الرئيسية / تقاريـــر / الشهيد مصطفى – د. حسين القاصد

الشهيد مصطفى – د. حسين القاصد

لعل من الاخطاء الكبيرة التي وقع فيها إعلامالدواعش، هو خطأ استعراضهم بأسير عراقي ـ أؤكد عراقي ـ ثم قيامهم بشنقه، وقد كان من مظاهر الاستعراض ان الجماهير تصفق، كما كانت تصفقأيام قيام النظام الساقط بحملات الاعدام، وإن قيلكان الناس مجبرين ويخرجهم جلاوزة البعث بالقوةكي يحتفلوا بجرائم البعث التي يضفي عليها صفةالوطنية، ويمنحها الشرعية الحكومية.

فالسؤال الذي يطرح نفسه بشدة هو: كيف لرجل مسن يرتدي الملابس العربية – ولنا ان نقول انها ملابس العشائر والمضايف والدلة والفنجان – ان يصفق لقتلة من جاء ليحمي عرضه وشرفه؟.

ثم من أجبره على ذلك؟، فاذا قلنا بأن الجميع مجبرون، فهذا يعني ـ منطقيا ـ ان الجميع اما ان يكونوا جبناء أو دواعش، ولأن علامات الفرح بأسر ثم شنق الشهيد مصطفى كانت واضحة ، فلا شك في داعشية وبعثية المحتفلين.

في أيام النظام الساقط احتفلنا بطفل لا نعرف حقيقته، وقيل انه كان يسلب الشهداء اموالهم ويسرقها من جيوبهم، لكنه اكتسب رمزية كبيرة بدعم من الماكنة الاعلامية والثقافية العربية، وصارت مهرجانات كبيرة تحمل اسم (محمد الدرة) ولم يكن محمد الدرة شهيدا في معركة عراقية.

ولا عربية، فالتصوير الواضح له يظهر بأنه كان ينتظر سقوط القتلى كي يسلبهم ـ هو وأبوه ـ اموالهم.وفي ذلك الوقت، كانت هناك عروس مندلي التي اقيمت لها النصب والتماثيل والمهرجانات الشعرية، وصارت حديث الشارع بسبب التعبئة الاعلامية المكثفة التي قامت بها مؤسسة البعث.لكن.

دعنا من ايام النظام الساقط، فقبل ايامكانت حادثة الطيار الاردني الكساسبة، وبغض النظرعن فبركة الحادث وعن كونه اعلاميا اكثر منكونه حقيقيا، قامت قيامة الاعلام العربي والعالميولم تقعد، واهتم الجميع بمقتل الكساسبة الذي لاعلاقةله بشيء سوى انه طيار اردني ولو كان عراقيا لضاع دمه بين القبائل كما ضاع دم الطيار الذي نقل النائبة فيان دخيل التي اهتموا بإصابتها ولم يهتموا باستشهاد الطيار .لكننا نقف عند حادثة انفرادية بامتياز.

فبعد حادثة سبايكر التي ارادوا لها ان تندثر وقمنا بجهود شخصية بإيصالها الى أزقة مصر وحاراتها، تظهر لنا جريمة بشعة، جريمة احتفال ثلة من الاوباش بأسر جندي جريح، جندي ينتمي لمؤسسة البلد العسكرية.

هنا لنا ان نتساءل ونقول: أين هي المؤسسة العسكرية من كل هذا؟ ولأجل ماذا استشهد مصطفى اسيرا، جريحا، وحيدا؟ وهل من الممكن محاكمة للمجرمين بما فيهم الذين صفقوا واحتفلوا وصورهم موجودة ومعروفة للجميع؟

شاهد أيضاً

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان

قال المولى جل وعلا في الآية (١٨٥)من سورة البقرة ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان ...