اعتبر المحلل السياسي اللبناني العميد المتقاعد أمين حطيط، أن توقيع الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الست، محطة تاريخية مهمة في مسار العلاقات الاستراتيجية والدولية على اعتبار أن “ما بعد الاتفاق ليس كقبله”.
وقال حطيط، في اتصال مع وكالة “سبوتنيك” الروسية إن “إيران صارت أول دولة في العالم تستطيع أن تملك الطاقة النووية من دون أن تكون تابعة لدولة أخرى، وتمكنت من دخول الدول النووية الكبار، وهذا الأمر هو جديد في العلاقات الدولية”.
وأشار حطيط إلى أن “إيران استطاعت أن تكرس مقولة وجوب حل النزاعات بين الدول بطرق سلمية، وهذه القاعدة منصوص عليها في شرعة الأمم المتحدة ولكنها ظلت حرفاً اخرساً لا يطبق لفترة 60 عاماً”.
وتابع، إن “إيران التي تكسر القيود عن يديها، ستكون محل تنافس بين الدول الكبرى وتزاحم بين والشركات الاقتصادية الكبرى لتوظف في الاقتصاد الإيراني، هذا في الشأن الداخلي. أما في الشأن الخارجي، فان إيران سيكون لها الضوء الأخضر لمساعدة حلفائها بشكل عام ، سوريا و”حزب الله” بشكل خاص، وهذا ما سينعكس على صعيد المواجهة التي يخوضها محور المقاومة في سوريا ضد المشروع الآخر”.
وأضاف “سنرى أن التغيير سيكون استراتيجيا وجذريا ولن يتأخر ظهوره على اعتبار انه في العلاقات الدولية لا تقاس المهل بتعدد الأيام، وإنما التغيير الأكيد الذي يمكن أن نقوله هو أن محور المقاومة ربح جولة استراتيجية مهمة وكبيرة، يستطيع أن يبني عليها في المستقبل ويغير الكثير من المعادلات ويراكم الانتصارات في مواجهة المشروع الآخر”.
وعن تأثير ذلك على الساحة اللبنانية، اعتبر حطيط أن “الاتفاق سيلقي بظلاله على كافة المناطق، ومنها لبنان حيث يوجد أحد أهم مكونات المقاومة ومحور الممانعة والذي سيستفيد بشكل مباشر من توقيع الاتفاق”.
وأشار إلى انه “في لبنان ستسلك الأمور أحد اتجاهين: إذا التزم الفريق الآخر الذي تقوده السعودية بالواقعية والموضوعية قد نجد حلولا، أما إذا استمر على تعنته ومحاولته التفلت من الالتزامات فسيسقط هو ورهاناته”.