إذا خط أحدهم على ورقة ما خطاً جميلاً فإنكم تلاحظون على الفور كم هو فنان هذا الخطاط.. كم هو عليم وقدير. إن دلالة الخط الجميل على كينونة كاتبه فناناً هي أمرٌ فطري يقر بها الإنسان على الفور.
أو مثلاً الرسّام عندما يرسم وجهاً معيناً فإن كل من يشاهده يدرك مدى قدرة وعلم هذا الرسّام. وهكذا فإن شكل وجه كلّ منّا يدل على الرسّام الأعلى.
أنظروا إلى الرسم الذي إبتدع فوق مساحة شبر واحدٍ من وجه الإنسان ترون العين والشكل الذي جعله الله لها… شكل يقال له إصطلاحاً ـ لوزي. فكم كانت ستبدو قبيحة المنظر لو جعلت مربعة الشكل أو سداسية، أو جعلت بأي شكل آخر غير شكلها الحالي؟.
ثم إن كينونة العين لوزية الشكل يمنحها هذه الميزة وهي أنّ التراب والغبار والأوساخ التي تأخذ طريقها إلى العين تخرج من طرفها مع السوائل التي يتم إفرازها من داخل العين فلو كانت على غير هذا الشكل لفقدت بذلك ميزتها هذه أيضاً فكم هو عليم وقادر خالق هذه العين.
الحاجب والأهداب المذهلة للعين:
ننظر أولاً إلى الحاجب فمكانه فوق العين وهو بالإضافة إلى الجمال الذي يمنحه للعين فقد جعله الله تعالى على شكل قوس وذلك حتى لا يصل العرق الذي يسيل من على الجبهة إلى العين التي هي عضوّ حساس جداً، بل ينحدر عن جانبيه وهو إضافة إلى ذلك يمثل مظلّة للعين تقيها للونه الأسود نور الشمس حتى تكون فعّالة أكثر أهداب العين هي الأخرى عجيبة فالهدب جعل الخالق واحدها يعارض الآخر، أي أنه عندما تطبق العين لا يكون الأمر على نحو أن يقع على الآخر فيبقى فيما بينها مفتوحاً. لو كان الأمر كذلك لما تحقق الهدف من خلقها، أي إن الغبار والتراب كانا سيستقران فيما بينهما ثم يدخلان بعد ذلك العين بل جعل ـ الله جلّ وعلا ـ واحدها يعارض الآخر فتتعشق ببعضها البعض على نحوٍ كامل بحيث لا يبقى هناك أي منفذٍ أو سبيل لدخول الغبار والتراب. إن للأهداب السوداء والحاجب ميزة وحكمة أخرى وهي تنظيم الضوء للعين حتى ترى فلو أنّ شيئاً معتماً وضع في معرض النور فإنه سيتحول إلى مصدر إشعاع للنور…
لقد جربتم ذلك فعندما تحاولون رؤية شيءٍ ما يقع بعيداً عنكم فإنكم تضعون أيديكم مقابل أعينكم حتى لا ينتشر نور العين بل يصل مباشرة إلى حيث تريدون.
إذاً فسواد شعر الأهداب والحاجبين، هو لأجل تنظيم النور، من وإلى العين.
لو أنّ واحدةً من شعرات هذه الأهداب تغرز في العين أو ـ على سبيل المثال ـ تنبت في الجفن لجهة الداخل فأيّ بلاءٍ كان سيصيب الإنسان في هذه الحال. أحياناً قد يبتلى بعض الأشخاص بهذا البلاء، وذلك حتى يكونوا أسباب عبرة لغيرهم من الناس.
إن للعين أربع حركات: إلى أعلى وإلى أسفل وعلى اليمين وعلى اليسار، دون أنْ يكون هناك حاجة لتحريك الرأس بل إنها تتحرّك ـ بمجرد أن يريد صاحبها ذلك ـ إلى جهة اليمين واليسار وأعلى وأسفل. إنكم ترون أمامكم وأنتم تمشون، بشكل طبيعي. لستم بحاجة إلى أنْ تحنوا رؤوسكم إلى الأمام. إن هذه الحركات الأربع التي للعين ناتجه عن الأعصاب الأربعة التي إن ينقطع واحدٌ منها تصبح الحركة في ذلك الإتجاه غير ممكنة للعين.
3 تعليقات
تعقيبات: cheap jordans
تعقيبات: 日付跑路
تعقيبات: cheap real foamposites