وضع رئيس الوزراء حيدر العبادي المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لدعم العراق في الحرب التي يخوضها ضد العصابات الإرهابية، مجدداً تحذيره من أن “داعش” لا يهدد العراق لوحده وانما يهدد دول الجوار والمنطقة والعالم بأسره، وفي حين أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن مجموعة الدول السبع الكبرى اتفقت على تدريب القوات العراقية، عدّ الرئيس الأميركي باراك أوباما “نجاح داعش” في الرمادي مكسباً تكتيكياً قصير الأجل، مؤكداً ثقته بهزيمة التنظيم في العراق.
وقال في كلمته خلال افتتاح اعمال الجلسة الاولى لمؤتمر قادة مجموعة السبع الكبار بحسب بيان مكتبه الإعلامي: ان “تشكيلنا حكومة من جميع اطياف الشعب العراقي، مبنية على اساس الدستور، وتضم جميع المكونات ولها ممثلون سواء في الحكومة او في البرلمان، كان نقطة انطلاقنا، وقد حظيت هذه الحكومة بدعم داخلي ودولي غير مسبوقين، وقدمنا برنامجا حكوميا حظي بموافقة جميع ممثلي الشعب العراقي، ونعمل معا على تنفيذ فقراته بروح من التعاون والتنسيق”، مبيناً “اننا نعتبر التمسك بالوحدة الوطنية، الطريق الذي يوصلنا الى برّ الامان ويمكننا من تجاوز جميع التحديات، لكن العراق الذي يواجه تحديات كبيرة، يجب الا ينظر اليه بانه ساحة حرب فقط، فنحن من بلد يزيد عدد سكانه على خمسة وثلاثين مليونا، ولدينا امكانات بشرية واقتصادية وثروات طبيعية هائلة”.
العبادي اكد ان”العدد الاكبر من محافظات العراق مستقر وآمن وصالح لمشاريع البناء والاعمار والاستثمار، وان جهود دعم اقتصاده وتشجيع فرص التنمية فيه، تسهم في استقراره بشكل يخدم جميع العراقيين ويشجع على عودة الحياة الى طبيعتها في المناطق التي تشهد مواجهات امنية”، مؤكداً أن “الشيعة والسنة، العرب والكرد والتركمان والايزيديين، مسلمين ومسيحيين، وجميع المكونات يقاتلون الارهاب صفا واحدا ويدافعون عن العراق وشعبه ووحدة اراضيه، وان قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي تضم جميع هذه المكونات، الى جانب قوات البيشمركة وابناء العشائر”.
واشار الى ان” هذه القوات حققت انتصارات باهرة خلال الايام القليلة الماضية في بيجي والثرثار، وتتقدم بقوة في الانبار وباقي الجبهات، وان عصابة داعش الارهابية تلاقي هزائم متلاحقة ونحن مصممون على دحرها بشكل نهائي بعزيمة ابناء شعبنا وتضحياتهم الغالية”، منوهاً بأن “العراق يرحب بأي جهد دولي لمحاربة داعش الذي لا يهدد العراق لوحده وانما يهدد دول الجوار والمنطقة والعالم بأسره”.
ورأى أن “العالم اليوم بحاجة الى جهود حثيثة ومتضامنة لإيقاف تدفق الارهابيين الاجانب الذين يسبّبون القتل والدمار في العراق والمنطقة، بالاضافة الى مكافحة عمليات تهريب النفط والآثار التي يستخدمها داعش لتمويل ماكنة الارهاب”، مشيراً إلى أن “الشعب العراقي يقف صفاً واحداً في هذه المعركة، ويدعم جهود تحرير المدن المغتصبة من داعش، وحظيت قراراتنا في هذا المجال بدعم مجلس الوزراء بجميع اعضائه وجميع القوى السياسية والدينية والعشائرية في مختلف محافظات العراق، ومن كل الطوائف وذلك لدعم الجيش والشرطة وابناء العشائر والنازحين، واستقرار المناطق المحررة”.
مستدركا انه “برغم الاندفاع والاصرار الكبيرين اللذين يتحلى بهما شعبنا وقواتنا على هزيمة داعش، الاّ ان الحرب ضد الارهاب يجب الا تكون مفتوحة الى الابد دون أفق محدد، لأنها حرب استنزاف للقدرات البشرية والمادية، وان استمرارها سينهي عهد التعايش والاستقرار في كل العالم، وعلى العالم ان يوحّد جهده لاختصار زمن المواجهة.
فكلما قصّرنا زمن المواجهة، اصبح العالم اكثر أمنا واستقرارا، وبالتالي فان العراق بحاجة الى دعم متواصل من اجل حسم هذه المعركة لصالح السلم والتعايش بين اطيافه واستتباب الامن في العراق والمنطقة”، منبهاً بأن “داعش وقبل ان يدمّر التراث الانساني والحضاري، دمّر التعايش السلمي والتنوع الديني والقومي والمذهبي الذي يتميز به العراق، وهذا الاستهداف المزدوج للحضارة والارث الانساني والتعايش، يشكل تهديداً لكل العالم”.وأفاد العبادي”باننا ماضون دون تراجع في خططنا واصلاحاتنا وبدعم اللامركزية الادارية للمساعدة في نهوض المحافظات بصلاحيات اوسع”، مبينا ان”العلاقة بين الحكومة الاتحادية والمحافظات الاخرى واقليم كردستان محددة بموجب الدستور، ولكل من هذه الجهات صلاحيات واضحة ومحددة، واية مشكلة او تداخل في الصلاحيات، تحل بموجب الدستور والتفاهمات بين جميع الاطراف، ومنهجنا هو إعطاء المزيد من الصلاحيات لها ضمن برنامج اللامركزية الادارية للحكومة”.
واشاد، بـ”الدول التي وقفت مع العراق في باريس، وتقف معنا اليوم هنا في ميونيخ، ونجدد رغبتنا بتعاون وثيق يخدم دولنا وشعوبنا ويعزز قدرتها على تجاوز الأزمات”، متطلعا الى “زيادة دعم العراق في المجالات الاقتصادية والامنية والعسكرية وكل مايساعد على ادامة زخم الانتصارات وحسم المعركة”.في حين نقلت “رويترز” عن العبادي دعوته، على هامش اجتماعه بالرئيس الاميركي باراك اوباما، “المجتمع الدولي للمساعدة في منع تنظيم داعش الإرهابي من جني الأموال من تهريب النفط”، مؤكداً أنه “لا شك بأن العراق سوف يكسب الحرب ضد تنظيم داعش”.من جهته، اعتبر أوباما إن “نجاح تنظيم داعش في مدينة الرمادي مؤخراً سيكون مكسباً تكتيكياً لكنه قصير الأجل”، موضحاً أنه “ستكون هناك انتكاسات لكنني واثق من طرد تنظيم داعش من العراق وهزيمته”.وأعلن الرئيس الأميركي أنه بحث مع رئيس الوزراء حيدر العبادي توصيل الأسلحة لمن يحاربون تنظيم “داعش”، مؤكداً أن بلاده ستواصل تدريباتها للقوات العراقية.
في حين، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن مجموعة الدول السبع الكبرى اتفقت على تدريب القوات العراقية ودعم رئيس الوزراء حيدر العبادي في مواجهة “داعش”.
وقال كاميرون، خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش قمة المؤتمر: “لقد اتفقنا على تدريب القوات العراقية والجيش العراقي في مواجهة تنظيم داعش”، مشيراً إلى أن “بريطانيا سبق ان ساعدت ودربت القوات الكردية”.