كما هو ظاهر .
ب – روى ابن عباس أن عمر قال : إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا
آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ( 2 ) .
وهذه الآية بعيدة كل البعد عن آيات القرآن الكريم التي هي من مناجم الكلام العربي .
ج – وآثر عن عمر أنه قال : القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف ( 3 ) وأحصيت حروف
القرآن فلم تبلغ ثلث هذا المقدار فيكون الساقط أكثر من ثلثيه ( 1 ) .
( 3 ) – عبد الله بن عمر :
ونسب إلى عبد الله بن عمر أنه سقط من القرآن الكريم الشئ الكثير قال :
( ليقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله ، وما يدريك ما كله ؟ قد ذهب منه قرآن كثير ،
ولكن ليقل : قد أخذت منه ما ظهر ) ( 2 ) .
ومعنى هذه الرواية أنه قد حذف من القرآن أشياء كثيرة .
( 4 ) عائشة :
ونسبت الرواة إلى عائشة طائفة من الأخبار تدل على سقوط بعض الآيات . وعدم تسجيلها
في المصحف وهذه بعض الروايات :
أ – روى أبو يونس مولى عائشة أنه قال :
أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفين . وقالت :
إذا بلغت هذه الآيات فآذني ( وحافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) فلما بلغتها
آذنتها فأملت علي : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله
قانتين ) قالت عائشة : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( 1 ) .
ب – روى عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت :
كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مئتي آية ، فلما كتب
عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الآن ( 2 ) .
ج ج روى عمر عن عائشة أنها قالت : كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن
ثم نسخن بخمس معلومات ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهن فيما يقرأ من
القرآن ( 3 ) .
5 – حميدة بن أبي يونس :
قالت حميدة بنت أبي يونس : قرأ علي أبي ج وهو ابن ثمانين سنة ج في مصحف عائشة : إن
الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى . قالت : قبل أن يغير عثمان المصاحف ( 1 ) .
وواضح زيادة الجملة الأخيرة ، وذلك لعدم الترابط بينهما وبين ما تقدمها .
6 – مسلمة بن مخلد :
روى أبو سفيان الكلاعي ، إن مسلمة بن مخلد الأنصاري قال لهم ذات يوم : أخبروني
بآيتين في القرآن لم يكتبا في المصحف فلم يخبروه ، وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك .
فقال ابن مسلمة : { إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم
ألا أبشروا أنتم المفلحون والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله
عليها
أولئك لا تعلم نفس ما اختفي لهم من قرة عين جزاء بما كانوا يعلمون } ( 1 ) .
7 – أبي بن كعب :
روى أبي بن كعب أن رسول الله ( ص ) قال له : إن الله أمرني أن أقرأ عليك فقرأه ( لم
يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ) فقرأ فيها إن ذات الدين عند الله الحنفية المسلمة
لا اليهودية ولا النصرانية من يعمل خيرا فلن يكفره . وقرأ عليه : ولو أن لابن آدم
واديا من مال لابتغى إليه ثانيا ، ولو كان له ثانيا لابتغى إليه ثالثا . ولا
يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب ( 2 ) .
وهذه الملحقات ليست على نسق الآيات الكريمة وبعيدة عنها كل البعد .
8 – عبد الله بن مسعود :
سأل أبو الدرداء علقمة فقال له : كيف كان
عبد الله – يعني ابن مسعود – يقرأ ( والليل إذا يخشى والنهار إذا تجلى ) فقال :
والذكر والأنثى ( ما زال بي هؤلاء يستنزلوني عن شئ سمعته من رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ) ( 1 ) .
روى عبد الرحمن بن يزيد قال : كان عبد الله – يعني ابن مسعود – يحك المعوذتين من
مصافحه ويقوله : إنهما ليستا من كتاب الله ( 2 ) .
هذه بعض الأقوال في تحريف القرآن الكريم ولا نصيب لها من الصحة حسب ما ندلل عليه .
بطلان التحريف
وإذا تأملنا بدقة وشمول في أمر تحريف القرآن لوجدناه من سخف القول ومجافيا لنصوص
القرآن والسنة . ونعرض للأدلة على ذلك .
في رحاب القرآن
ودلت بعض آيات الكتاب العزيز على سلامته
من الانحراف والتلاعب ، وأنه على وضعه النازل من رب العالمين . قال الله تعالى : (
