أكد خطيب جمعة طهران المؤقت، آية الله احمد خاتمي، ان المفاوضات السياسية بكرامة، هي نموذج من ثقافة المقاومة.قال آية الله سيد احمد خاتمي، في خطبتي صلاة الجمعة بطهران: ان المفاوضات السياسية بكرامة هي نموذج من ثقافة المقاومة. واضاف: ليعلم المسؤولون المفاوضون انه كلما كان سوق هذه الثقافة حاميا في البلاد، فإن ايديهم ستكون مليئة في المفاوضات.
وصرح: لا ينبغي ان نتنازل في الساحة السياسية، ويجب الرد على المسؤولين الاميركيين الذين اساؤوا لكرامة الشعب الايراني، بنفس المستوى، مشددا على ان كرامة ورفعة الشعب الايراني طيلة الـ35 عاما الماضية، كانت مدينة لشعار “الموت لاميركا”.
واشار آية الله خاتمي، الى الذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية، واضاف: ان عشرة الفجر هي مناسبة لشكر النعمة الالهية ونعمة سيادة الدين مقابل 57 عاما من محاربة الدين (خلال العهد البائد)، لذلك فإن الاحتفاء بعشرة الفجر انما هو تجديد للبيعة مع الامام الراحل (رض) ودماء الشهداء الزاكية.
واشار خطيب جمعة طهران المؤقت الى تصريحات المسؤولين الاميركيين بشأن الجمهورية الاسلامية الايرانية، وقال: خلال الاسبوع الماضي، أدلى اثنان من المسؤولين الاميركيين تصريحات تنم عن صلافة وغطرسة تجاه ايران، وقد كانت هذه التصريحات مليئة بالكذب والتهم والتهديد.
ولفت آية الله خاتمي الى الخطاب السنوي لأوباما والذي قال قال ان اتفاق جنيف منع ايران من صنع القنبلة النوية، وصرح: كم يخدعون انفسهم بهذه الاكاذيب، في حين ان قائدنا أكد دوما في تصريحاته اننا لسنا بصدد القنبلة النووية، حتى ان سماحته اصدر فتوى بتحريم ذلك، الا انهم (الغربيين) يقولون ان ايران تشكل خطرا على المجتمع الانساني، واننا قمنا بإزالة هذا الخطر.
وقال خاتمي مخاطبا المسؤولين الاميركيين: اذا كان هنالك خطر يهدد المجتمع الانساني، فسيكون ممثلا في الادارة الاميركية والكيان الصهيوني، مشبها اياها بالثور الهائج، فهو لديه سلاح لكن لا عقل له، مضيفا: انتم الاميركيون ألقيتم قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناكازاكي وذلك بعد انتهاء الحرب يعني بعد ان انتحر هتلر وقتل موسوليني، وكانت الحكومة اليابانية تتفاوض مع اميركا، وتسببتم في مقتل مئات الآلاف من البشر في لحظة واحدة، وكنتم تريدون اولا ان تختبروا القنبلة، وثانيا كنتم تريدون ان تقولوا ان اميركا قوية. فالموت لكم.
ولفت خطيب جمعة طهران الى التهديد العسكري الاميركي ضد ايران، والذي كرره مرارا بعض المسؤولين الاميركيين، وقال: ان اوباما يكرر دوما هذا الكلام البالي من ان جميع الخيارات مطروحة على الطاولة. لذلك من الافضل له ان يعلم ان شعبنا ايضا، وعلى صعيد الدفاع، يضع جميع الخيارات على الطاولة وهي من نوع خيارات السنوات الثماني للدفاع المقدس، واذا ارادوا ان يرتكبوا حماقة ما، فإننا سنجعل ايامهم سوداء كالحة.
وأكد اننا نعلم انكم الاميركيون تدافعون عن الكيان الصهيوني الارهابي، واذا ازدادت قوة هذا الكيان فإنه سيستهدف الاسلام والمسلمين. لذلك نحن لن نثق بكم ولا بحلفائكم ابدا.
