الرئيسية / من / اغتيال الشهيد بهشتي اشد اعتداء ارهابي بعد انتصار الثورة الاسلامية + صور

اغتيال الشهيد بهشتي اشد اعتداء ارهابي بعد انتصار الثورة الاسلامية + صور

تصادف اليوم ذكرى استشهاد آية الله محمد حسين بهشتي رئيس السلطة القضائية الاسبق في ايران و72 شخصية قيادية اثر تفجير ارهابي استهدف مقر الحزب الجمهوري بطهران على يد اعداء الثورة قبل 34 عاما. ووقع التفجير الارهابي في 7 تير حسب التقويم الايراني المصادف 28 حزيران/ يونيو 1981 ما أسفر عن استشهاد أمين الحزب الجمهوري آية الله بهشتي، وكان الاجتماع قد ضم الكثير من مسؤولي البلاد حيث استشهد ايضا أربعة وزراء (هم وزراء الصحة، والنقل، والاتصالات، والطاقة)، بالاضافة الى سبعة عشر نائبا في مجلس الشورى الاسلامي، والعديد من المسؤولين الحكوميين الآخرين.

واستهدف الاعتداء الارهابي المقر الرئيسي للحزب الجمهوري الإسلامي (IRP) في طهران، أثناء انعقاد اجتماع لقادة الحزب. وادى الاعتداء الى استشهاد ثلاثة وسبعون مسؤولاً بالحزب الجمهوري الإسلامي ونفذ الهجوم عناصر من منظمة “خلق” الارهابية. واستمرت الاغتيالات التي استهدفت كبار المسؤولين الايرانيين والداعمين والناشطين في النظام الثوري الناشئ على يد عناصر “خلق” وباقي اعداء الثورة الآخرين على مدار عام أو عامين ، الا انها فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي الذي تمثل بالإطاحة بالنظام الجديد كما كان مخططا لها.

ولم يمض سوى شهرين على حادثة 7 تير، حتى استهدف تفجير آخر المقر الرئاسي في آب / 30 أغسطس مااسفر عن استشهاد الرئيس المنتخب حديثا محمد علي رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهنر . وتم التعرف على هوية مرتكب التفجير، وهو أحد الأعضاء الناشطين في زمرة “خلق” ويدعى مسعود كشميري، وتخليدًا لذكرى الحادث، أُطلِق على العديد من الأماكن العامة في إيران، بما في ذلك كبرى ميادين طهران وغيرها من المدن الأخرى اسم “هفت تير”.

نبذة عن حياة الشهيد محمّد حسين بهشتي

ولادته ودراسته:

ولد السيّد البهشتي عام 1346 هـ بمدينة إصفهان في إيران ، وتعلَّم في إحدى الكتاتيب القراءة والكتابة بسرعة فائقة ، وبالخصوص قراءة القرآن الكريم ، وعرف بين أقرانه بالذكاء ، وأنهى مرحلة الدراسة الابتدائية المتوسطة في إصفهان ، وفي عام 1360 هـ ترك الدراسة الأكاديمية ، وانخرط في سلك طلاّب العلوم الدينية ، والتحق بمدرسة الصدر في مدينة إصفهان ، بسبب شغفه للعلوم الإسلامية .

وفي عام 1364 هـ سافر إلى مدينة قم المقدّسة لمواصلة دراسته الحوزوية ، وفي عام 1366 هـ حصلت له رغبة بالعودة إلى مواصلة الدراسة الأكاديمية ، فتمكّن من الحصول على شهادة الإعدادية ، ثمّ دخل كلّية الإلهيَّات في العاصمة طهران ، وحاز على شهادة البكالوريوس منها ، وخلال دراسته في الجامعة أتقن التحدّث باللغة الإنجليزية ، التي كان قد تعلَّمها في مدينة إصفهان .

وبعد ذلك عاد إلى مدينة قم المقدّسة لمواصلة دراسته الحوزوية ، وفيما بين عام ( 1369 هـ ـ 1374هـ ) أخذ يكرِّس جزءً من وقته لدراسة الفلسفة ، وفي عام 1384 هـ حاز على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة طهران .

أساتذته : نذكر منهم ما يلي :1ـ السيّد محمّد اليزدي ، المعروف بالمحقق الداماد. 2ـ الإمام الخميني . 3ـ السيّد حسين الطباطبائي البروجردي .4ـ السيّد الخونساري .5ـ السيّد محمّد حجّت الكوهكمري .6ـ الشيخ مرتضى الحائري اليزدي .7ـ السيّد محمّد حسين الطباطبائي .

صفاته وأخلاقه :

كان يتسم باستقلالية الإرادة ، واستباق الزمن دائماً ، محبّاً للتجديد ، مناهضاً للتقاليد البالية والموروثات السقيمة، شجاعاً لا يخشى المجابهة .

ومن صفاته ايضا عدم التواكل ، فحيثما كان يرى ضرورة عمل ما كان يؤدِّيه بلا تخوّف ، فلو كان – على سبيل المثال – يرى ضرورة أن يكون إماماً لأحد المساجد لكان يسارع إليه ، ويقوم بأداء جميع المهامّ المتعلّقة به ، ولم تكن همَّته تقتصر على يومه ، فالسيّد بهشتي كانت لديه على الدوام أفكار على المدى البعيد .

