قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إنه على الرغم من الحملات الجوية التي يتعرض لها اليمنيون، حيث يقصف التحالف الذي تقوده السعودية الأحياء والأسواق ومنشآت الطاقة، إلا أن اليمنيين قادرون على نقل الحرب إلى خارج حدود اليمن.وأشارت الصحيفة، الى أنه منذ مطلع ايار الماضي، شن المقاتلون اليمنيون هجمات شبه يومية على الجبال الحدودية داخل السعودية، وأطلقوا صاروخ “سكود”.
ونقلت “واشنطن بوست”، عن محللين أجانب ومقاتلين في انصار الله أن المقاتلين اليمنيين أطلقوا صاروخ “سكود” على مواقع عسكرية في خميس مشيط وقتلوا العشرات من الجنود السعوديين.
وقالت الصحيفة، إنه في ايار، أجبرت هجمات المقاتلين اليمنيين، السعودية على إلغاء الرحلات الجوية، وإغلاق المدارس في نجران بالقرب من الحدود مع اليمن.
وأوضحت الصحيفة، أن هجمات السعودية واستجابة المقاتلين اليمنيين لها بجر الحرب إلى داخل الأراضي السعودية، رفعت وتيرة الحرب المستمرة منذ 3 أشهر والتي فاقمت أزمة إنسانية بشكل كبير طال أمدها في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور تيودور كاراسيك، الخبير في القضايا العسكرية بالشرق الأوسط، أن هناك مخاطر من أن استمرار القصف الجوي ضد أهداف يمنية، قد يدفع المقاتلين اليمنيين للضغط بشكل أكبر في مهاجمة المحافظات الجنوبية السعودية، مما يخلق كارثة أمنية للسعوديين.
كما نقلت الصحيفة عن محللين غربيين قولهم، إن المقاتلين اليمنيين يحاولون استفزاز السعوديين لشن حملة برية داخل اليمن، والتي قد تكلف السعوديين خسائر فادحة، ففي 2009 قتل الحوثيون أكثر من 100 جندي سعودي في اشتباكات حدودية.
وقال المحللون، إنه ربما كان المقصود من المقاتلين اليمنيين والحوثيين هجمات عبر الحدود الأخيرة لتعزيز الموقف التفاوضي لهم في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والتي بدأت الثلاثاء الماضي.
وأوردت الصحيفة عن عمال إغاثة وسكان يمنيين أن الهجوم الذي تقوده السعودية كان مدمراً بشكل أكبر، وخاصة محافظة صعدة، وهي منطقة زراعية، حيث تم تدمير الأحياء والقرى والأسواق بشكل كبير. وأوضح تيريزا، منسق الطوارئ مع الأطباء في منظمة إغاثة بلا حدود، أن “مستوى الدمار في صعدة ساحق جداً”. مضيفاً أن الضربات الجوية دمرت مرافق الطاقة والبنوك وكل مبنى حكومي تقريباً.وبين أن النساء والأطفال من بين الذين قتلوا جراء الغارات الجوية السعودية.
وأفادت الصحيفة عن محللين أن قيادات الحوثيين في صعدة تكيفوا مع موجة القصف السعودي، حيث استخدموا الكهوف من أجل الاختباء، وبدأوا في نقل المعركة إلى داخل العمق السعودي.وتحدثت عن أن المقاتلين اليمنيين يطلقون نيران المدفعية باتجاه مواقع عسكرية ومدن سعودية، ويشنون حرب عصابات على القوات السعودية المتواجدة على طول الحدود.
ونقلت “واشنطن بوست” عن الخبير في شؤون دول الخليج (الفارسي) بجامعة “دورهام” البريطانية كريستوفر ديفيدسون، أن السعودية كانت تأمل في أن تؤدي حملة القصف الجوي، فضلاً عن الحصار البحري والجوي لليمن، إلى إجبار الحوثيين على التراجع إلى شمال اليمن، والسماح بعودة (الرئيس) هادي للسلطة، لكن هذه الأهداف لم تتحقق، مما تسبب في توجيه ضربة “محرجة” لقادة السعودية.
وحذر الخبير كريستوفر ديفيدسون، أن استمرار هجمات المقاتلين اليمنيين على العمق السعودي، قد تتسبب في دمار خاص لمصداقية ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، خاصة أنه يشرف على تلك الحرب، وهي جزء من السياسة الخارجية الأكثر حزماً التي اعتمدها والده الملك سلمان.
وفي تقرير الشهر الماضي، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش التحالف السعودي استهداف صعدة بالقنابل العنقودية، التي يمكن أن تكون قاتلة خصوصاً للمدنيين.
ولفتت “واشنطن بوست” إلى أنه تم نشر لقطات فيديو وصور على وسائل الإعلام اليمنية والتابعة للحوثيين، تظهر ضربات المقاتلين اليمنيين الأخيرة على القوات السعودية.
ونقلت الصحيفة عن “محمد البخيتي” القيادي البارز في جماعة “أنصار الله”، خلال مكالمة هاتفية معه من صنعاء، تحذيره من أن السعودية إذا لم توقف هجماتها، فإن كل الخيارات مازالت مفتوحة أمام اليمنيين من أجل استخدامها في الرد.