وبشأن مؤتمر جنيف2 حول سوريا وعدم دعوة ايران للمشاركة فيه، قال آية الله خاتمي: ان مؤتمر جنيف2 او تلك المسرحية السياسية الفاشلة قد انتهى، وبعد 9 ايام اعترفوا بأنفسهم ان هذا المؤتمر فاشل.
وأكد ان الجانب المقابل في المفاوضات مع سوريا، يمثله الجماعات التكفيرية الارهابية، وقال: ان هذه الجماعات التكفيرية الارهابية، ليس فقط بالنسبة للشعب السوري، بل هم خطر على البشرية جمعاء، وقد قال السادة بعد مؤتمر جنيف2 ان اميركا مستعدة لإرسال الاسلحة والمعدات الاميركية الى الارهابيين في سوريا، لذلك ينبغي للمجتمع الانساني ومن يدعون انهم انصار السلام ان يردوا عليهم.
وتابع: ان هؤلاء الوحشيين الذين يمارسون نشاطهم باسم السلام، يشلكون خطرا حقيقيا للبشرية، وهؤلاء الاشخاص انما هم صنيعة تعاون الرجعية العربية وخاصة السعودية مع تل ابيب، حيث يرتكبون ممارسات ارهابية في العراق ولبنان وسوريا وحتى في روسيا.
وشدد خطيب جمعة طهران المؤقت على المشكلة في سوريا ليست معقدة الى ذلك الحد، مخاطبا الاجانب الذين يتدخلون في شؤون سوريا: ان سوريا ليست بحاجة الى المؤتمرات والاجتماعات، فلو كففتم عن ارسال السلاح الى الارهابيين في سوريا، فإن الشعب السوري يحدد مصيره عبر صناديق الانتخابات، الا ان البعض بصدد الارتزاق واللعب من خلال هذه القضايا.
وبشأن الاحداث في مصر، قال آية الله خاتمي: الحقيقة هي ان مصر يحكم فيها العسكر مرة اخرى، ويريدون العودة الى عهد مبارك المظلم، والذي حول مصر الى ساحة خلفية للكيان الصهيوني.
واوضح: اننا لم نكن مرتاحين من النظام المصري السابق، ففي نظام اللامبارك، كان هنالك التخويف من ايران والتخويف من الشيعة، في مقابل الثقة باميركا، لكننا لا يمكننا عدم الادلاء بموقف امام هذه الاحداث التي تقع في مصر، لذلك فإننا ندين بشدة المجازر والقتل والاضطهاد والاعتقالات.
وأعرب عن امله بأن يصون الشعب المصري ثورته التي كانت باكورة الصحوة الاسلامية، وان يوجه البلاد نحو ساحل الامان بحكمة وتدبير.
وبشأن الاوضاع في البحرين، قال آية الله خاتمي: لقد اطلعنا ان النظام البحريني قام بحل المجلس الاسلامي لعلماء البحرين. ان هذا المجلس العلمائي كان منبثقا من صميم الشعب، وقد جاء في نظامه الداخلي اننا ندافع عن الهوية الاسلامية. لذلك يبدو ان النظام البحريني لديه مشكلة مع الدين والله والاسلام المحمدي الاصيل.
وصرح: ليعلم آل خليفة انه كان في ايران حاكم قبل 35 عاما يتصرف مثلهم، لذلك ينبغي ان يكون سقوط عائلة البهلوي درس عبرة لجميع الحكام المستبدين. لذلك لن تبقى حكومتكم مع هذا الظلم والجور.
وفي الخطبة الاولى لصلاة الجمعة، تناول آية الله احمد خاتمي اسلوب الحياة في المجتمعات الانسانية، واوضح انه لو كان هنالك خير في المجتمع الاسلامي فإن هذا الخير سيعم جميع المجتمعات. ولو كان هنالك شر فإنه سيطال جميع المجتمعات، لذلك لابد من ممارسة الرقابة العامة، المتمثلة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكدا ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس تدخلا في شؤون الآخرين، وانما هو خطوة لإصلاح بعضنا بعضنا.
شاهد أيضاً
مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره
رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...