الرئيسية / تقاريـــر / الوهابية أن تكره إيران وأن تحب “إسرائيل” – منيب السائح

الوهابية أن تكره إيران وأن تحب “إسرائيل” – منيب السائح

خلال ايام قليلة نسمع اخبارا من مصادر مختلفة الا انها تؤكد حقيقة واحدة مفادها ان التنسيق بين السعودية و “اسرائيل” وصل الى اعلى مستوياته، ضد ما بات يعرف ب”الاخطر الايراني” الذي يهدد السعودية و”اسرائيل”.

الملفت ان السعودية اصبحت اكثرحماسا وتطرفا من “اسرائيل” في طرق واساليب مواجهة ايران، فالسعودية لا تقتنع بالحلول الوسطى او استخدام الوسائل السياسية وحتى الاقتصادية عبر فرض الحظر الشامل، بل تدعو صراحة الى “قطع راس الافعى” ، وتنفيذ هجوم واسع يؤدي الى اسقاط النظام في طهران، وتحث ” الاقوياء “، حسب اعتقادها، امريكا، و”اسرائيل”، لتنفيذ هذه المهمة، التي ستتكفل السعودية بتغطية الجانب المادي منها.

اذا ما استثنينا عراب التطبيع السعودي مع “اسرائيل” واللقاءات المتكررة بالمسؤولين الصهاينة، الامير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق، والذي اعلن جهارا نهارا رغبة السعودية بتطبيع العلاقات مع “اسرائيل” لمواجهة الخطر الايراني المشترك، فهناك اخبار تتوارد تباعا هذه الايام، بهدف تحضير الارضية امام الراي العام العربي، لتقبل التعاون والتنسيق بين السعودية و “اسرائيل”، لمواجهة العدو المشترك، وهو ايران. ومن هذه الاخبار تصريحات الملياردير السعودي الأمير طلال بن عبد العزيز في مقابلة معه أجراها الصحافي، جيفري غولدبيرغ، لشبكة “بلومبيرغ” الاقتصادية، والتي اعلن فيها وبصراحة مطلقة ودون ادنى مواربة : إن “المملكة (العربية السعودية) والدول العربية والمسلمين السنة يؤيدون شنّ هجوم إسرائيلي على إيران”.

وبرر الأمير وليد بن طلال ذلك بقوله: ان “السنّة سيؤيدون الهجوم لأنهم يعارضون الشيعة وإيران”، وأن “العرب يعتبرون التهديد يأتيهم من إيران وليس من إسرائيل”. وحول موقف العرب من هجوم “اسرائيلي” على ايران، قال الأمير السعودي أن “البلدان العربية ستعارض هذا الهجوم في وسائل الإعلام وحسب، وستدعمه وتؤيدّه في المجالس الخاصة. وأوضح: “من المنظور التاريخي، نعتبر أن إيران تشكل تهديداً كبيراً، وقد كان هناك صراع دائم بين الإمبراطوريتين الفارسية والعربية، وخصوصاً المسلمين السنّة”. وتوسل الوليد بن طلال “اسرائيل” بتسهيل عملية السلام مع الفلسطينيين ” لأن ذلك سيساعدنا في عزل إيران وإضعاف حزب الله”.

وفي يوم الخميس الماضي 4 حزيران / يونيو، نقلت وكالة “بلومبورغ” وقائع اللقاء الذي جرى بين العميد المتقاعد ومستشار رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق أنور ماجد عشقي، وأحد كبار مستشاري رئيس الحكومة “الإسرائيلية ” بنيامين نتنياهو ومندوب “إسرائيل” السابق لدى الأمم المتحدة دوري غولد، في اطار ندوة استضافها “مجلس العلاقات الخارجية” في واشنطن. ويبدو ان الندوة جاءت تتويجاً لخمسة لقاءات سرية سابقة بين الجانبين، عقدت منذ بداية العام 2014، في الهند وإيطاليا وتشيكيا، بحسب وكالة “بلومبرغ”، جاءت بهدف محاصرة العدو المشترك المتمثل بإيران.

