فيما شدد على ضرورة اعادة قراءة ما تمثله ايران النووية وايران ولاية الفيه ، اكد تقرير لراديو اوستن الاوروبي ، ان الفائز الاول في نتائج مراثون مفاوضات النووي في فيينا بين ايران والمجموعة السداسية ، هي ايران بالقطع والتاكيد ، تليها المجموعة السداسية التي نجحت في التوصل الى خطوات عملية للتاكد ميدانيا ومن داخل المنشئات النووية الايرانية ،
من سلمية المشروع النووي الايراني من خلال عمليات التفتيش المفاجئة للمفاعلات النووية موضوع الخلاف وهي ” نطنز ” و ” فوردو ” ومعمل الماء الثقيل في ” اراك”.
وقال تقرير رايو اوستن : ” ان اعتراف الرئيس اوباما في كلمته مساء الثلاثاء الماضي بعد ساعات من الاعلان عن توصل الجانبين الايراني والمجموعة السداسية الى اتفاق ينهي الخلاف بشان ملفها النووي ،
بان ” ايران كانت ندا ذكيا للولايات المتحدة الامريكية في هذه المفاوضات ” هذا الاعتراف منه تختصر كل المقالات التي يمكن ان تتحدث عن دور ايران في المفاوضات مع المجموعة السداسية ، حيث نجحت في تخطي وعبور كل الافخاخ في الشروط والمقترحات التي عكف مئات الخبراء الغربيين من الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين وحتى الالمان على طرجها على طاولة مراثون المفاوضات الاخيرة التي استمرت لمدة 18 شهرا بهدف زعزعة ايران عن ثوابتها في المفاوضات دون ان يتحقق مثل هذا المنجز.
وعندما يعترف الرئيس اوباما بان ” ايران كانت ندا ذكيا للولايات المتحدة في المفاوضات” كما قال في كلمته يوم الثلاثاء الماضي فهو يدرك ما يريد ان يشير اليه ، بشان القدرات الكبيرة التي كان يتحلها بها المفاوضون الايرانيون ، ودقة المسارات التي كان يتجاوزوها دون ان يتنازلوا عن ثوابتهم وهو ما اصطلح عليه مرشد الثورة الاسلامية اية الله خامنئي بـ ” الخطوط الحمراء “.
واضاف تقرير راديو اوستن ” ان الايرانيين اثبتوا في مفاوضات ماراثونية دامت 18 شهرا ، انهم مصممون على الانتصار وامتازوا بصبر اذهل المفاوضين جميعا ، وادركوا انهم لايواجهون ايرانيين مبدعين في نسج عقد السجاد الايراني ليتحول الى لوحة فنية يسارع الاثرياء الغربيين وغيرهم على اقتنائها والاحتفاظ بها ،
بل انهم بدوا في صبرهم منذ عام 2002 حيث بدات العقوبات ضدهم انهم في النووي الايراني اصبر في المثابرة والجهد ليلا ونهارا لسنوات طوال حتى ينتزعموا من عالم غربي متخم بالعداء وسوء الظن بتصرفاتهم ، حقا نوويا كان يراه الغربيون خلما وضربا من الخيال ،
ولكن كل ذلك تحقق وحصيلة اتفاق فيينا النووي كانت خلاصته النهائية بغض النظر عن اية تفاصيل ” ان ايران باتت دولة نووية تمتلك حق التخصيب ودخول سوق المواد النووية “.
