الرئيسية / من / أهالي الموصل نسمع باقتراب “ساعة الصفر” ولا نشاهد سوى مزايدات إعلامية

أهالي الموصل نسمع باقتراب “ساعة الصفر” ولا نشاهد سوى مزايدات إعلامية

يبدو ان الموصليين “أكثر يأساً” من جهود تحرير مدينتهم وتخليصهم من كابوس داعش، بعد مرور عام من سيطرة التنظيم المتشدد على المدينة. 

ففي حين رأوا أن التصريحات الحكومية بشأن مهاجمة داعش في الموصل مجرد “تخدير”، وان الجهود الأميركية “فقاعة إعلامية”، أشاروا إلى أن تأخر عملية التحرير يخدم التنظيم، ويجعل المعركة “أكثر صعوبة”. هيثم عبد الله، مواطن موصلي قال في حديث إلى (المدى برس)، إن “الموصليين يسمعون عن اقتراب ساعة الصفر لتحرير مدينتهم منذ اليوم الأول لهروب القوات الأمنية واستيلاء عناصر تنظيم داعش عليها”. وتابع عبد الله أن “عدد تلك الساعات (ساعات الصفر) اصبح بلا نهاية”، قالها وهو ممتعض من تأخر عملية التحرير.
وأضاف المواطن الموصلي “سنة كاملة مرت والناس تسمع عن استعدادات وخطط وكلام كثير عن عملية التحرير من دون حدوث شيء ميداني”، مشيرا إلى أن “تحرير نواح وقرى صغيرة في مناطق أخرى وترك الموصل رغم الحديث عن تحريرها يوحي بتراجع من كان جل اهتمامه استرجاع ثاني اكبر مدينة عراقية وتحرير سكانها”.

10
ويوافق يوم 10 حزيران الذكرى الأولى لاستيلاء تنظيم داعش على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، بعد انسحاب القوات الأمنية منها من دون مقاومة. وتحدثت بعض المصادر العسكرية والأمنية ومواقع يعتقد انها تابعة لداعش آنذاك، عن عدد العناصر الذين اجتاحوا المدينة مؤكدة ان عددهم 300 مسلح فقط.
ويرى الموصليون ان “خطوات تحرير المدينة بطيئة” رغم مئات التصريحات التي أطلقها قادة ومسؤولون عراقيون عسكريون ومدنيون، بشأن التحضير لتحرير الموصل.
وتقول المواطنة وسن الحمداني، في حديث إلى (المدى برس)، إن “الموصليين صدقوا وعود الحكومة والقوات الأمنية بأنهم سيحررون مدينتهم، وصبروا وتحملوا الهوان، لكنهم اكتشفوا أن تلك التصريحات لم تكن سوى تخدير لهم”.
وتؤكد الحمداني أن “الوضع الإنساني في الموصل سيئ جداً، كما أن النساء مقيدات بتعاليم داعش التي حددت حركتهن وتدخلت حتى بملابسهن ووقت خروجهن من المنزل”.
واشارت الى أن “العوائل الموصلية باتت تخشى على أبنائها من الوقوع ضحية الفخاخ التي نصبها لهم التنظيم عن طريق التأثير الإعلامي الذي يمارسه لخداعهم”.
واضافت الحمداني انها “يائسة من إمكانية تحرير الموصل، نتيجة عدم تقدم القوات العراقية نحوها، وكذب أميركا وعدم رغبتها بذلك”، مرجحة أن “تتحول المدينة إلى أطلال بفعل تصرفات داعش الهمجية والحصار الحكومي المفروض عليها”. ويرى سكان الموصل، الذين يبلغ عددهم مايقارب المليوني نسمة، أن القوات الأمنية توقفت ميدانياً عن أي تحرك لتحرير الموصل، وأنهم “المتضرر الأكبر” من العمليات المحدودة التي تشنها ضد داعش.

ويقول المواطن ذنون ياسر، في حديث إلى (المدى برس)، إن “الحكومة والقوات الأمنية تتحدث عن تحرير الموصل منذ سنة، من دون أن تتخذ خطوات جادة بهذا الشأن، في حين يواصل داعش تمدده في مصر وليبيا واليمن والسعودية”، مستدركا “حتى قوات البيشمركة أوقفت تقدمها نحو الموصل منذ أشهر وتمركزت في مناطق معينة”. ويتابع ياسر أن “موضوع التحرير بات موضوعاً للاستهلاك الإعلامي عند السياسيين والقادة الأمنيين”، لافتاً إلى أن “الغارات التي تشنها طائرات التحالف الدولي باتت تستهدف سكان الموصل وتدمر منازلهم؛ لأن داعش نجح في اتخاذهم دروعاً بشرية”.

بدوره يقول الأستاذ بجامعة الموصل، محمد علي، في حديث إلى (المدى برس)، إن “تباطؤ العمليات العسكرية أدى إلى استفحال تنظيم داعش وسيطرته التامة على المدينة وفرض تعليماته”. وأضاف أن “عناصر داعش تكيفوا مع الضربات الجوية من خلال اعتماد ستراتيجية اخلاء المقار الحكومية والأمنية واتخاذ منازل المدنية مقاراً وورشاً لتصنيع الأسلحة والمتفجرات”.
وتابع الاستاذ الجامعي أن “القادة الأمنيين يتحدثون عن تدريب قوات وعناصر لتحرير الموصل، في حين يقوم تنظيم داعش بترصين مؤسساته العسكرية والمدنية، في مسعاه لتحويل حكمه لأمر واقع في الموصل”، مبينا “حتى لجنة التحقيق البرلمانية بشأن سقوط الموصل لم تنه عملها وتعلن نتائجه، بينما يعزو مسؤولون محليون في نينوى تأخر التحرير إلى تباطؤ تسليح القوات”.
ويرى الأستاذ الجامعي أن “تأخر عملية التحرير يصب في صالح داعش، ويجعلها أكثر رصانة في مواجهة قوات التحرير وقت قدومها، ويزيد من يأس الأهالي بتحرير مدينتهم”.
وخلال السنة المنصرمة فرض تنظيم داعش المئات من القوانين والتعليمات على الأهالي، ومارس انتهاكات عديدة بحق المكونات، فقد هجر الشبك والمسيحيين وصادر منازلهم وممتلكاتهم وأموالهم. وفعل الشيء ذاته مع الايزيديين لكنه زاد على ذلك بسبي نسائهم وأطفالهم.
وأعدم أكثر من ألف شخص بينهم نساء وصبيان، بعد اتهامهم بمخالفة تعليماته أو بالعمالة والردة، وأسس التنظيم مؤسسات أطلق عليها تسمية الدواوين مشابهة للوزارات في عملها ومهامها، ودمر العديد من معالم المدينة تفجيراً وتهديماً بينها مراقد وأضرحة أنبياء وكنائس ومزارات ونصب تذكارية ومقار حكومية.

شاهد أيضاً

أكملنا وضع الخطة لتحرير الموصل وننتظر ساعة الصفر

كشف مسؤول العمليات في تشكيلات الحشد الشعبي القيادي ابو علي البصري عن اتنهاء وضع الخطة ...