الرئيسية / من / طرائف الحكم / وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – اختبار الشّيعة بالتّسليم

وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – اختبار الشّيعة بالتّسليم

اختبار الشّيعة بالتّسليم
كان أئمّة أهل البيت عليهم السلام ينتهزون الفرص والمناسبات لامتحان أصحابهم ومريديهم بهذا الأمر، فقد روى مأمون الرقي قال: “كنت عند سيدي الصادق عليه السلام، إذ دخل سهل بن حسن الخراساني، فسلّم عليه، ثمّ جلس فقال له: يا ابن رسول الله، لكم الرأفة والرحمة، وأنتم أهل بيت الإمامة، ما الذي يمنعك أن يكون لك حقٌّ تقعد عنه، وأنت تجد من شيعتك مئة ألف يضربون بين يديك بالسيف؟ فقال له عليه السلام: اجلس يا خراساني، رعى الله حقك! ثمّ قال: يا حنفية اسجري التنور، فسجرته حتى صار كالجمرة وابيّضّ علوه، ثمّ قال: يا خراساني، قم فاجلس في التنور!. فقال الخراساني: يا سيدي، يا ابن رسول الله، لا تعذّبني بالنار، أقلني
أقالك الله. قال عليه السلام: قد أقلتك. فبينما نحن كذلك، إذ أقبل هارون المكيّ، ونعله في سبابته، فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله، فقال له الصادق عليه السلام: ألق النعل من يدك. واجلس في التنور قال: فألقى النعل من سبابته، ثمّ جلس في التنور. وأقبل الإمام عليه السلام يحدّث الخراسانى حديث خراسان حتى كأنّه شاهدٌ لها، ثمّ قال: قم
يا خراساني، وانظر ما في التنور. قال: فقمت إليه فرأيته متربّعاً، فخرج إلينا وسلّم علينا. فقال له الإمام عليه السلام: “كم تجد بخراسان مثل هذا؟” فقلت: والله، ولا واحداً! فقال عليه السلام: لا والله ولا واحداً، أما إنّا لا نخرج في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا، نحن أعلم بالوقت” .

ونحن في هذا الزمان الذي كثرت فيه الشبهات يجب أن نكون حريصين جداً على التسليم، وإن خفيت علينا حِكم الأشياء، لـ “إِنَّ دِينَ الله لَا يُصَابُ بِالْعُقُولِ النَّاقِصَةِ وَالْآرَاءِ الْبَاطِلَةِ وَالْمَقَايِيسِ الْفَاسِدَةِ وَلَا يُصَابُ إِلَّا بِالتَّسْلِيمِ، فَمَنْ سَلَّمَ لَنَا سَلِمَ وَمَنِ اهْتَدَى بِنَا هُدِيَ” ، وكلّ عقل دون عقل الإمام فهو عقل ناقص، وكلّ طريقٍ لم يخطّه أهل البيت عليهم السلام هو طريق ضلال وعمى.

شاهد أيضاً

وَزِدْنَاهُمْ هُدًى – الرفق في القرآن الكريم

نصُّ الموعظة القرآنية: خاطب الله سبحانه نبيّه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: ﴿فَبِمَا ...