ايران منشاة اراك
واشار تقرير راديو اوستن : ” ان الغرب ادرك وخاصة امريكا بعد 12 عاما من العقوبات على ايران ، ان هو الخاسر ، فقد امتلكت ايران كل هذه القدرات في التكنلوجيا النووية في ظل الحصار الغربي وحصار الامم المتحدة على ايران ،
فيما كان الغرب اقدر على منح ايران حقوقا متواضعة في التخصيب النووي في ظل رقابة دولة واممية لمشروعها النووي منذ عام 2012 ، ولو اقدم على ذلك لما واجه ” عدوا نوويا ” يضطر الى مفاوضته 18 شهرا ليحصل منه على موافقة على عدم استخدام قدراته العملية والتكنلوجية النووية في التخصيب وفي انتاج الماء الثقيل ، بعدما حقق الكثير في هذا المجال والذي كان يعتبره الغرب امرا محال التحقق ، ولاشك ان الايرانيين اثبتوا لنا في الغرب بانهم قادرون على تحقيق طموحاتهم في التسلح وامتلاك التكنلوجيا النووية حتى لو بنينا حول ايران سورا مثل سور الصين “.
وتابع التقرير ” ونحن نتابع ونرى ” صدمة النووي ” التي بعثت “الهستيريا ” في سلوك القادة الاسرائيليين والتي بلغت حدا وصفوا فيه المفاوضين الغربيين الذين طالما دافعوا عن اسرائيل ، بالرضوخ لضغوط وخدع ايران ، ووصف الاتفاق النووي بانه يوم اسود بتاريخ اسرائيل ، فلنا الحق اذن ان نصارح الزعماء الاسرائيليين بانكم كنتم اغبياء باغتيال 5 من العملاء النوويين الايرانيين عبر شبكة معقدة من العملاء والتنسيق مع شبكات تجسس صديقة للاسرائيليين في المنطقة ،
فهذا السلوك اثبت انه ركان غبة في القتل وليس لانهاء المشروع النووي لانه لم يؤثر على مسار تصاعد قدرات ايران العلمية والتطوير التكنلوجي لمنشئاتها ، فذا كان احد في اسرائيلي يمتلك الجراة الان فليقل انا من اصدرت امرا بتنفيذ الاغتيالات لانه لايستطيع ان يدعي انه تسببا في تعطيل القدرات النووية او الابطاء من وتيرتها “.
واضاف التقرير : ” ان عمليات الاغتيال التي طالت 5 عملاء ايرانيين مختصين في الفيزياء النووية دفعت بشباب ايرانيين على الاقدام في الانخراط في الجامعات والتخصص في مجال الفيزياء بشكل لاسابقة له حتى بلغ مجموع الطلاب الذين يدرسون العلوم المرتبطة بالتكنلويا في ايران اكثر من 5000 طالب ولعل هذا الرقم اقل من الحقيقة حسب تقارير غربية ، وهذا يشكل جيشا قادرا على انتاج عقول مبدعة في مجال التطوير بشكل مذهبل ومقلق”.
وتابع تقرير راديو اوستن القول : ” علينا ان نوصل رسائل للاسرائيليين ان الدول الغربية خدمت حاضر ومستقبل اسرائيل بالتوقيع على هذا الاتفاق النووي، لان هذا الاتفاق انهى والى الابد اي احتمال لعمل عسكري يرتكبه نتنياهو في شن هجمات جوية مدمرة على المنشئات النووية والاستراتيجية في ايران الذي بات يتوهم ” انه ” داود ” بني اسرائيل ونبيهم الذي سيقضى على الايرانيين ، اذ ان حصيلة اي هجوم من هذا النوع لو كان قد حدث في السنوات الماضية ، لكانت اسرائيل الان ” ربع دولة” بامكاناتها ، ولكانت اسرائيل بنصف سكانها الحاليين او اقل ، نتيجة الانتقام الايراني على اي هجوم يشنه نتيناهو، لما تمتلكه ايران من قدرات صاروخية بعضها نحن في الغرب على علم بقدراتها الندميرية فيما هناك توقعات بوجود الاكثر تطورا والاكثر تدميرا وهلاكا”.