عشقي اكد في هذه الندوة على تفاهم وعزم الجانبين (السعودي والاسرائيلي) على الاطاحة بالنظام في ايران، معتبرا ايران “دولة عدوانية تسهم في أعمال إرهابية، يقودها نظام ينبغي الاطاحة به لتحقيق الصالح العام في الشرق الاوسط”. موقف عشقي لاقى تأييدا من الصهيوني دوري فولد الذي اكد انه تداول مع عشقي بلورة استراتيجية سياسية واقتصادية مشتركة لمحاصرة ايران إقليمياً. مشيرا الى دفء العلاقات بين “إسرائيل” والسعودية ، بالقول إنها بناءً على قناعة دول الخليج (الفارسي) بدور “اسرائيل” وعلاقتها الوثيقة بالولايات المتحدة، فضلا عن شعورهم الجماعي بالتعويل على “اسرائيل” في مواجهة إيران..

وبفضل هذا الاستجداء المذل والمهين والمعيب للسعودية لتطبيع علاقاتها مع “اسرائيل”، وببركة العقيدة الوهابية التي لا ترى في “اسرائيل” عدوا، وببركة زرعها بذور الفتنة والشقاق بين ابناء الدين الواحد، واثارتها للفتن الطائفية، وتفريخها للتنظيمات التكفيرية على اختلاف عناوينها ومسمياتها، وغسلها لادمغة الشباب العربي والمسلم من كل ايمان وخير، ودس التكفير والانحراف والطائفية فيه، كشف استطلاع لـ “معهد السياسة والإستراتيجيّة المتعدد المجالات التابع لمؤتمر هرتسيليا” الصهيوني، عن ان السعوديين لايرون في “اسرائيل” عدوا. وقال ألكس مينتز، مدير المعهد، إنّه معجب جدًا بنتائج استطلاع الرأي، وان ما نُفكّر فيه عن السعوديين هنا في “إسرائيل” ليس تمامًا ما هم عليه، هناك وضوح كبير في المصالح والتهديدات المشتركة، حتى أنّ بعضهم يرغب في الانضمام إلى القوات الإسرائيلية، على حدّ قوله.

وبيّن الاستطلاع، الذي نُشر على موقع المؤتمر، أنّ السعوديين يرون في إيران عدوهم الأكبر لا “إسرائيل”، وفي هذا السياق عبّر 25 بالمائة من المستطلعة آراؤهم أنّ على “إسرائيل” والسعودية أنْ تتوحدا في وجه إيران، فيما عبرت الغالبية ( 85 بالمائة ) عن دعمها لمبادرة السلام السعودية مع “إسرائيل”.

وبالأرقام، أشار الاستطلاع إلى أنّ 53 بالمائة من السعوديين يرون في إيران عدوهم الأساسي، فيما أعرب 22 بالمائة من المشاركين عن أنّ عدوهم الأساسي هو “داعش” ، على أن 18 بالمائة فقط أكّدوا في سياق “اسرائيل” هي عدوهم الأساسي. وبحسب موقع (تايمز أوف أزرائيل) فقد نُظمّ الاستطلاع بالتعاون مع جامعة “فيسكونسين ــ ميلفيكي” في الولايات المتحدة الأمريكيّة، وشارك فيه عينة من 506 مشاركين عبر الهاتف، وقد أجري الاستطلاع خلال الأسابيع الأخيرة برغم غياب علاقات دبلوماسية ظاهرة بين الدولتين.

ان عملية المسخ التي تقوم بها الوهابية للانسان في جزيرة العرب لا تقف عند هذا الحد. فقبل عدة اشهر أثارت نتائج الدراسة التي أعدها معهد غالوب الدولي الذي يتخذ من زوريخ مقرا له، ردود أفعال مختلفة لا سيما إزاء نسبة الإلحاد في المملكة السعودية والتي تراوحت حسب الدراسة بين 5 و9 بالمئة من مجموع عدد سكان المملكة.

الدراسة التي جاءت تحت عنوان ” مؤشر عام حول الدين والإلحاد ”، كشفت ان نسبة الالحاد في السعودية هي الأكثر ارتفاعا مقارنة بالدول العربية وحتى مع تلك التي تعرف بميولها العلمانية، وتضاهي ايضا نسبة الإلحاد في الدول الغربية.

