الرئيسية / من / طرائف الحكم / وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – الطريق نحو الكمال

وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – الطريق نحو الكمال

نص الموعظة القرآنية:
يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ .

تمهيد
كان بحثنا في الدرس السابق يدور حول عدم وجود كمالٍ للإنسان أرفع من لقاء الله والحضور الدائم في محضره. فأيّ سعادة أكبر للإنسان من التقرّب إلى الكمال المحض؟ وأيّ مقام أرفع له من صيرورته عند الله؟! فإذا كان كمال الإنسان في التقرّب إلى الله فما هو الطريق الموصل إلى ذلك؟ وإذا كانت سعادة الإنسان في أن يكون الحقّ تعالى حاضراً دائماً في حياته فلا يغيب عنه طرفة عين أبداً، فما هو السّبيل إلى ذلك؟

أسس الطريق
إنّ الآية الكريمة التالية من كتاب الله العزيز تبيّن لنا جوانب هذا الطريق الأساسيّة والتي بمراعاتها يضع الإنسان قدمه على الصّراط الإلهي المستقيم،

يقول تعالى في محكم كتابه ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ﴾ . فالآية تشير بشكل واضح إلى أنّ الإيمان، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، من العوامل الأساسيّة التي تمهّد الأرضيّة للقاء الحق والوصول إلى درجةٍ عظيمة عنده كما قال عزّ اسمه: ﴿أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ﴾، ليكون في نهاية المطاف من الفائزين ﴿وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾. إذاً، فشرط التقرّب إلى الله وصيرورة الإنسان عند الله كما هو حال الشّهيد هو في أن يتحلّى المجاهد بالإيمان الصّحيح والواعي، ثم يشمّر عن ساعد الهمّة ليهاجر إلى الله ورسوله، ثم ينزل إلى ميدان المجاهدة ومقارعة الأعداء بهمّةٍ عالية وبأسٍ شديد حتى ينال شرف القتل في سبيل الله، فيصل إلى ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فيناجي ربه قائلاً: “إلهي بك هامت القلوب الوالهة، وعلى معرفتك جمعت العقول المتباينة، فلا تطمئنّ القلوب إلّا بذكراك، ولا تسكن النفوس إلّا عند رؤياك” .

شاهد أيضاً

وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – الرفق في القرآن الكريم

نصُّ الموعظة القرآنية: خاطب الله سبحانه نبيّه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: ﴿فَبِمَا ...