وتساءل تقرير راديو ” اوستن ” : ” الا يحق القول اذن بان الاتفاق النووي بين ايران والغرب ، ضمن امن اسرائيل ، من اي عمل عسكري ايراني مدمر ، لان هذا الاتفاق ” قيد يد نتيناهو والصقور في اسرائيل ومنعهم من التورط بمواجهة مدمرة لشعب اسرائيل مع الايرانيين الذي باتوا الان اقرب الي اسرائيل من قبل من خلال نجاحهم في انتاج قوات عقائدية شيعية بمئات الالاف من المقاتلين العراقيين مزودين بصورايخ واسلحة متطورة تسعين بالمائة منها من مخازن الاسلحة الايرانية ، حيث باتوا على مشارف حدود الاردن ، وصوريخ هذا الحشد الشعبي بمقدورها ان تصل اسرائيل دون حاجة الى صواريخ ايرانية الباليستية التي تصل مداها 2500 كيلومتر “.
روسيا: المفاوضات النووية في الماتي كانت بناءة
واضاف التقرير : ” ان هذا الاتفاق بين طهران وبين السداسية وتحديدا بين الامريكيين وحلفائهم في اوروبا مع ايران بمشاركة الصين والروس ، كان لابد من ان يتحقق ، والا كنا كمراقبين نشك في وجود عقول سياسية في الغرب تفقه “فن صناعة المستقبل ” ، كان يكفي 12 عاما من العقوبات غير المجدية على طهران ان نغير مواقفنا من ايران ونقبل لها ببعض الانتصار ونضمن لنا عدم التعايش مع مفاجئات النووي الايراني دون رقابة وتدقيق ،
بل كانت 35 عاما كافية في تبن سياسة اشهار سيف المبارزة مع ايران منذ سقوط شاه ايران عام 1979 وانتصار الثورة الاسلامية وحتى عام 2015 حيث لم يحصد الغرب طولا هذه العقود المتتابعة ، الا فشلا متلاحقا في كل مشاريعه التي خاضها ضد ايران سواء السرية متها اوالعلنية ، وسواء الدبلوماسية منها اوالاقتصادية والامنية، ولانحتاج الى دليل والى تحليل سياسي من ” عبقري ” حتى ننتبه ونفقه فشل كل تلك المشاريع ، لان الحقائق اظهرات لنا بعد 35 عاما ، ان ايران اقوى تسليحا واقوى تصنيعا ،واقوى نفوذا واقوى اقليما واكثر شعبية في المنطقة ،
رغم وجود ماكنة اعلامية مسخرة ليلا ونهارا لتشويه صورتها لدى شعوب المنطقة ولدى شعوبنا ، ولكن باءت كل تلك المحاولات الى الفشل بل ادت كل تلك الحرب الفاشلة لمحاصرة ايران الى ان ينفرد الروس والصين في بناء علاقات اقتصادية ودبلوماسية وامنية وعسكرية متميزة مع الايرانيين ، بلغت الى حد التعاون العسكري الاستراتيجي في المجال العسكري بين موسكو وطهران ، بينما كنا نحن في الغرب مشغولين بقبول النظرية الاسرائيلية عن ايران ، ومشغولين لارضاء انظمة عائلية انتجت للعالم ارهاببيين وفكرا يحول الآدميين الى قتلة حتى لو كان هؤلاء الآدميين من ابناء الغرب ، ونعني بهنا الفكر هو المذهب الوهابي .
محمد بن نايف واوباما
نعم ادرك اوباما وكاميرون ان الرهان المفتوح على كسب رضى حكومات الاسر الحاكمة في الخليج دونما امتلاك هذه الاسر مقومات تعين على بناء دول ذات ملامح توحي بالسلوك المؤسساتي والدستوري المستدام ، وتفتقد مقومات الدولة الحديثة وتغيب عنها ضوابط الالتزام بحرمة دساتير حاكمة لاتطالها يد الحاكم بالتغيير ، انما هو رهان على سراب ورهان على المجهول الذي يفاجئنا بالغرب كل مرة بظاهرة ارهابية مرة باسم القاعدة واخرى باسم الدول الاسلامية ” داعش ” واخرى باسم ” جبهة النصرة ” فيما ندرك ان اجهزة مخابرات غربية لم تكن بعيدة في توفير المناخ لانطلاقها في تكرار خاطئ لتجربة ركوب حصان التنظيمات الجهادية السلفية في محاربة الاتحاد السوفياتي في افغانستان “.