حينها اذكر كتبت مقالا تحت عنوان “الالحاد في السعودية .. استغراب الاستغراب” ، بينت فيه ان من الخطأ ان نستغرب وجود الالحاد او أي ظاهرة اخرى مثل ظاهرة ان يرى الانسان السعودي “اسرائيل” صديقا ” و ايران عدوا، فالوهابية هي مصنع لانتاج كل ما هو شاذ، وقلت : ان الشباب في المجتمع السعودي المنكوب بالوهابية، عندما يرى التكفير والاقصاء والقمع جزء لا يتجزأ من الدين!، ويرى الفتاوى السخيفة والمضحكة جزء لا يتجزأ من الدين!!، ويرى العلم يقول بكروية الارض بينما يقول الدين انها مسطحة كما ذهب الى ذلك امام الوهابية ابن باز!!، ويرى سلاح الانظمة المتخلفة والرجعية دين !!، ويرى زرع الفتن الطائفية بين الشعوب المسلمة دين !!، ويرى ذبح المسلم لاخيه المسلم من الوريد الى الوريد دين !!، ويرى في اكل المسلم للحم اخيه المسلم دين !!، ويرى الاستسلام ورضوخ للمستكبرين دين !!، ويرى نبذ المقاومة وتبجيل الانبطاح امام المحتل دين !!، ويرى نهب الثروات دين !!، ويرى اهانة المرأة، نصف المجتمع، دين !!، ويرى كراهية التطور دين !!، ويرى محاربة المشاعر الانسانية دين !!، ويرى هدم دور العبادة ونبش القبور واهانة اضرحة الانبياء والاولياء والصالحين دين !!، ويرى محاربة الفطرة الانسانية ووصمها بالشرك دين!! وو..، ترى ما هي الصورة التي سترتسم في ذهن الشاب السعودي، لاسيما المثقف، عن الدين وهو يرى كل هذه الفظاعات التي تنسبها الوهابية، زورا وبهتانا الى الدين والدين منها براء؟، ترى كيف يمكن ان يتلمس هذا الشاب الصورة الحقيقية للدين، بينما الوهابية تكتم على انفاسه، ولم تترك وسيلة اعلامية، مرئية او مسموعة او مقروءة، الا وهيمنت عليها ونفثت فيها سمومها؟، وكيف يمكن الدفاع عن الدين بينما يرى الشاب السعودي ان تطبيقات الوهابية للدين جعلت بلاده من بين أول 10عشر دول في العالم في التحرش بالمرأة؟.

متتبع الخط البياني للوهابية منذ ظهورها وانتشارها في جزيرة العرب، بدعم من المستعمر البريطاني ومن ثم الاميركي، وحتى يومنا هذا يرى وبوضوح ان الوهابية هي صنو الصهيونية، وانها زُرعت في ارضنا من اجل ان تقوم بدورها الذي تضطلع به اليوم باكمل وجه، حيث تزرع الدمار والفوضى والفتن والموت في ديارنا، وتشرد شعوبنا، ويقتل بعضنا بعضا باسم الدين وباسم التوحيد، وتمزق مجتمعاتنا، وتقسم بلداننا، ونُصنف وفقا للدين الوهابي بين موحد ومشرك وكافر ومرتد، وتسبى نساؤنا ويقتل اطفالنا ويذبح شبابنا، وتستنزف ثرواتنا، وتنهار جيوشنا، ونصبح اضحوكة للعالمين، كل ذلك بسبب الوهابية، من اجل ان تخرج الصهيونية منتصرة مرفوعة الراس، بعد ان اذلها المحور الذي تقوده ايران، عدوة الوهابية والصهيونية.

لقد اتضح للعالم اجمع ولاسيما للشعوب العربية والاسلامية، ان ما يحدث اليوم في سوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن، ما هو الا مؤامرة وهابية صهيونية، لتقسيم الوطن العربي وتشريد وتجويع الشعوب العربية، كي لا تفكر لا بفلسطين ولا بالقدس ولا بالحكام المستبدين والعملاء، بعد ان اتضح الدور السعودي والوهابي في تمزيق الامة ، فهل يوجد هناك انسان عربي واحد يحترم عقله، يصدق ان السعودية زعيمة الوهابية في العالم، تسعى في سوريا والعراق ولبنان والاردن والبحرين وليبيا الى نشر الديمقراطية ومحاربة الاستبداد والدكتاتورية ومناهضة الطائفية، بينما جميع الزمر التكفيرية تعلن جهارا نهارا ان عدوها هم الشيعة وايران وليس “اسرائيل”، فالوهابية ان تحب “اسرائيل” ، وان تكره ايران، وان تناصب المقاومة العداء تحت ذريعة الوقوف في وجه “التمدد الشيعي” و “نصرة اهل السنة”.

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...