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ( 1 ) وحكمت الآية الكريمة حفظ الله تعالى
لكتابه من الضياع والتحريف والتلاعب .
وقال تعالى : ( وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من
حكيم حميد ) ( 2 ) .
دلت الآية على نفي الباطل بجميع أنواعه وألوانه عن الكتاب العزيز ، ومن المؤكد –
حسب الصناعة – أن النفي إذا ورد على الطبيعة أفاد العموم ، ولا شبهة أن التحريف من
أفراد الباطل . فيجب أن لا يتطرق إلى الكتاب العزيز ( 3 ) .
الاستدلال بحديث الثقلين
وتضافرت الأخبار بسلامة الكتاب العزيز من أي تحريف زيادة كان أو نقصانا ، ومن أهم
تلك الأخبار
حديث الثقلين ( 1 ) الذي ضمن النبي ( ص ) فيه السلامة لأمته من الزيغ والانحراف إن
تمسكت بكتاب الله ، وبعترة نبيه ، وهذا نصه :
( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله
حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا على
الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما . . . ) .
وقد عرض الإمام الخوئي إلى الاستدلال بهذا الحديث على سلامة القرآن من التحريف قال :
والاستدلال به على عدم تحريف الكتاب يكون من ناحيتين :
الناحية الأولى : إن القول بالتحريف يستلزم عدم وجوب التمسك بالكتاب المنزل لضياعه
على الأمة
بسبب وقوع التحريف ، ولكن وجوب التمسك بالكتاب باق إلى يوم القيامة لصريح أخبار
الثقلين ، فيكون القول بالتحريف باطلا جزما .
وتوضيح ذلك :
إن هذه الروايات دلت على اقتران العترة بالكتاب وعلى أنهما باقيان في الناس إلى
يوم القيامة . فلا بد من وجود شخص يكون قرينا للكتاب ، لا بد من وجود الكتاب ليكون
قرينا للعترة حتى يردا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحوض وليكون التمسك
بهما حافظا للأمة عن الضلال كما يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا
الحديث ومن الضروري أن التمسك بالعترة إنما يكون بمولاتهم واتباع أوامرهم ونواهيهم
والسير على هداهم . وهنا شئ لا يتوقف على الاتصال بالإمام والمخاطبة معه شفاها فإن
الوصول إلى الإمام والمخاطبة معه لا يتيسر لجميع المكلفين في زمان الحضور فضلا عن
أزمنة الغيبة ، واشتراط إمكان الوصول إلى الإمام لبعض الناس دعوى بلا برهان ، ولا
سبب يوجب ذلك فالشيعة في أيام الغيبة متمسكون بإمامهم يوالونه ، ويتبعون أوامره ،
ومن هذه الأوامر الرجوع إلى رواه
أحاديثهم في الحوادث الواقعة أما التمسك بالقرآن فهو أمر لا يمكن إلا بالوصول إليه
فلابد من كونه موجودا بين الأمة يمكنها التمسك به لئلا تقع في الضلال ، وهذا
البيان يرشدنا إلى فساد المناقشة بأن القرآن محفوظ وموجود عند الإمام الغائب ، فإن
وجوده الواقعي لا يكفي لتمسك الأمة به .
وأشكل الأستاذ على ما ذكره ، وأجاب عنه وأضاف بعد ذلك .
الناحية الثانية : إن القول بالتحريف يقتضي سقوط الكتاب عن الحجية . فلا يتمسك
بظواهره ، فلا بد للقائلين بالتحريف من الرجوع إلى إمضاء الأئمة الطاهرين لهذا
الكتاب الموجود بأيدينا ، وإقرار الناس على الرجوع إليه ثبوت تحريفه ومعنى هذا أن
حجية الكتاب الموجود متوقفة على إمضاء الأئمة للاستدلال به ، وأولى الحجتين
المستقلتين اللتين يجب التمسك بهما بل هو الثقل الأكبر فلا تكون حجيته فرعا على
حجية الثقل الأضغر والوجه في سقوط الكتاب عن الحجية – على القول بالتحريف – هو
احتمال اقتران ظواهره بما يكون قرينة على خلافها
أما الاعتماد في ذلك على أصالة عدم القرينة فهو ساقط ، فإن الدليل على هذا الأصل هو
بناء العقلاء على اتباع الظهور وعدم اعتنائهم باحتمال القرينة على خلافه . وقد
أوضحنا في مباحث الأصول أن القدر الثابت من البناء العقلاني هو عدم اعتناء العقلاء
باحتمال وجود القرينة المنفصلة . ولا باحتمال وجود القرينة المتصلة إذا كان سببه
احتمال غفلة المتكلم عن البيان أو غفلة السامع عن الاستفادة ( 1 ) .
وأطال الأستاذ في تنزيه القرآن من التحريف وأقام الأدلة الحاسمة على ذلك ، وأنه لم
يقع أي تحريف فيه لا في زمان الخلفاء ولا بعدهم والقول بالتحريف باطل لا دليل عليه
مطلقا .

 

 

https://wilayah.info/ar/

 

https://wilayah.info/en/

 

https://www.ommahwahda.com/

شاهد أيضاً

أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام

الشيخ قاسم المُلا المتوفى ١٣٧٤ ه‍ هل العيش بالدهناء يا مي راجع وهل بقيت للشوق ...