خامنئي وروحاني
وختم راديو اوستن تقريره : ” ولعل من الضروري ان نقر ان رهاننا في الغرب على انقسام الشارع الايراني طوال تلك العقود الماضية، هو الاخر رهان خاطئ لايستند الى قراءات حقيقية لطبيعة المجتمع الايراني وطبيعة تغلغل النظام الاسلامي في المجتمع الايراني حتى صار يصعب تفكيك اي منهج سياسي ايراني للنظام عن التاثير الاجتماعي المتجدذر ، والملف النووي اكبر مثال لنا ،
لذا وجدنا ان رهاننا على الاصلاحيين في ايران ، وصل بنا الى نجد ان الرئيس روحاني لايحتلف عن الرئيس نجاد ، وما لايقوله الرئيس روحاني في خطبه عن اسرائيل بزوالها كما كان يقول الرئيس نجاد يقوله روحاني بطريقة اخرى ، اذن علينا ان ندرك في العرب ان النظام الاسلامي نظاما محكما لاتتحق امكانية اختراقه كما كنا نتوهم على غرار ” سهولة صناعة الانقلابات ” في اكثر دول العالم التي تخرج عن الطاعة ،
والدليل جربت اجهزة مخابراتنا كل امكانتها ولم تفلح ، واثبتت مفاوضات النووي ان النظام الايراني بشقيه الاصلاحيين والمبدئيين هما في ظل ولاية الفقيه بشكل كامل ،
وولاية الفقيه التي تتمثل في اية الله خامنئي ليست مجرد نظرية فقهية بالية كما نحاول ان نفهمها ، بل اثبتت انها وباعتبارها مدرسة نابعة من الفقه الاسلامي ، بانها لاتقل تاثير على الشعب الايراني الشيعي من تاثير المرجع الديني في العراق اية الله السيستاني التي خلقت جيشا باسم الحشد الشعبي بفتوى واحدة وفي طريقه ليتحول الى جيش عقائدي منظم سيغير خارطة العراق السياسية في المستقبل المنظور ،
ان لم تكن اكثر تاثيرا لتمرس الاولى في التعاطي السياسي بشؤون الدولة والامن القوة العسكرية حيث ان ولي الفقيه وهو اية الله خامنئي هو القائد العام للقوات المسلحة وتحت يديه مئات من المستشارين والخبراء العسكريين بخلاف انه شارك شخصيا في ادارة المعارك اثناء الحرب العراقية الايرانية من 1980- 1988 ،
نعم علينا في الغرب اعادة قراءة ملف ايران ، ايران النووية وايران العقائدية وايران التي بات تمتلك نفوذا كبيرا في الشرق الاوسط ، بشكل يجعل الجنرال قاسم سليماني يعلن الحرب على داعش في العراق قبل ان يعلنها رئيس الوزراء نوري المالكي ويصل الى جبهات القتال مع متطوعي الحشد الشعبي في ساعات ولحظات خطيرة لم يصلها المالكي في عهده ولا رئيس الوزراء حيدر العبادي الان ، حتى بات من العسير على خبراء فن صياغة المعادلات السياسية والامنية في الغرب التعامل مع ملفات سوريا والعراق والمشكلة الفلسطينية واليمن والبحرين ومشكلة ارهاب داعش والقاعدة دون الاستعانة بايران والتشاور بشانها معها .
فهل نعني دروس فشل 35 عاما من مشاريع التامر على ايران والقطيعة مع ايران ، وهل نعي دروس السقوط في وهم القدرة على اسقاط نظام ايات الله في ايران التي خدعنا معارضو النظام الايراني من قادة مجاهدي خلق وبقايا النزام الشاهنشاهي في تقاريرهم لحكوماتنا ولاجهزة مخابراتنا، بانه ” نظام ملالي ” ما اسهل طيه والقضاء عليه ..؟