واتصف ايضا بالتعبُّد ، فقد كان يؤدِّي صلاته بإخلاص تام ، ومن خلال سلوكه يتّضح أنّه كان يرمي إلى تطبيق الأحكام الشرعية بشكل دقيق ، ومن سجاياه الأُخرى هي ترغيبه وتشجيعه لجميع الأصدقاء على ممارسة النشاطات الجماعية ، فكان يتميَّز بحرية التفكير ، والتزام أُصول الحرية في التعامل مع آراء وانتقادات الآخرين .

وكذلك كان حليماً بكل معنى الكلمة ، فلا يطفح كيلَه بسرعة ، وكان واثقاً من نفسه ، لا يشعر بالوهن في مجابهة المهامّ الكبرى ، وكان أيضاً متأهِّباً لمواجهة أيّة مشكلة والتغلّب عليها ، ومن البديهي أنّ مثل هذا الإنسان قادر على أن يكون مديراً ناجحاً .

جانب من نشاطاته ومواقفه :

الأوّل : قام بتأسيس مدرسة في قم اسمها ( الدين والعلم ) ، بالتعاون مع زملائه لغرض تثقيف الشباب بالثقافة الإسلامية الأصيلة ، وإيجاد حركة ثقافية لإعداد الكوادر اللازمة ، والتزم مسؤولية إدارة هذه المدرسة .

الثاني : أوجد حركة ثورية طُلاَّبية عن طريق توثيق الاواصر بين الحوزة العلمية والجامعة ، لأنّه كان يعتقد بأنّ الطلاّب الجامعين وطلبة الحوزة يمكنهم التكاتف والتضامن التام على العمل وفق الأُسُس التي دعا إليها الإسلام .

الثالث : تأليف الكتب الإسلامية باسلوب حديث ، وفق أُسس العقيدة الإسلامية ، تنسجم مع طبائع الجيل الجديد .

الرابع : قام بالتنسيق مع العلماء الأعلام في الحوزة العلمية بمدينة قم المقدّسة ، لغرض إعداد برنامج خاص لدراسة العلوم الإسلامية ، وكان ثمرة ذلك تأسيس مدرسة (حقّاني ) ، أو ( المُنتظرية ) نسبة إلى الإمام المنتظر ( عليه السلام ) كنموذج لهذا المشروع .

الخامس : ايفاده إلى مدينة هامبورغ في ألمانيا لادارة شؤون مسجدها ، الذي أسَّسه المرجع الديني آية الله حسين الطباطبائي البروجردي ، حيث قام بتأسيس الاتحاد الإسلامي للطلبة الإيرانيين هناك ، وبدأ بنشر الإسلام الثوري في أوربا وأميركا .

السادس : المساهمة الفعَّالة بتشكيل رابطة العلماء المجاهدين في إيران ، التي قادت الثورة الإسلامية ضد نظام الشاه ، حيث قامت هذه الرابطة بالتظاهرات والنشاطات السياسية ضدَّ الحكم الشاهنشاهي حتّى تحقّق النصر الإلهي .

السابع : سافر إلى باريس والتقى بالإمام الخميني عندما كان هناك ، وقام بوضع اللَّبنة الأولى لمجلس قيادة الثورة الإسلامية في إيران ، وكان ذلك قبل سقوط الشاه .

الثامن : قام في عام 1370 هـ – أيّام الحركة الوطنية التي قادها السيّد الكاشاني والدكتور محمّد مصدّق – بإلقاء خطاب في مدينة إصفهان ، تحدَّث فيه حول عدم قدرة الشعب الإيراني على تحمّل المطامع الاستعمارية التي كانت تستهدف نهب ثرواته .

التاسع : دعمه لانتفاضة ( 15 ) خرداد ، التي قادها الإمام الخميني ضد الشاه سنة ( 1381 هـ ) ، وقيامه بالتنسيق مع العلماء بتأسيس ( جمعية الطلبة ) في مدينة قم المقدّسة ، وعلى أثرها تمَّ إبعاده من قبل النظام إلى العاصمة طهران .

شهادته :

استشهد السيّد البهشتي ( قدس سره ) في حادث انفجار مقر الحزب الجمهوري الإسلامي بالعاصمة طهران في الخامس والعشرين من شعبان 1401 هـ ، وعلى أثر ذلك أعلن الإمام الخميني الحداد العام في إيران ، وأصدر بياناً تأبينيّاً جاء فيه : فقد الشعب الإيراني في هذه الفاجعة الكبرى ( 72 ) بريئاً ، ويعتز الشعب الإيراني بأن يقدّم هؤلاء أنفسهم نذوراً لخدمة الإسلام والمسلمين .

وشيع السيّد بهشتي ( قدس سره ) تشييعاً مهيباً في طهران مع باقي شهداء حادثة 7 تير الأليمة ، ثمّ ووري الثرى مع صحبه الشهداء بمقبرة جنّة الزهراء جنوب العاصمة.
20150115133655027

1743-2730

45496_883

beheshti_patugh.ir-3

هفت تیر (5)

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...